من يبحث عن الجمال والخضرة والرذاذ وكرم الضيافة، فليذهب إلى صلالة مدينة الاحلام والرواسي الشامخة، والينابيع وعيون الماء المتدفقة بالسلام والخير، والماضي التليد الذي تعود جذوره إلى ما قبل الميلاد.صلالة عروس جنوب عُمان، البهية الجميلة، تمتاز بجمال الطبيعة الخلابة واللون الاخضر الذي يغطي الاودية والسهول والجبال، كأنها لوحة فنية من الزمن الجميل، لا يوازيه إلا سمات العُمانيين في الكرم وحسن الضيافة والتعامل والابتسامة التي لاتفارق محياهم، وترحيبهم الكبير بالضيوف الزائرين بدءا من الوصول إلى مطار صلالة إلى لحظة المغادرة.«الراي» حضرت فعاليات مهرجان صلالة السياحي الذي يقام في مركز البلدية الترفيهي، وعاينت الأنشطة والمعارض المصاحبة للمهرجان، ومنها المعرض الوثائقي الذي يثبت ان تاريخ صلالة يعود الى قرون سابقة مرت عليها حضارات قديمة وشعوب عاشت على سواحلها البحرية وصلت سفنها وأساطيلها الى كافة القارات والبلدان، واحكموا قبضتهم بالحكمة والسلام والتسامح على سواحل افريقيا وبلاد فارس والخليج العربي ودخلوا الاسلام بشكل سريع دون قتال او حروب وحظوا بمديح وثناء من الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما قال عنهم «لو أنَّ أهل عُمانَ أتيتَ، ما سبُّوك ولا ضربوك». وفي الحديث دلالة ظاهرة على فضل أهل عمان، حيث إنهم كانوا أسرع الناس إلى قبول الإسلام واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، فلم يمنعهم عن الإسلام أنهم أهل ملك، وأهل الملك يأنفون عن اتباع غيرهم ويجالدون على ذلك بالسيوف الصوارم.وحظي العمانيون باحترام الحضارات القديمة وأهلها، ومنهم امبراطور الصين الذي كرم تاجرا عمانيا عاش في الصين واطلق عليه لقب «جنرال الاخلاق» واجزل له بالعطايا والهدايا، ولم يبادر العمانيون طيلة حياتهم بالهجوم او محاربة الدول الاخرى، بل كانت حروبهم دفاعية لذلك لاتخلو ولاية في سلطنة عمان من وجود قلعة وحصن للدفاع عن وطنهم.وفي صلالة نماء ومستقبل زاهر للاقتصاد والاستثمار والفرص التجارية الواعدة، بفضل التسهيلات الكبيرة التي تقدمها الحكومة للمستثمرين، من خلال المنطقة الحرة التي تتولى دعم ورعاية المستثمرين وتقديم كافة الخدمات والتسهيلات والاراضي والدعم اللوجستي، لدرجة ان المستثمر لا يحتاج إلا لساعة واحدة للحصول ترخيص العمل والبدء في مشروعه في أجواء محفزة للاستثمار والعمل بفضل سياسة السلطنة الداعمة للسلام والاستقرار، الى جانب موقع ميناء صلالة المتميز الذي يعتبر المارد الجامح في سباق الاقتصاد العالمي اضافة الى مطار صلالة وشبكة الطرق المتطورة والفنادق العالمية والأيدي العاملة والثقة الكبيرة في التعامل.ما يميز صلالة جانبان مهمان هما الذراعان الاقتصادية والسياحية اللتان تكفلان النجاح لهذه المنطقة التي يتصاعد نموها يوما بعد يوم بفضل التطور والتقدم والرغبة الكبيرة من الحكومة العمانية في الانفتاح الاقتصادي العالمي. وفيما يستقبل العمانيون أفضل مواسم السياحة في الخريف الذي يمتاز بالاجواء الساحرة والرذاذ الدائم الذي يداعب الوجدان والاحاسيس والهواء العليل والجبال الخضراء وامواج البحر الساحرة، تفتح صلالة ذراعيها لاستقبال السياح من كل مكان متسلحة بشعبها الكريم والبنية التحتية التي تساعد على الترويج والتحفيز، مع وجود سلسلة من الخيارات في الاقامة من فنادق عالمية وشقق وبيوت ومنتجعات، اضافة الى الاسواق الرائعة التي تنبعث منها رائحة البخور واللبان العماني والحلوى ذات المذاق اللذيذ والموز والنارجيل والقهوة. وتشمل فعاليات مهرجان صلالة 2019، الذي يستمر حتى الثاني والعشرين من أغسطس الجاري، محطات عدة منها الثقافية والتراثية والفنية والترفيهية والسياحية والاقتصادية، فالبرنامج عامر بكل ما هو ممتع في كافة المجالات، حيث تتناسب مع جميع أفراد الأسرة ومنها إقامة العديد من الندوات الدينية والثقافية والاقتصادية والأمسيات الشعرية والمسرحيات الفكاهية الهادفة للصغار والكبار.