أثارت الحلقة الثالثة والعشرون من المسلسل الكوميدي السوري «كونتاك»، والتي جاءت بعنوان «حالات خاصة»، سخط الكثيرين من الممثلين والناشطين والمتابعين والكتّاب، ممن اعتبروا أن «ما تضمنته الحلقة من سخرية واستهزاء بدماء الشعب السوري لا يمكن السكوت عنه إطلاقاً»، مطالبين منظمات المجتمع الدولي بمقاضاة صنّاع وأبطال المسلسل في محكمة الجنايات الدولية، «لما اقترفوه من إهانة بالغة ومقصودة بحق الضحايا من أبناء الشعب السوري»، لا سيما بعد أن دارت أحداث الحلقة في 3 لوحات، بينها «أسلحة الدمار الشامل» و«يا غافل لك الله»، حول مجازر الكيماوي التي حدثت في سورية، إذ تناولت هذه الجريمة الإنسانية بدم بارد وبأسلوب ساخر، وفقاً لكلامهم. كما أطلقوا وابلاً من الاتهامات والانتقادات لبطلة المسلسل الفنانة أمل عرفة لأدائها مشهد قالوا إنه لا يمكن تصنيفه في إطار دراما التهريج والضحك على أشلاء القتلى والاستخفاف بعقول المشاهدين، حيث أدّت عرفة دور «الآنسة» التي تُرغم على لعب دور الثكلى، التي تنتحب بالبكاء وتذرف الدموع زيفاً لسقوط أبنائها، وهي تدعو المخرج بوضع المزيد من بودرة الأطفال وبسكب الدماء على الأرض، كي يبدو المشهد حقيقياً ومؤثراً.مهاجمو عرفة اعتبروا أن الممثلة السورية «لا تدري أنها بذلك سدّدت طعنة نافذة في جروح لا تزال غائرة لدى الملايين، ممن فقدوا أحباءهم، بل إنها كذّبت حتى التقارير الدولية حول استخدام النظام السوري للكيماوي ضد أبناء شعبه، وقصفه بالبراميل المتفجرة، فضلاً عن هدم البيوت على رؤوس أصحابها»، متسائلين: «هل كانت أمل عرفة تعيش في جزر الواق واق، ولا تعرف حقيقة ما جرى من دمار وقتل وتهجير على مدى 8 سنوات في الغوطة وحمص وحلب وإدلب وعموم المدن السورية!». وفيما حاولت الفنانة أمل عرفة أن تلقي بالمسؤولية على صنّاع العمل، كما لو أنها - كبش فداء - في مؤامرة لا تعلم عنها شيئاً، محاولة امتصاص غضب الجمهور السوري على وجه الخصوص، عندما نشرت عبر صفحتها الرسمية اعتذاراً، إلا أنه لم يكن مقنعاً من وجهة نظر الكثيرين.وكتبت عرفة: «أعتذر لأي سوري فتحنا له جرحاً وألماً، وصلتني رسائلكم وقرأتها، ولن أنشرها، ليس لما تحتويه من شتائم، بل لأنها من الواضح كم تحمل أوجاعاً وآلاماً، لم أخلق للحظة كي أستهين بها».ومضت عرفة تقول: «سبق وأن قلت، إن كان دمي سيوقف النزيف على أرض بلادي فأهلاً بالموت، والآن وبعد سنوات أُعيد ما قلت، ومن دمشق وليس من خارجها». وتابعت: «لو أننا كممثلين عرفنا كيف سيتم مونتاج هذه اللوحة وربط الأحداث ببعضها سيكون على هذا الشكل لطالبنا بعدم عرضها من الأساس»، مكملةً: «أعتقد أنه كان من حق الألم السوري أن تُحذف هذه اللوحة جملةً وتفصيلاً، حفاظاً على مشاعر السوري أينما كان، وحيثما كانت مواقفه، فعندما صورت هذه اللوحة كان المقصود بها البعض ممن تلاعبوا بتزييف الحقائق، وليس الاستهزاء بثانية من الموت أو من الفواجع التي آلمت الكثيرين». ولفتت الفنانة السورية إلى أنها شخصياً فقدت الكثير من عائلتها وبأنها تعرف ما تعني هذه الكلمة، منوهةً إلى أنه «كان يجب علينا أن نتروى أكثر قبل أن نقوم بتصوير الحلقة، رغم أنها ظرف توضع به الشخصيات».