بعد ابتعادها عن تقديم أعمال غنائية جديدة وتركيزها فقط على التمثيل، تستعدّ المُغنية والممثلة السورية نورا رحال لطرْح مجموعة أغنيات خلال الفترة المقبلة.رحال، التي قدّمت خلال الأعوام الماضية مجموعة أفلام ومسلسلات آخِرها «أثر الفراشة» للمُخْرِج زهير قنوع، أشارت في حوار مع «الراي» الى أن الغناء هو عملها الأساسي، ولكن الظروف الإنتاجية والعائلية جعلتها تبتعد عنه، موضحة أنها قرّرت العودة إليه بقوة، غناءً على المسارح، وإنتاجاً عبر طرْح أغنيات جديدة، أما التفاصيل فنسردها في الآتي من السطور:

•  لمع اسمكِ غناءً وتمثيلاً ولكنك الآن بعيدة عن ساحات الغناء، ألا ترين أن هذا الأمر ينعكس على استمراريتك كمغنّية، بصرف النظر عن مرحلة مرضك التي تجاوزتِها منذ فترة بعيدة؟•  لمع اسمكِ غناءً وتمثيلاً ولكنك الآن بعيدة عن ساحات الغناء، ألا ترين أن هذا الأمر ينعكس على استمراريتك كمغنّية، بصرف النظر عن مرحلة مرضك التي تجاوزتِها منذ فترة بعيدة؟- عملي الأساسي هو الغناء، واشتغلتُ في بيروت مع شركات إنتاج خاصة، غالبيتها خليجية ومصرية، وفترة المرض أخذت من وقتي وغبتُ نحو 3 سنوات ثم وقعتْ الحرب (في سورية). ابتعدتُ عن الغناء وكنتُ بانتظار إنتاج أعمال غنائية وفق ما تعوّدتُ عليه، ولكن هذا الأمر لم يتحقق وبالطريقة التي أريدها، ولذلك عدتُ إلى سورية لأنني في الأساس بدأتُ منها. الجهات الرسمية في سورية مهتمّة بإنتاج أعمال إليّ وبتنظيم حفلات ومهرجانات. خلال الفترة الماضية انقطعتُ عن الغناء نهائياً، ولم أكن جاهزة للسفر وإحياء حفلات والاستماع إلى موسيقيين وملحّنين.•  والسبب؟- كنتُ متأثّرة بالظرف العام كما الآخَرين، وأيضاً بموضوع الإنتاج ولم يكن هناك شركة تُنْتِج لي أعمالاً. وبشكل أساسي، أنا أمٌ ولديّ طفلان أتولى تربيتهما بمفردي، حيث أعتبر حياتي العائلية أهمّ من أي شيء آخَر، واليوم هما أصبحا في الـ16 والـ17 من عمرهما وصار بإمكاني أن أتركهما. أما تمثيلياً فأنا لم أنقطع أبداً، وفي أواخر العام 2013 قدّمتُ فيلم «الأم»، وفي الأعوام 2014 و2015 و2016 شاركتُ في فيلميْن سينمائييْن ومسرحية غنائية في دار الأوبرا في سورية، إلى جانب مسلسل درامي وفيلميْن تلفزيونييْن، وبعدها عدتُ إلى بيروت مع ابني لفترة، ثم رجعتُ إلى سورية. أنا لم أبتعد عن التمثيل ومستمرة فيه، وأقدّم عملاً أو عمليْن كل عام أو عامين بحسب المُتاح وما يُعْجِبُني. وكما قلتُ بالنسبة إلى الغناء، فأنا توقّفت طوال الفترة الماضية والآن بدأتُ صفحة جديدة.•  في رأيك لماذا بات بعض المغنّين يركّزون على التمثيل ويعتبرون أن سوقه أفضل. هل توافقين الرأي؟- أنا طُلبتُ للتمثيل منذ بدايتي كمغنّية، وحاولتُ في فترة من الفترات أن أشارك في أعمال تجْمع بين المجاليْن، ولكن الأمر صعب. التمثيل عمره أطول من الغناء. في هذه المرحلة، نحن نعيش عصر (الميديا)، والتواجد ضروري بالنسبة للفنان ليس في التمثيل والغناء فقط بل في البرامج، وعلى الفنان أن يختار ما يناسبه في كل مرحلة، وشخصياً وبحسب وقتي وتَفَرُّغي العائلي أختار ما يناسبني، لأنني منذ البداية حرصتُ على القيام بمسؤوليتي كأم.