وأكد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار، أن موسم الخريف في محافظة ظفار استثنائي وكل الخدمات متوافرة لتقديمها للموسم السياحي. وأضاف أن مهرجان صلالة استطاع توفير الكثير من الفعاليات في سنواته السابقة، وفي هذا العام هناك فعاليات جديدة على سبيل المثال وليس الحصر هناك مهرجان المناطيد وهذه فعالية جديدة نتمنى أن يستمتع الزوار بها، إضافة إلى فعاليات أخرى بالمهرجان ومؤسسات أخرى مشاركة سواء في ولاية صلالة أو الولايات المجاورة لها بمحافظة ظفار، كما نرى شركات طيران أخرى تصل مباشرة إلى صلالة كونها تمثل ترويجا ورسائل دائمة من قبل هذه الشركات وايضا تخفيض قيمة تذاكر السفر وهذا مطلب وتشجيع السياحة الداخلية، ولاشك بأن انخفاض أسعار تذاكر الطيران والفنادق يعود بالنفع على جميع المواطنين والمحافظة ومشغلي الخدمات من حيث الإقبال عليها.وبحسب الإحصائيات فقد بلغ عدد زوار خريف صلالة العام الماضي نحو 820 ألف زائر، وسائح بارتفاع 28 في المئة عن عام 2017 مما يشير إلى تنامي أعداد السائحين، كذلك حجم الإنفاق. من المتوقع أن يقترب العدد إلى مليون زائر خلال هذا العام، ولاسيما مع الجهود التي تبذلها الحكومة ممثلة في وزارة السياحة وبلدية ظفار لتعزيز المرافق السياحية والخدمية لتكون قادرة على استيعاب الاعداد الكبيرة، وتوفير منتج سياحي يناسب جميع الفئات. في العام الماضي أنفق السياح من داخل وخارج السلطنة نحو 194 مليون دولار.كما اتجهت إدارة المهرجان إلى إعطاء الفرصة لمشاركة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في المجالات السياحية والترفيهية المتنوعة، ضمن فعالياته للإسهام في تنشيطها من خلال تقديم كل ما هو جديد للجمهور، ولإثراء ودعم مبادرات وفعاليات هذه المؤسسات.وقال المشرف العام على دائرة المهرجان محمد بن عمر الرواس، إن مهرجان صلالة السياحي تنظمه بلدية ظفار بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية في بعض الفعاليات مثل المديرية العامة للسياحة بمحافظة ظفار وشرطة عمان السلطانية والعديد من الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص ليخرج كظاهرة حضارية كبيرة تهتم بكل ماهو سياحي وترفيهي وثقافي وفني وأدبي الذي يهدف إلى إبراز دور السلطنة على مدار 42 يوما وسيشهد إقامة أكثر من 800 فعالية تجسد التواصل الحضاري والثقافي بين الشعوب.وأشار الرواس إلى أن الإضافة الجديدة والمميزة لأجندة مهرجان هذا العام تتمثل في استقطاب 8 من العروض والفعاليات العالمية، أهمها عروض الليزر والإضاءة وعروض كرنفال الدمى العملاقة وعروض الخفة والنار وعروض السرك المتنوع وعروض الكرنفال المتنوع والرسم ثلاثي الأبعاد وحلبات التحدي وعروض الخفة والبهلوان، بالإضافة إلى فرق ألعاب الخفة الأكروبات والفرق العالمية الراقصة وغيرها.وقال إن مهرجان صلالة السياحي يعكس في جانبه الدولي اهتمام السلطنة وسعيها المتواصل والحثيث للتضامن الدولي والتمازج الثقافي والحضاري بين كافة الشعوب والأمم من خلال المهرجانات والمعارض التي هي مرآة عاكسة لثقافات وفنون وتاريخ هذه الشعوب ووسيلة وصل وتقارب وتفاهم بين مختلف الأمم بصرف النظر عن جنسها أو دينها أو لونها، وهذه الفنون تعتبر لغة عالمية تقرب بين الشعوب وتجمع بين طموحاتها وأهدافها في الرخاء والاستقرار والتقدم.وسيتيح مهرجان صلالة السياحي مثل كل عام فرصا للمواطنين للعمل في كافة مواقع مركز البلدية الترفيهي وقرية سمهرم، بالإضافة إلى فرص العمل في الفعاليات الخارجية التابعة للمهرجان بالإضافة إلى فرص العمل التي يوفرها مسرح المروج للشباب الباحثين عن العمل.وحول المعارض التي يضمها، قال الرواس إن قاعة المعارض تتضمن من القطاع العام والخاص الذي يحتضنه المهرجان نحو ما يقارب 40 جناحا من مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص، أما خيمة التسوق العالمي، فتشارك فيها أكثر من 300 شركة سوف تعرض منتجاتها المتعددة، التي تلاقي إقبالا كبيرا من قبل الزوار الذين يكتظ بهم المعرض طوال فترة المهرجان. وقال إن مهرجان صلالة السياحي حظي بإشادة كبيرة ومكانة على خارطة المهرجانات العالمية ما يعكس الجهد المبذول وخطط التطوير التي ينتهجها مكتب محافظ ظفار وبلدية ظفار والمديرية العامة للسياحة إلى جانب المؤسسات الأخرى والقطاع الخاص.

