ظهرت أخيرًا بعض التقارير والأخبار التي تشير إلى أن الكويت سجلت هذا العام - كما في الأعوام السابقة - أعلى درجة حرارة على مستوى العالم، يعتقد البعض أن أسباب ارتفاع درجات الحرارة بالكويت تتراوح ما بين موقعها الجغرافي وطبيعتها الصحراوية، وقد يكون ذلك صحيحا لكنها حتما ليست الأسباب الوحيدة كما هي الحلول فهي متنوعة. فمن الأسباب الرديفة لارتفاع درجات الحرارة بالعالم عموماً، هي الاستخدامات البشرية المتعددة للموارد المختلفة على كوكب الأرض والتي تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر بما يعرف اليوم بالاحتباس الحراري، فالكويت دولة حضرية تتميز بالمباني العصرية والطرق السريعة والبنية التحتية المدنية التي تحرص الحكومة على تجديدها وتطويرها باستمرار. هذه البنى التحتية و المباني المميزة تسبب ما يعرف علميا بــ«تأثير جزيرة الحرارة الحضرية»، هذا التأثير يحدث عندما تحل المدن محل الغطاء الأرضي الطبيعي بتركيزات كثيفة فتكثر المسطحات المختلفة كالأرصفة والمباني والأسطح الأخرى التي تمتص الحرارة وتحتفظ بها مما يساهم ذلك في زيادة درجات الحرارة عن درجات الحرارة الاعتيادية للهواء والذي يؤدي بدوره الى الحاجة لاستهلاك أكبر للكهرباء لأغراض التبريد وما ينتج عن هذه الزيادات من تلويث للبيئة.يبقى السؤال الأهم، أنستسلم لهذه الارتفاعات السنوية لدرجات الحرارة، ونحتفل بتسجيلنا أعلاها عالمياً أم أنه يمكننا تبريد الصيف نسبياً؟ بدأ الكثير من المجتمعات في أنحاء العالم بوضع الاستراتيجيات ذات الأسس العلمية، والهادفة إلى تأسيس ما يعرف بـ«البنية التحتية الخضراء»، والتي تعتمد بحسب ما أشارت إليه وكالة حماية البيئة الأميركية على خمسة مقومات هي: 1. زيادة زراعة الأشجار وزيادة المسطحات الخضراء، 2. تشجيع السطوح الخضراء (مساحات خضراء طبيعية على أسطح المباني و المنازل)، 3. تشجيع السطوح العاكسة للحرارة، 4. تغيير خلطة الأرصفة و الشوارع لتكون إما مُنْفِذة للحرارة أو عاكسة، 5. تشجيع المشاريع الخضراء بما فيها حدائق المناطق السكنية والمشاريع المعتمدة على الغطاء النباتي الأخضر. جميع الأسس السابق ذكرها ستساهم في خفض درجات الحرارة المحيطة بالمباني، وبالتالي خفض الحرارة نسبيا وتلطيفها بالمناطق الحضرية المأهولة بالسكان في الكويت، كما أن دمج خطط تطوير البنية التحتية بالكويت مع مشروع البنية التحتية الخضراء أمر يجب أن يتبناه أصحاب القرار بالكويت؛ لننعم بدرجات حرارة أقل نسبياً و بالتالي توفير الطاقة والعيش في بيئة نقية مستدامة.
* دكتوراه في البيئةInstagram @kecomag