الأطفال هم الأمل الذي يراه الآباء والأمهات في أعينهم نماء متدفقاً زاخراً بصنوف الخير، وهم يسعون إلى أن يهيئوا الأوساط المفعمة بالمعرفة الطيبة والتربية الحسنة، والبيئة التي يتدفق منها العلم الذي يشير إلى آفاق ممتلئة بصنوف الازدهار.وإن الأدب العربي يعج بصنوف الإبداع في هذا الصدد.فهذه الإعرابية التي تلاعب ولدها فتقول: ياحبذا ريح الولد/‏ مثل الخزامى في البلد/‏ أهكذا الحل ولد/‏ أم لم يلد مثلي أحد.هكذا عبق الأولاد فهم الشموع التي تزهر في عيون ذويهم إنما في قلوبهم، فهذا الذي فقد ولده ينشد فيقول:ولي كبد مشطورة بيد الردى، فتحت الثرى شطر وفوق الثرى شطر، نعم إنما ثروة عظيمة يجب أن يحافظ عليها هم الابناء، يقال بأن ابن عبد ربه الاندلسي فقد ولده الاوسط فقال:وأولادنا مثل الجوارحايما فقدناه كان الفاقد البين الفقديهل العين بعد السمع تغني مكانهأم السمع بعد العين يهدي كما تهدي أسأل الله أن يمتّع الجميع بأبنائهم، وأن يعيش أبناء هذه الديرة الطيبة في استقرار وأمن وأمان ونماء، في وقت تشتعل فيه أتون الحرب والتهجير والإبادة، وحرمان الأطفال من أبسط مقومات الحياة، من مأكل ومشرب حتى لوازم الصرف الصحي فإنهم محرومون منها.وإن المئات منهم مشردون في الشوارع، ليس لهم مأوى ولا سبيل إلى العيش الهادئ، وإن الكثير من الأطفال - حسب إحصائية المنظمات الدولية - يموتون بسبب الأمراض الناجمة عن نقص التغذية ونشر الأوبئة المختلفة.والظالمون لا تحركهم هذه المشاهد، ولا تنزل الرحمة في قلوبهم من أجل إنقاذ هؤلاء الأطفال من براثن الاستبداد، نسأل الله الكريم أن يهيئ قلوباً ممتلئة بالرحمة، تبث في تلك الأوساط فينتشر فيها الخير، ويبزغ النور، وتعيش الطفولة في استقرار ووئام.عزيزي القارئ ودعنا في الأسبوع الماضي سيدة فاضلة وأماً كريمة هي ناهد علي جمال.نسأل الله الكريم أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يلهم أهلها وذويها وزوجها الأستاذ عادل موسى فرج الصبر والسلوان.اللهم بارك لأم محمد في حلول دار البلاء وطول المقامة بين أطباق الثرى، واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل لها واخلف على أهلها وذويها بالصبر والسلوان، إنك ولي ذلك والقادر عليه.حقاً: وما المال والأهلون إلا ودائع/‏ ولا بد يوماً أن ترد الودائع.إنا لله وإنا إليه راجعون.