•  وهل يمكن القول إن أمومتك أَخَذَتْكِ من الفن؟- هي أخذت الكثير من وقتي والأولوية كانت لها دائماً، حتى في عزّ نشاطي وإطلاقي لألبوماتي المتتالية وكليباتي قبل نحو عشرة أعوام ابتعدتُ عن الحفلات بسبب عائلتي. العائلة هي همّي الأول.•  ولكن هناك فنانات يجْمعن بين النجاح العائلي وبين النجاح الفني؟- في حال لم يؤثّر مجال على آخَر فهذا أمر جيد جداً، ولكن لأنني أتحمّل مسؤولية ابنيّ كاملةً، وضْعي أصعب من غيري. •  هل توجد عروضٌ إنتاجية في سورية؟- وزارة الإعلام هي التي تتولى إنتاج أعمالي، وبدايتي كانت معها. لا توجد شركات إنتاج خاصة في سورية وهذا ما دَفَعَني لأن تكون انطلاقتي من بيروت، والبداية كانت مع شركة «روتانا».•  أليس التعامل مع شركة خاصة أفضل لك؟- طبعاً، ولكني بانتظار العرض المناسب. •  ألا يمكنك الإنتاج على حسابك، كما يفعل بعض الفنانين أم أن إمكاناتك لا تسمح بذلك؟- بل الإمكانات متوافرة، ولكن ليس منطقياً أن يصرف الفنان من جيْبه على الفن، بل العكس. •  لكن مَن يطرح أغنيات جديدة يتلق عروضاً لإحياء حفلات تعود عليه بمردود مادي يساعده على الإنفاق على فنه... - هذا صحيح. كل أعمالي الماضية كانت من إنتاجي، والتوزيع كان لشركاتٍ، وآخِر كليباتي كان من إنتاجي، لأنني أحب الأعمال المختلفة، وهو كرتون ثلاثي الأبعاد واحتاج تنفيذه إلى عام ونصف العام. لستُ من النوع البخيل على فني، ولكن كل شيء له حدود. وعندما تكون هناك جهة أو شركة تكون مسؤولة عن التسويق والطرح فهذا أمر مهم جداً، لأن الإنتاج لا يكفي لوحده.•  ابتعدتِ بسبب مرضك في فترة من الفترات، وفي المقابل نجد أن عدداً كبيراً من الفنانين يستغلّون مرضهم للترويج لأنفسهم وكسْب شهرة إضافية؟- مرَضي كان أحد أسباب ابتعادي عن الإعلام، لأنه كان هناك إصرار على التحدّث في الموضوع وأنا رفضتُ، لأنه لا يعني أحداً غيري. موضوع الصحة والمرض أمر وارد في أي بيت وعند أي انسان، وأنا ضدّ استخدامه لأي غرَض، بل أفضّل عدم التحدّث عنه. مرَضي صفحة طُويت منذ فترة بعيدة، وأفضّل أن أتحدث عن جديدي الفني.•  وكيف تنظرين الى بعض الفنانين الذين ينشدون استعطاف الناس من خلال المرض؟- الجمهور عندما يحب فناناً فإنه يحبّه بكل تفاصيله. وفكرةُ أن الفنان مرتاح ومُرفّه وأفضل من غيره تُبْعِدُه عن الناس، وعندما يجدون أنه يعاني ولديه مشاكل، ويمرّ بظروف صعبة، فإن هذا الأمر يقرّبه منهم إنسانياً، ويحصل التعاطف. لكن الأمر يرتبط بقدرة الفنان على مشاركة الآخَرين بكل تفاصيله، وكلٌّ منهم يتعامل معها من وجهة نظر مختلفة.•  ما مشاريعك للفترة المقبلة؟- أشارك في مهرجان قلعة حلب، كما أحيي حفلاً في دار الأوبرا. إلى ذلك لديّ مجموعة أغنيات جاهزة سأطرحها خلال الفترة المقبلة. أما العروض التمثيلية فهي مختلفة، وسأختار المُناسِب بينها.