الحياة صفحات لمشاهد متعددة وأحداث متباينة وحوادث مختلفة والإنسان يسعى في كنفها، ويمضي جاداً في تحقيق أهدافه والوصول إلى بغيته واقتناص أمله، ومن أجل تحقيق هذا الأمل لابد أن يجدّ في الوصول إلى بغيته ويجتث الأشواك التي تعتري هذا السبيل بيد مقتدرة، ويتخطى اللجمات التي تواجه طريقه بإصرار وعزيمة، من أجل تحقيق الأمل والحياة قاسية، فالأمل هو رحمة والذين يسعون إلى تحقيقه هم أناس أقوياء، منحهم الله الصبر والعزيمة حتى يبلغهم آمالهم.فجميع الذين يعانون من ألم المرض وضنك العيش وقسوة الحياة، وتلوح في أفقهم آمال يسعون لتحقيقها هم الأقوياء الذين منحهم الله الإصرار من أجل الوصول إلى تحقيق الأمل.وإن من أجمل الذين يصرون على تحقيق آمالهم هم أصحاب الإعاقة، الذين يجعلون من الظلمة نوراً وقاداً يضيء لهم طريق الأمل، وكذلك الذين لا يقدرون على النطق فإنهم بإشاراتهم الخلاقة يصلون إلى سبل لم يقدر الوصول إليها من يفوقهم صحة، ناهيك عن الذين يصلون إلى مراتب عالية في مسابقات رياضية، وهم على مقاعدهم المتحركة، وكثير ممن يمتلكون قدرات محدودة، يستطيعون بتلك القدرات أن يبلغوا آمالهم.فلا بد أن يتاح أمام أصحاب الإعاقة مجالات مختلفة في «التعليم والتشغيل والدمج»... ثلاث ركائز لا بد من الاهتمام بها.فالتعليم لا بد وأن يقوم على أسس تحقق لأصحاب الإعاقة، مهنا تتفق وقدراتهم وسوق العمل المحلية.ولا بد أن يلتزم جميع الجهات في توظيفهم وإتاحة المجال لهم ليثبتوا قدراتهم ويبرزوا استعداداتهم، ويشاركوا في بناء صرح الوطن.وأما دمجهم في المجتمع فهو من أهم القضايا التربوية في هذا الصدد، لا بد وأن تفعل دراسة واضحة المعالم بيّنة الأهداف، وأن يبادر في دمجهم بالمجتمع وتوحيد إطار تعليمهم، ولا يكونون مبعثرين بين المناطق التعليمية ومدارس التربية الخاصة.فلا بد من نظرة تربوية تعمل على دمجهم في مضمار الدراسة والتربية والتعليم والتثقيف، فهناك تجارب تترى لأصحاب الاعاقة البصرية والحركية، الذين اجتازوا مراحل تعليمهم في التعليم العالي، حتى وصلوا إلى أكبر المراكز العلمية بقوة واقتدار، فلينظر الذين لهم إعاقة حقيقية وهي التدليس والكذب والتزوير في مضمار التعليم، إنهم هم المعاقون حقا الذين سرقوا شهادات ويزعمون بأنهم صادقون.ولا بد وأن تجتمع جميع الدوائر التربوية في إيجاد سبل مختلفة في مضمار تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، والأمل معقود على وزارة التربية ولجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد في مجلس الأمة والمجلس الأعلى للتعليم، حتى نصل إلى طريق فيه جذوات من العلم والثقافة والتدريب والتأهيل والدمج لذوي الاحتياجات الخاصة، تتوازى مع جميع الخدمات المختلفة التي تقدم لهم في مجال الصحة والرعاية والعناية والحياة.حقا:أمل أنتم يا أملفاجتهدوا نحو العملالدهر مملوء أملفحققوهُ يا أمل