تميّزتْ الممثّلة اللبنانية القديرة نوال كامل بالدور الذي لعبتْه في مسلسل «خمسة ونص» الذي حقق نجاحاً على مستوى العالم العربي كله. هي من جيل الفنانات المخضرمات اللواتي برزن بشكل لافت في الموسم الرمضاني 2019 وأثبتن حضورهن بقوة في مختلف الأعمال التي شاركن فيها، المحلية منها والمشترَكة.نوال كامل، تَعتبر في حوار مع «الراي» أن غيابها لأربع سنوات عن الساحة الفنية كان مفيداً لها، لأن الناس اشتاقوا إليها. ولفتت إلى أن متطلبات الدور هي التي فرضتْ وجود عدد كبير من ممثلي الجيل المخضرم هذه السنة، منوّهة بحضور الجميع في الأعمال التي شاركوا فيها، ومثنية على الدراما وتَقَدُّمِها نوعاً وكَمَاً، ومشيرة إلى «أن تواجدها من عدمه يرتبط بالعروض التي تصلني».

• ابتعدتِ بشكلٍ كلي عن الشاشة وما لبثِت أن عدتِ إليها مجدداً، ما أسباب ابتعادك وعودتك؟- ابتعدتُ بسبب بعض الظروف الخاصة وعدتُ كي أكمل حياتي فـ«هل أدفن نفسي وأنا حية»؟... التمثيل مهنتي وشَغَفي، ولذلك قررتُ العودة إلى الدراما بكل بساطة.• ألم يكن الغياب طويلاً؟- غبتُ أربع سنوات. هل هي فترة طويلة! الغياب كانت له فائدة لأن الناس اشتاقوا إليّ. ولكنني بعدها عدتُ، وطوال الأعوام الأربعة الماضية تواجدتُ على الشاشة ولم أغب أبداً.• في «خمسة ونص» كل الممثلين تَمَيّزوا بأدوارهم وأنتِ تَمَيّزتِ بدورِ الإنسانة الطيبة المحاطة بأشخاص أشرار، بدءاً بابنك الذي لعب دوره جوليان فرحات، مروراً بالأشخاص الذين تعملين لديهم كقصي خولي ورولا حمادة؟- ابني صار شريراً نتيجة ظروفه، والأمر نفسه بالنسبة إلى «غمار» الذي لعب دوره قصي خولي، فهو كان ضحية ظروفه ولم يستطع أن يسامح، ومعتصم النهار بدور «جاد» كان في الموجة نفسها ولكنه ما لبث أن تبدّل ليتغلب الجانب الطيب الموجود فيه على الجانب الرديء، ورفيق علي أحمد الذي لعب دور «غانم الغانم» لا يمكن اعتباره شريراً جداً، مع أنه كان السبب في قتْل زوجته بتحريضٍ من «سوزان» التي لعبتْ دورها رولا حمادة. الإنسان خيّر في الأساس، ولكن الشرّ عنده يكون نتيجة حسد في شخصيته أو بسبب ظروفه، وربما تكون جراحُه أكبر من قدرته على تَحَمُّلها فيسعى إلى الانتقام. ولكن ذلك لن يجعله يرضى على نفسه.• حقق «خمسة ونص» نجاحاً كبيراً واستطاع أن يخْرق في مصر. هل كنتِ تتوقّعين له كل هذا النجاح؟- أنا لا أتوقّع أيّ شيء لأي عملٍ أشارك فيه. أحياناً يمكن أن أشارك في مسلسل وأشعر بأنه سيحقق نجاحاً باهراً، ولكنه لا ينال حقّه كما يجب، بل يحصل ذلك عند الإعادة. وأحياناً لا يكون العمل مهماً جداً، ولكن عند عرْضه تكون النتيجة باهرة. التوفيق من الله، وأحياناً يلعب التوقيت دوراً في نجاح العمل لأنه يكون مدروساً. ولا شك في أن «خمس ونص» يملك كل المقومات، بممثلين محترفين ومخرج موهوب وإنتاج ضخم.• كيف تتحدثين عن التحدي بين الممثلين على مستوى الأداء لتقديم أفضل ما عندهم لمصلحة العمل؟- لا شك في أن كل دورٍ يشارك فيه الممثل يشكّل تحدياً له لتقديم الأفضل، مهما كانت مساحته. المسألة تبدأ بتحدي الذات لتقديم أفضل ما يمكن من أجل الشخصية.• هل النجاح الذي حققْتِه هذه السنة سيدفعك إلى عدم الابتعاد عن الدراما مجدداً؟- لستُ مبتعدة في الأساس، ولكن تواجدي من عدمه يرتبط بالعروض التي تصلني.• كيف وجدتِ مستوى الدراما اللبنانية هذه السنة؟- الحمد لله هي في تحسّن مستمرّ، وأصبحتْ أقوى من السابق. عدد الإنتاجات إلى ازدياد، والحركة الدرامية صارتْ أفضل. كما أن هناك أعمالاً جيدة جداً من بينها مسلسل «إنتي مين» الذي تَميّز بمضمونه ونصه والممثلين المشاركين فيه، ومسلسل «أَسْوَد» مع أنني لم أتابعه وسأفعل ذلك لاحقاً، ولكنه من المسلسلات المهمة التي عُرضت في رمضان.• مَن لفتتْك بين الممثلات؟- الممثلات القديرات كثيرات، ولكنني لم أحضر سوى عدد قليل من الأعمال. الممثلون الناجحون والجيدون ليسوا في حاجة لرأيي وهم يعرفون أنفسهم جيداً. هل أبدي رأيي مثلاً بالكبير نقولا دانيال والكل يعرف أنه قدير في التمثيل والأداء، ومثله جوليا قصار؟ ولا أستطيع التحدث عن الجميع لأنني لم أشاهد الأدوار التي شاركوا فيها.• هذه السنة بدا الاعتماد واضحاً على جيلكم الفني. كيف ترين هذا الموضوع؟- هذا الكلام غير دقيق، لأننا نتواجد دائماً في الدراما اللبنانية. العام الماضي شاركتُ أنا وسمارة نهرا في مسلسل «ومشيت»، كما شاركتْ جوليا قصار في مسلسل ماغي بو غصن، وغيرنا شارك في أعمال أخرى، وفي مسلسل «ثورة الفلاحين» شارك جيلان من الممثلين.• ولكن هذه السنة كان العدد أكبر؟- هذا الأمر يرتبط بمتطلبات النص وعدد الشخصيات التي يحتاج إليها.• هل من مشاريع جديدة تحضّرين لها للفترة المقبلة؟- باشرتُ بتصوير دوري في مسلسل «بالقلب» بعد الانتهاء من تصوير «خمسة ونص».