الشهداء هم أكرم منا جميعاً اختارهم الله ليكونوا أحياء عنده، تبارك وتعالى، يرزقون ودماؤهم ومضات تكحل الأعين بالإباء وتشير للناس عن مضامين الصبر.وإن الصابرين يحتسبون أجرهم عند ربهم، والدنيا تمتلئ بشهداء ضحوا بأنفسهم في سبيل المبدأ والدين والوطن، وفي كل يوم نشهد شهداء يتقاطرون في مساجد مختلفة من أصقاع هذه الدنيا، على أيدي متطرفين حاقدين على الدين وإن الدين منهم براء، لطخوا أيديهم بدماء الأبرياء وساقوا نساء المسلمين إماء باعوهن في أسواق النخاسة وشردوا المسلمين وأخرجوهم من ديارهم، وأروهم صنوف العذاب وأغرقوهم في رحلات البحار ومنعوا عن أطفالهم حتى اللبن.هؤلاء الذين فجروا مسجد الإمام الصادق عليه السلام في التاسع من شهر رمضان 1436 الموافق 26/6/2015 في مثل اليوم من شهر رمضان المبارك، والمسلمون ساجدون لربهم في صلاة الجمعة وفي شهر رمضان، فاستشهد منهم 27 شهيداً وجرح 227 مصلياً موجه وجهه الى الله في شهر الله الكريم، وفي بيت من بيوت الله المباركة.تكاتف أهل هذه الديرة كعادتهم ووقفوا صفاً واحداً وقائدهم أميرهم سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يحفظه الله وهو يقول: «هذولا عيالي»، حقاً بأن هذه الديرة أسرة واحدة إنما هي جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى.ونحن اليوم نستذكر شهداء مسجد الإمام الصادق عليه السلام، وفي قلوبنا حسرة وفي أعيننا دمعة على أن من يدعي الإسلام يقوم بإسالة دماء المسلمين في أقدس بقعة وهي بيت من بيوت الله، وإذا كنا نستذكر في هذا اليوم شهداء مسجد الإمام الصادق عليه السلام فلا بد لنا أن نستذكر شيخين شهيدين اغتالتهما يد الغدر في بيت من بيوت الله الكريم وهما يدعوان إلى الله ويشيدان إلى توحيده هما: الشيخ الدكتور وليد العلي والشيخ فهد الحسيني.لن ننساهما وسنذكرهما كلما ذكرنا شهداء المساجد في جميع أصقاع الدنيا.لن ينسى الكويتيون خطبة الشيخ الدكتور وليد العلي يرحمه الله في الجامعة في المسجد الكبير بعد تفجير مسجد الإمام الصادق عليه السلام التي ضمت جميع أبناء هذه الديرة الموحدة والواحدة، ولن ينسوا صوته الصادح بالحق في الصلاة بوجود صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه.ولن ينسوا قوله:الكويت وطن ألفنا أرضه وسماءه وبحره وبره.نعم القول قولك أيها الشهيد الدكتور وليد العلي: الكويت منزل عشقنا سهله وبره وبحره، فهو بكرة طفولتنا وهو أصيل رجولتنا تختلف فيه مذاهبنا وتأتلف بحبه مشاربنا.اللهم بارك لشهداء مسجد الإمام الصادق عليه السلام ولشهيدينا الكريمين، ولشهداء وطننا الكريم بحلول دار البلاء وطول المقامة بين أطباق الثرى واجعل القبور لهم بعد فراق الدنيا خير منزل، واخلف على أهليهم وذويهم وأهل و وطنهم بالصبر والسلوان.إنك ولي ذلك والقادر عليه.صدق العم الأديب علي يوسف المتروك حين يقول في رائعته:سيبقون ذكرى في القلوب مضيئةلتفتح منا أعينا أدمنت نعسافبالأمس نال العذر منا أحبةعلى يد مأفون لهم جاء مندسايد أوغلت بالإثم في يوم جمعةبشهر له الرحمن شرفه قدسا
مقالات
حروف باسمة
شهداء مسجد الإمام الصادق ... أحياء
09:09 ص