إضاءات على صلالة

منطقة حرة محفزة للأعمال

قال الرئيس التنفيذي للمنطقة الحرة بصلالة علي بن محمد تبوك، إنَّ مبادرة الحكومة ستتيح للمستثمر تقديم طلب الاستثمار والحصول على التراخيص اللازمة والبدء في مشروعه خلال مدة تتراوح بين ساعة واحدة إلى 3 ساعات عمل فقط.وأكد تبوك حرص المنطقة الحرة بصلالة لتبني أفضل الممارسات التي من شأنها أن تعزز كفاءة الأعمال وتقديم حلول ابتكارية لكسب ثقة المستثمرين. وأشار الرئيس التنفيذي للمنطقة الحرة بصلالة إلى أن الإجراءات الحديثة لتسجيل الاستثمار بالمنطقة من شأنها أن تُعزز من تنافسية المنطقة الحرة لتحقيق أهدافها التنموية في استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية تماشيًا مع سياسة الحكومة في دعم التنويع الاقتصادي.تجدر الإشارة إلى أن المنطقة الحرة بصلالة تقدم العديد من المزايا والحوافز والتسهيلات للمستثمرين ورجال الأعمال والشركات المتعددة الجنسيات، التي تضمن الأمان والربحية وسهولة ممارسة الأعمال للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة لسلطنة عُمان وتنويع مصادر الدخل وتوفير فرص العمل للمواطنين.

الميناء... المارد الجديد

يعد ميناء صلالة واحداً من أكبر الموانئ المتكاملة في الشرق الأوسط، ويتمتع بطاقة استيعابية للحاويات تبلغ 5 ملايين حاوية وجار العمل على رفعها إلى 7 ملايين حاوية، كما يخدم الميناء التجار اليمنيين ويحتل ميناء صلالة موقعاً استراتيجياً على مسار خطوط الشحن العالمية التي تربط الشرق بالغرب، وقد تأسس الميناء في عام 1998، ويعتبر الميناء من أفضل الموانئ العالمية في مناولة الحاويات، ويتمتع ببنية أساسية متينة. وقد توسع الميناء بصورة كبيرة اليوم ويعُد الآن جزءا من شبكة تضم أكبر خطوط الشحن في العالم، والتي تنتقل مباشرة عبر الممرات التجارية الرئيسية في آسيا، وأوروبا، والأسواق الناشئة في شرق إفريقيا، وشبه القارة الهندية، والخليج العربي. ويعد الميناء من أكثر موانئ العالم نموا.

محبة العمانيينللكويت... كبيرة

يمتاز أهل عمان بحبهم الكويت ولشعبها وأميرها بشكل كبير ويقول الاعلامي علي المعشني«تستقي الكويت اليوم شخصيتها السياسية وهويتها من كاريزما صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أميرها وعميد الديبلوماسية العربية في وقت من الأوقات، والذي كان شاهدًا على عصر من القضايا المصيرية والأحداث الدولية، حيث أنضجته التجارب وعرفته السياسة ودهاليزها».

عروض تراثية جاذبة

قال المشرف العام على دائرة مهرجان صلالة محمد الرواس إن الزوار من مختلف محافظات السلطنة والقادمين من الدول الأخرى سيستمتعون بعروض الفرق الشعبية على مسرح الولايات بالقرية التراثية ومسرح البحيرة ومسرح الساحة العامة للمهرجان، بالإضافة إلى مشاركة الفرق الشعبية من الدول الشقيقة والصديقة، وسوف يكون للأطفال نصيب كبير من هذه العروض والألعاب المختلفة التي تدخل البهجة والسرور إلى نفوسهم، وستشهد ساحة مركز البلدية الترفيهي أيضا عزف الفرق الموسيقية العسكرية البديعة، وكذلك فرق الفنون الشعبية العمانية التي تشد إليها الجمهور برقصاتها وألحانها الشجية طوال أيام المهرجان إلى جانب العروض المسرحية.

تعزيز الجانبالثقافي والديني

أكد محمد الرواس تواصل المحاضرات الدينية والأمسيات الثقافية الشعرية والفنية، بالإضافة للنقد والفكر بشكل عام لعدد من المفكرين والنقاد العرب والعمانيين وفي مجالات شتى من الشؤون الفكرية والثقافية والأدبية والفنية بشكل عام، إلى جانب أن المهرجان سيشهد طوال أيامه نشاطات ثقافية واجتماعية وفنية أخرى على المسارح الرئيسية مثل مسرح المروج والمسرح الرئيسي لمركز البلدية الترفيهي ومسرح الولايات ومسرح الساحة العامة ومسرح الطفل، بالإضافة إلى جانب الفرق الشعبية الذي عودنا عليها المهرجان على مسرح البحيرة.