ديرة هادئة مطمئنة غط أهلها في نوم عميق، وهم في أمن وأمان مطمئنين بما اسبغ الله عليهم من نعمه الواسعة، فاستيقظوا على أصوات مزعجة لأزيز الطائرات وتراشق الرصاص وأصوات المدافع.هذا مشهد يوم الخميس الثاني من أغسطس 1990.ماذا حدث؟وماذا أصاب هذه الديرة الطيبة؟هجم جارها عليها لحسد في نفسه وطغيان في شخصيته ومرض في عقله، هجمت فلول الجيش العراقي الآثم يقودها العمى ويمسك بزمامها هولاكو المأفون صدام العراق، يوم أدمى القلوب وأدمع المآقي، إنما أقرح العيون دخاناً وحرائق وقتلا وأسرا... لله درك يا كويت الخير.إنك محسودة منذ الأزل، ولم تزال كذلك، نسأل الله أن يرمد عيون حاسديك.انتفض أهل هذه الديرة ليحموها ويدافعوا عن تربتها ويعاون بعضهم بعضاً، ضربوا أحسن المثل في التعاون والتكافل من كان في الداخل أو في الخارج.صنوف من الألم تلقاها أبناء هذا الشعب الصامد.كل أنواع القهر تعرضوا لها، لم يسلم الشيخ الكبير من البطش، حتى الطفل الرضيع حرم من حضانته التي يأوي إليها.كم من أم وأب بكوا دماً لما رأوا أبناءهم يرمون بالرصاص أمام أعينهم على أعتاب منازلهم.ما أجمله من صبر، تحلى به أبناء هذه الديرة الطيبة.فتشت منازلهم واقتيد شبابهم إلى مقار التعذيب والتنكيل، حتى المصلون يوم الجمعة لم يأمنوا من بطشهم دخلوا عليهم واقتادوا شبابهم ونكلوا بشيوخهم، لله درك يا ديرة السلام ومركز الإنسانية، فلنستلهم في هذا اليوم عندما نتذكر ذلك الغزو البغيض، دروساً كثيرة تدعونا إلى الاتحاد جميعاً مهما اختلفت المشارب، لننصهر في بوتقة الكويت.ولنأخذ من دماء شهدائنا الأبرار جذوة تدعونا إلى الإصرار من أجل بناء أمنا العزيزة الكويت.ولا نمسها بسوء في ممارسات لا يرضاها الله ولا تمت بإشارات الوطن بصلة، لتكن جميع الأيدي بيضاء تشير إلى الخير، والقلوب صافية تدعو إلى العمل والانظار براقة يحدوها الأمل، من أجل بناء الوطن لتسعد الكويت بأبنائها المخلصين، الذين يغترفون الخير من منابعه الأصيلة، ويشيدون النهضة الواثقة، التي تجعل الكويت كما كانت هي جوهرة الخليج.

يقولون لماذا تحب الكويت؟لماذا أغانيك مسكونة بحب الكويت وأهل الكويت؟فقلت اسألوا: الفجر عن نورهوقلت اسألوا: الورد عن عطرهوقلت اسألوا: الطير عن وكرهوقلت اسألوا: البحر عن موجهإذا ما عرفتم لهذا جواباً عرفتم لماذا أحب الكويت.