بعد مرور ستة أيام من تنوع الفعاليات وتنقلها من بلد إلى آخر، أعلن مهرجان «الموسيقى الدولي» بدورته الـ22 مساء أول من أمس الوصول إلى النهاية وإسدال الستار على فعالياته من خلال حفل موسيقي مشترك أحياه عازف القانون التركي آيتاش دوغان مع عازف الكمان الكويتي فيصل شاه، بحضور الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الدكتور بدر الدويش والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة الدكتور عيسى الأنصاري والملحن أنور عبدالله، وحشد كبير من الجمهور الذين غصّت بهم قاعة مسرح عبدالحسين عبدالرضا.الحفل الموسيقي الذي قدمه المذيع خالد البناو، بدأ بكلمة ترحيبية وتعريفية منه عن الأمسية وصنّاعها، تاركاً بعد ذلك الساحة أمام نجميها بمشاركة نخبة من العازفين هم بدر الخريف على آلة الناي، خالد العروج على آلة العود، على الإيقاعات كل من عبدالحميد الصقر ومحمد العنزي، على آلة «التشيللو» محمد أبوعوف، «الغيتار» جاسم عبدالله، وخلف البيانو محمد ياسر، حيث انطلقوا محلقين كالعصافير العاشقة للحرية، متنقلين بسلاسة داخل فضاء السلم الموسيقي وقدموا 12 مقطوعة موسيقية تنوعت حتى أرضت الحضور، وبدايتها كانت مع مقطوعة للفنانة أم كلثوم بعنوان «ألف ليلة وليلة»، بعدها قدموا «اللي نساك» ثم مقطوعة تركية بعنوان «Dil yarasi» من إبداعات آيتاش الذي تفنن في عزفها منفرداً.وبكل سلاسة تم الانتقال إلى «قضية عم أحمد» للموسيقار عمر خيرت التي أشعلت الصالة تصفيقاً، ومنها عادوا إلى رحاب تركيا من خلال مقدمة مسلسل «سنوات الضياع»، ليبدعوا بعدها بأغنية للفنان راشد الماجد تحمل عنوان «تحدوه البشر»، وأخرى للموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب بعنوان «كل ده كان ليه».ومن هذه الأجواء التي امتدت طوال ساعتين ونصف الساعة من الوقت، انتقلوا مثل لمح البصر إلى بلاد الأندلس مع مقطوعة حملت عنوان «Bella ciao»، والتي حظيت بتصفيق حار من الحضور كبقية المقطوعات. بعد ذلك اختاروا أغنية علاء الدين «A Whole New World» التي لم يقلّ مستواها عن غيرها من الإبداع، لينتقي بعدها منفرداً الغازف التركي آيتاش مقطوعة من إحدى إبداعاته الخاصة، مازجاً إياها مع مقطوعة من أغاني الفنانة فيروز.بعدها كان قد اقترب موعد الختام مع مقطوعتي «ليلة» للفنان عبدالرب إدريس و«أول مرة» للعندليب عبدالحليم حافظ، لينطلق جرس منبّه انتهاء أمسية رائعة أهم ما كان يميزها هو ذلك التناغم والتجانس الكبير بين العازفين الذين تنوعت جنسياتهم، وفي الوقت ذاته توحّد إحساسهم ونغمهم، محققين فكرة دمج الثقافة الموسيقية المحلية مع العالمية، فكانت النتيجة الحصول على ليلة موسيقية ممتعة عالمية من الطراز العالي، تمنى الحضور لو أنها استمرت لساعات طوال أكثر أو أنها تتكرر كل شهر مرة واحدة على الأقل.فور انتهائهم، اعتلى الدويش خشبة المسرح وكرّم جميع العازفين، مثنياً على جهودهم الطيبة والجميلة التي بذلوها في سبيل تقديم الأمسية.كذلك، وقبل أن يسدل الستار نهائياً على الدورة الحالية، قام الدويش مع الدكتور عيسى الأنصاري بتكريم الملحن أنور عبدالله، وبدورها أهدته الفنانة إبتسام العصفور لوحة زيتية كانت قد رسمتها.وفي تصريح منه لوسائل الإعلام، قال الدويش: «إن مهرجان الموسيقى الدولي يفرض نفسه عاماً بعد عام، وفيه يجتمع محبو الموسيقى للتذوق والاستمتاع والتعرف على الموسيقى وجوانبها الفنية، وعلى مكونات الموسيقى وتاريخها وأساليب تعبيراتها المختلفة عبر البراعة الفائقة للمشاركين. وبالنسبة للكويت، فإن هذا المهرجان يعني الكثير لأنه أحد أركان الحركة الثقافية والحضارية التي ازدهرت وانتشرت في عالمنا العربي من خلال تكريم أحد عمالقة الفن الكويتي».وكانت فرقة «أولاد عامر» للفنون الشعبية التي يترأسها محمد أحمد الحمد، أحيت حفلاً الخميس في منطقة الكوت ضمن فعاليات المهرجان، حيث أطل أعضاؤها على الحضور بشكل منظم احترافي مرتدين الزي الموحد، ثم بدأوا بتقديم مجموعة كبيرة من أجمل العرضات التي تميزوا بها، مع اللعب بالسيوف وفق تشكيلة السلة أو السبحة وأيضاً بحلقة البنادق.
فنون
تشاركا ليلة الختام وأسدلا ستار «الموسيقى الدولي 22»
آيتاش دوغان وفيصل شاه امتزجا موسيقياً على خشبة «عبدالحسين عبدالرضا»
12:42 ص