الاختلاف في وجهات النظر والآراء اتسم بدرجة من الحساسية والتوجس بين الناس، لذا لا بد من توفير أسس موضوعية واضحة للحوار والنقاش، وبلورت تلك الأسس بقدر كافي وموثوق، حتى لا تتسع هوة الخلاف وتكبر الفجوة بين المتخالفين، ويفضي بهم إلى العداوة ومنها إلى القطيعة.الخطأ خطأ أكان في الرأي أم في الحقيقة، ولا فرق في الخطأ بين المسائل المنقولة الخبرية والمسائل التجريبية، وخصوصاً إن كان من ينقل الخبر لا يتصف بالحيادية والموضوعية ويجهل الفرق بين الحقيقة والرأي، حتماً سيقع في الخطأ ويكون هو المذنب الأول، لذا وجب التفريق بين رأي الإنسان وشخصه، ومن الممكن أن نحاور الشخص في بعض قناعاته ولكن ليست القناعات الراسخة التي يعتبرها دستورا منزلا من السماء، وممكن مراجعته في بعض أفكاره وآرائه مع المحافظة على القواسم المشتركة بيننا وبينه، والبدء بما هو متفق عليه يكّون أرضية خصبة للنقاش والأخذ والرد من دون تحيز وتعصب وانفعال.إن وقوع الخلاف بين الناس لا يمكن منعه، وهنا تقع المسؤولية على الحكماء بإرساء بعض المبادئ والقواعد التي تساعد على إبقاء مساحة مشتركة واسعة بين المتحاورين وعدم دفعهم إلى التوقف عن النقاش بسبب بعض المخاوف الذي يخشى أحد الأطراف أن يقع بها، ومن المهم أن نذكر إن وقع خلاف واضح بين طرفين لا بد أن يجري فيه التسامح، ويكون عدم المؤاخذة والتشنيع هو الموقف المرتضى، والأقرب إلى روح الاتزان والحصافة والحكمة.

m.alwohib@gmail.com‏mona_alwohaib@