بالرغم من قوة أدائه في الأدوار الصعبة والمُركبة، إلا أنه لم يُخفِ تَخوفه من الإنتاج السينمائي! إنه الفنان عبدالله الرميان الذي أوضح في حوار مع «الراي» أنه لا يلهث خلف الشهرة والنجومية بقدر ما يسعى إلى وضع بصمته على الشاشات الصغيرة والعملاقة، وعلى خشبة المسرح، مشدداً: «قد يُحلّق البعض قليلاً بهوس النجاح، لكنه حتماً سيسقط إذا لم يحافظ على نجاحه».الرميان لفت إلى أنه لايستعجل الظهور، بل يحب التأني في الفن، كاشفاً عن مشاركاته الأخيرة في الدراما التلفزيونية، لا سيما المسلسل التراثي «لا موسيقى في الأحمدي»، فضلاً عن أعماله المسرحية الأخرى، على غرار مسرحيتي «التابعة» و«موجب»، مُفصحاً عن طموحاته في الإذاعة لتعلم التمثيل الصوتي، بالإضافة إلى شغفه بالفن السابع.
? فلنبدأ من آخر أعمالك التلفزيونية «لا موسيقى في الأحمدي»، فماذا لديك لتقوله عن هذه التجربة؟- للأمانة، كنتُ متخوفاً جداً في أول يوم تصوير، خصوصاً أن هناك من سبقني في تقديم دور «الشاب المُعقّد». لم تكن تجربة سهلة على الإطلاق، ولكن في اليوم الثالث من العمل تلاشت الرهبة فيّ وذهب الخوف، وذلك بتوجيهات حثيثة من المخرج محمد دحام الذي ساندني ووقف بجانبي منذ الاستهلال.? حدثنا عن تواجدك مع فنانتك المفُضَّلة في العمل انتصار الشراح؟- التقينا في أعمال درامية عدة في السابق، ولكن لم يحدث النصيب أن تجمعنا المشاهد التمثيلية معاً، إلا أننا اجتمعنا من خلال «لا موسيقى في الأحمدي». وبلا شك، فإن انتصار الشراح من أحّب الناس وأقربها إلى قلبي.? عندما يُقدم الفنان عملاً ناجحاً، فإنه غالباً ما يتراجع تدريجياً في العام الذي يليه، خصوصاً إذا كان يعتمد على نجاحه السابق، فهل لديك «حسبة» معينة لما هو آتٍ؟- بالقطع لست كذلك، إذ لا أعتمد على نجاح عملٍ واحدٍ وأتجاهل الأعمال الأخرى، فما إن انتهي من عمل ما حتى يصير شيئاً من الماضي. قد يُحلّق البعض فرحاً بـ«هوس النجاح» قليلاً، لكنه حتماً سيسقط إذا لم يحافظ على نجاحه بتقديم ما يوازيه، لذلك أتمنى أن يأتيني النص الأقوى كي أستمر بخطى ثابتة، فأنا لا أستعجل النجومية.? تغيب عن الدراما لسنوات ثم تعود، لكنك لا تنقطع أبداً عن المسرح... ما السبب؟- لأني أنحاز إلى خشبة المسرح أكثر من الشاشة. هذا لا يعني أنني لا أحب الدراما التلفزيونية، بل سترون الوضع مختلفاً خلال الفترة المقبلة.? ما الدور الذي تتطلّع إلى تجسيده في الآتي من الأعمال؟- الناس عرفوني بأدوار معينة مثل الشاب الطيب والفقير، لكنني أفكر جدياً في التغيير، عبر تجسيدي لأدوار أخرى من طراز الشرير والخبيث.? بصراحة، هل تتقبل النقد وتستمع لآراء الجمهور، حتى وإن لم تكن في صالحك؟- بكل تأكيد، لكن ولله الحمد لغاية الآن لم أتلق انتقادات جارحة، إذ إن الكثيرين أشادوا بما أقدمه في أعمالي.? قدمت قبل فترة أولى تجاربك في الإنتاج عبر مسرحية «التابعة» والتي توليت فيها مهمة الإخراج أيضاً، ألا تفكر بإعادة التجربة؟- النيّة موجودة، بيد أنه ليس لديّ هوس الإنتاج، بل سأترك الأمر للظروف، فمتى سنحت الفرصة سأقرر، مع العلم أن الإنتاج متعب جداً ويحتاج إلى قلب قوي. وهنا لا يفوتني أن أتقدم بالشكر لكل من شاركوني في مسرحية «التابعة»، التي تعد أولى خطواتي في هذا المضمار.? والسينما، ألا تطمح إلى التواجد فيها؟- فكرة دخولي كمنتج في السينما غير واردة حالياً، أما أن أشارك في فيلم كويتي فهذه أمنيتي، وهناك فيلم قيد التحضير سبق وأن كشف صنّاعه عن رغبتهم بمشاركتي فيه.? لماذا لا نراك مع الفنانين الشباب في ستوديو الدراما بالإذاعة، للمشاركة في أحد الأعمال؟ - أود خوض هذه التجربة، ولكن لم يطلبني أحد من القيمين على تلك الأعمال. العمل الإذاعي سيكون تحدياً بالنسبة إليّ، كونه يتطلب أداء تمثيلياً مُغايراً، عبر التمثيل الصوتي الذي آمل تعلمه من فنانينا الكبار.? وماذا عن مسرحية «موجب» التي تواصل عروضها للعام الثاني على التوالي؟- هي عمل لن يتكرر، وتعني إليّ الشيء الكثير على الصعيد الشخصي. مهما تحدثت عن أجواء المسرحية فلن أعطيها حقها، حيث قضينا شهوراً طوال، منهمكين في العمل بين البروفات والتدريب، لنقدمها إلى الجمهور في أبهى صورة، والحمد لله أنها حازت إعجاب الجميع، وأصبحت حالة استثنائية، وأتمنى أن تستمر في تحطيم الأرقام القياسية.