(يسعى الأخيار قبل العيد لإسعاد الأطفال الفقراء «مادياً» داخل وخارج البلاد، لكن هناك فقراء عاطفياً قريبون وبعضهم في بيوتنا!إنهم أبناء الأبوين المتخاصمين؟!إن كنت أباً أو أماً متخاصماً مع شريك حياتك، فإن أفضل عيدية لأبنائك هي طي صفحة الخلاف.للحكماء: أفضل الصدقة إصلاح ذات البين).ما سبق عبارة عن تغريدة راقية وحميمة، كتبها قبل العيد بأيام عميد كلية العلوم الاجتماعية أستاذ علم الاجتماع خبير العلاقات الأسرية الدكتور حمود القشعان.وها أنا أعيدها مؤكداً على معناها، ومذكراً بأن الشعائر التعبدية في الإسلام، الصلاة والصيام والحج والزكاة ليست أهدافاً لذاتها، وإنما وسائل لتحقيق ثمرتها في تزكية نفوسنا وتهذيب سلوكنا، وإحدى أهم النتائج المطلوبة من مجمل العبادات، هي تقوية الوشائج الاجتماعية والتأكيد على متانة صلة الأرحام، وهنا يأتي اختبار الإرادة بحب الصلح والمبادرة إليه، والتجاوز عما يمكن ترميمه من الخلافات، ولمّ الشمل الأسري وتلطيف علاقات الأصدقاء بعد طول جفاء.فالقرآن يعلمنا ويقول لنا (والصلح خير)، وإذا كانت هناك خصومات صعبة الإصلاح وأبوابها موصدة، فلنحفها بالعدالة والآداب، والعجب من الذين يكبرون ما يمكن إصلاحه من الخلافات فيختارون الفراق!هذه «بطاقة» عيد ودعوة أقدمها لكم، راجيا الله تعالى أن تحرك كوامن الخير المدفونة في قاع نفوسنا ونبادر بتحقيق عبادة الصلح وكرم النفس وتجاوز القحط العاطفي والتصحر الوجداني في بيوتنا وأحيائنا ومجتمعاتنا، فليس هناك أسوأ من الخصومات التي ترهق النفس وتؤلم القلب وتعبث بالوجدان.الخصومة ألم وحرقة قلب، خصوصا بين الأرحام والأقارب، التي تمتد جريمتها لتطول جيلاً وراء جيل لا ذنب لهم بانتشار الكراهية والأحقاد، سوى أن الآباء أو الأمهات كانوا على خصومة لسبب مهما كان قوياً، فإن الصلح ورضوان الله تعالى أقوى وأهم منه وأزكى للنفس وأطهر للمجتمع.تواصلوا تعاتبوا تغافروا اعفوا عن بعض «ألا تحبون أن يغفر الله لكم»؟!والله الموفق.@mh_awadi