اعتبر باحثان إسرائيليان، أن على الدولة العبرية أن تفسح المجال أمام خطوات سياسية، روسية - أميركية، من أجل إبعاد إيران، عسكرياً خصوصاً، عن سورية، وأنه في حال عدم نجاح خطوات سياسية كهذه، فإن بإمكانها العودة إلى الغارات الجوية وقصف مواقع إيرانية.ورأى مدير «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب، أودي ديكل، والباحثة في المعهد، كرميت فلانسي، في مقال نشره موقع المعهد أمس، أنه توجد خلافات بين روسيا وإيران، إلا أن كلتا الدولتين تواصلان التعاون في مجالات عدة في الحلبة السورية وخارجها.وتنظر إيران إلى استمرار وجودها في سورية كهدف إستراتيجي، حتى لو كانت هناك مصاعب في تحقيق ذلك. وبحسب الباحثين الإسرائيليين، فإنه «على ما يبدو أن القيادة الإيرانية ما زالت مصرة على مواصلة التموضع في سورية، حتى لو كان ذلك بحجم أصغر من التخطيط الأصلي، وذلك بسبب الهجمات الإسرائيلية والقيود التي تفرضها روسيا ونظام (الرئيس بشار) الأسد، وكذلك بسبب الصعوبات المالية التي تواجهها».وتطرق الباحثان إلى الدور الأميركي، وأشارا إلى أنه «رغم قرار الرئيس دونالد ترامب بتقليص، ولاحقاً إنهاء، الوجود العسكري في شمال شرقي سورية، فإن جهات مهنية في الإدارة الأميركية تحاول إقناع الرئيس بإرجاء هذه الخطوة، بالاستناد إلى تقديرات بأن سحب القوات سيؤدي إلى تقوية نظام الأسد والتأثير الإيراني، وحتى سيطرة تركيا على منطقة أمنية على طول حدودها المشتركة مع سورية».واعتبر الباحثان أن «هذا التطور سيعكس انهيار النموذج الأميركي لدفع استقرار هذه المنطقة قبل انسحاب القوات الأميركية منها، ويستند هذا الاستقرار إلى الأكراد وقوات سورية الديموقراطية، حلفاء الولايات المتحدة، وسيكونون معرضين لضغط عسكري كبير ومضاعف من جانب تركيا وسورية وإيران. ويتوقع أن تستغل إيران ذلك من أجل تعزيز تأثيرها على كلا جانبي الحدود السورية - العراقية، وهناك مؤشرات على إعداد بنية تحتية إيرانية من أجل نشر ميليشيات في هذه المنطقة». وتابع الباحثان أن روسيا مستاءة من هذا الوضع، لأنه «ليس فقط أنها ستفقد نقاطا هامة في الصراع على التأثير في سورية، وإنما ستضطر إلى القبول بسيطرة إيرانية على حقول الطاقة في شرق الدولة. ولذلك، فإنه خلافاً لدعوة موسكو العلنية لسحب القوات الأميركية، فإن من الجائز أنها تفضل تنفيذ خطوات في هذا الاتجاه بتنسيق كامل بينها وبين واشنطن من أجل تقليص الأضرار وتقييد خطوات إيران».وختم الباحثان مقالهما بأنه «بعد نجاح الخطوات الإسرائيلية من أجل لجم التموضع العسكري الإيراني في سورية، فإن من الصواب أن تسمح إسرائيل باستنفاد العمل السياسي والمصالح المشتركة بين روسيا والولايات المتحدة باستقرار الوضع، وتقليص تأثير إيران وقدراتها. وباستثناء استمرار منع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله، بإمكان إسرائيل تأجيل ممارسة الضغط العسكري ضد المراكز العسكرية والبنية التحتية الإيرانية في سورية وتمكين الدولتين العظميين من تقييد خطوات إيران في الدولة. وفي كل الأحوال، بإمكان إسرائيل استئناف الهجمات في حال لم تثمر العملية السياسية من أجل إبعاد إيران عن نتائج إيجابية».