انتهى الموسم وأشار أمير الغوص إلى المحامل، كي تتهادى على شواطئ البحر محملة بالآلئ، مما يدر على الديرة صنوفاً من الخير.هذه الحالة تشبه حالة التلاميذ في نهاية العام الدراسي.عام ممتلئ بالعمل والجد والاجتهاد، فيه أعمل التلاميذ عقولهم ليصلوا إلى بغيتهم، وجد المعلمون في استخلاص أحسن السبل من أجل تيسير عملية التعليم والتعلم، واجتهدت الإدارة المدرسية في توفير كل المستلزمات، التي تعمل على تحسين العملية التربوية، كل هذا من أجل الاهتمام بالفرد وحصوله على تعليم جيد، ليشق طريقه بثقة واقتدار بعد انتهاء كل مرحلة حتى يصل إلى الجامعية.وظهرت نتيجة الثانوية العامة وفاز المثابرون المجدون الذين واصلوا الجد والاجتهاد، حتى ينالوا ثمرة هذا الجد وأخلص المعلمون الذين أمعنوا في التفكير لاستخلاص سبل متنوعة في توصيل الحقيقة إلى أذهان التلاميذ، حتى يساعدوهم على شق طرقهم للوصول إلى الغاية.فهنيئا للذين فازوا وهنيئا للمعلمين المجدين المخلصين الذين حققوا هدفهم في توصيل تلاميذهم إلى ما يصبون إليه وحظ أوفر للذين لم يحالفهم الحظ.فعسى أن يتدبروا ويفكروا في أسباب عدم تحقيق غاياتهم، ويجعلوها لبنة في بناء صرح النجاح المقبل.أما الذين ساروا في أتون الغش، وطبقت عليهم اللائحة، فلينظروا إلى يمينهم ليجدوا إخوة لهم قد جدوا وثابروا ووصلوا، وينظروا إلى شمالهم فيجدون أخوات مخلصات كثفن جهودهن حتى وصلن إلى دروب النجاح.فما الفرق بينهم... هم جدوا وأولئك صرفوا وقتهم في استنباط أساليب للغش مختلفة ومتنوعة وعديدة، ولكنها جميعها تهوي في مكان سحيق.فهنيئا للفائزين المجتهدين الذين يجعلون من العلم منارة يستضيئون بها، لتدلهم على سبل التقدم والازدهار في وقت انتشرت فيه الشهادات المزيفة والعلامات الوهمية من هنا وهناك، واختلس البعض الحقائق والمعلومات في مجال العلم.هذا المجال الذي لا يقترب منه مزيف أو كذاب لأنه ينكشف سريعاً، فالعلم لا يُسرق والسارق إذا كان طريقه إلى الهاوية قريباً فإن سارق العلم سبيله إلى أتون الهاوية أقرب.وجميع السراق عذابهم عند الله عظيم، إنما سراق العلم عذابهم أعظم وأشد، لأن رسالة العلم هي رسالة الأنبياء.بئس المصير للظالمين المزورين في مجال العلم والمعرفة والحقيقة، والتهنئة الخالصة من القلب لجميع أبناء هذه الديرة الحبيبة وبناتها على ما حققوه من ثمرات طيبات لمستقبل طيب، مفعم بمزيد من العلم المتدفق والحقائق البيّنة والمهارات الواثقة والقدرات الواضحة، حتى يسير محمل العلم في ثقة واقتدار.بالعلم والمال يبني الناس ملكهملم يبن ملك على جهل وإقلال
مقالات
حروف باسمة
القفال
06:10 ص