كنا نأمل أن نستمتع بالهدوء الذي ساد منطقتنا، قبل أن يهل علينا هلال رمضان المبارك، ولكن بقدر الله تعالى فإن الأمور قد تبدّلت بسرعة كبيرة، لكي تعود جعجعة السلاح والتهديد المتبادل بين جميع أطراف النزاع!لا شك أننا لا نرغب في اندلاع الحرب في الخليج، لأن الحرب ضارة بجميع دول المنطقة، وقد قال الشاعر زهير بن أبي سلمى عنها:وما الحرب إلا ما علمتم وذقتموما هو عنها بالحديث المرجّممتى تبعثوها تبعثوها ذميمةوتضر إذا ضريتموها فتضرمفتعرككم عرك الرحى بثفالهاوتلقح كشافاً ثم تحمل فتتئمفتنتج لكم غلمان أشأم كلهمكأحمر عاد ثم ترضع فتفطمويقول الشاعر أحمد محرم:يا دولة من بقايا الظلم طاف بهاعادي الفناء فأمسى نجمها غربازولي فما كنت إلا غمرة كشفتعن النفوس وإلا مأتماً حجباعناية الله لا تبقي على دوليلقى الخلائق منها الويل والحرباترى الشعوب عبيداً لا ذمام لهاوتحسب الحق في الدنيا لمن غلباما أيد الملك واستبقى نضارته كالرفق والعدل ما داما وما اصطحبا وها نحن نشاهد ملالي إيران منذ قيام ثورتهم عام 1979 لا يرون إقامة دولتهم وتحقيق أحلامهم، إلا من خلال العدوان على جيرانهم واحتلال بلدانهم، وهم يتفاخرون بأنهم قد احتلوا أربع دول عربية ووضعوها تحت وصايتهم بينما يتحدثون ليلاً ونهاراً عن العدل والسلام!وقد شاهدنا كيف استغلت إيران مأساة الشعب السوري، الذي انتفض ضد الطغاة الذين يحكمونه بالقهر والحديد والنار، مسرعة إلى إرسال جيوشها إلى سورية لاحتلال المدن السورية وقمع شعبها، وسعت لتحويلها إلى مستعمرة خاصة بها، وآخرها ما شاهدناه من اعتداءات صارخة على منطقة إدلب وحماة شمال سورية، وقصف سكانها الآمنين بالتعاون مع النظام السوري المجرم وروسيا بحجة محاربة تنظيم القاعدة هناك، وهل تدمير المشافي وتخريب بيوت المدنيين الأبرياء هو الطريق لمحاربة تنظيم القاعدة؟!ونحن نشعر بالأسف لموقف الرئيس التركي أردوغان، وصمته حيال تلك الاعتداءات الشنيعة التي تستهدف الشعب السوري، رغم أن تركيا هي من الدول الضامنة لاتفاق الهدنة في إدلب، بينما يركز أردوغان فقط على ما يعتبره الخطر الكردي على تركيا، فهل تم إسكات أردوغان بعد خسرانه للانتخابات البلدية في تركيا، وهل تخلى أردوغان عن دوره كقائد إسلامي يهمه تحقيق العدل في بلدان العالم الإسلامي؟!نحن نؤيد الغرب في التصدي للأطماع الإيرانية في المنطقة، حتى لو أدى ذلك إلى الحرب كما قال الشاعر:لا تسقني ماء الحياة بذلةبل فاسقني بالعز كأس الحنظل!