راكان خالد بن حثلين بو فلاح، رئيس جمعية الإخاء الوطني، له مكانة خاصة... طراز مختلف من أبناء القبائل ممن يحملون فكراً ثقافياً يواكب متطلبات العصر الحديث.عندما افتتحت الديوانية - قبل أعوام عدة - كان لي تصريح صحافي ذكرت فيه أنه يجب أن يتغير مفهوم الديوانية إلى منتدى فكري يحسن ثقافة الجموع المتوافدة إليه، ومن هنا انطلقت إستراتيجية التغيير التي بدأت بتأسيس ملتقى الثلاثاء التنموي الثقافي الاجتماعي، حيث ضم أعضاء من مختلف المشارب، حضر وبدو، سنة وشيعة، وكان الاختيار قد تم وفق معايير معينة منبثقة من أهداف الملتقى.القصد أنه عندما تجتمع رؤية أخينا بو فلاح راكان بن حثلين وزملائه في جمعية الإخاء الوطني، مع رؤيتنا ورؤية ملتقيات ودواوين أخرى، فهذا يعني «رفع الكرت الأحمر» في وجه كل من يستغل القبائل والفئوية وغيرها من المفاهيم البائدة: أما آن لنا أن نستيقظ من غفلتنا؟يعلم البعض أن الرويبضة والسفهاء قد تقدموا الصفوف، وهذا ما فتح المجال للبعض في نقد القبيلة والفئة، وحاول أن «يركبنا الباص».التاريخ يا سادة وسيدات المجتمع يشهد على دور القبيلة في وقت المحن? ودور كل مواطن شريف معروف ومعلوم ومدون، ومؤسف أن بعض من يتشدق بما لا يملك أصبح «صوته عالياً» ومرتفعاً وواصلاً... يعني ما نتابعه إنما هو نتاج قبولنا بطرح تلك الفئة العنصرية السطحية الطرح.لذلك? وبما أننا في رمضان شهر الخير والبركة ندعو الجميع أن يفهم ماذا تعني «الوحدة الوطنية»، فنحن أبناء القبائل وعوائل الكويت وفئاتها وطوائفها، نشكل النسيج الاجتماعي، ونرفض أي طرح شاذ وتستدعي الحاجة الملحة إلى تكاتف المجاميع المثقفة، في ما بينها ضد هذه الفئة الضالة.وأعني بالمجاميع المثقفة، تلك التي تبحث عن جمعية أو ملتقى فيه احترام لفكر الأفراد، هو العامل المؤثر بغض النظر عن «آخر اسمه» أو صفته... بمعنى آخر تجمعات تعمل بروح وطنية لكن السؤال هنا: كيف؟الفكرة تبدأ من تحالف الجمعيات الصالحة بعيداً عن جمعيات «البريستيج»? والملتقيات والمنتديات والدواوين (لا أقصد دواوين السلام وسلامتك وإن كان السلام اجتماعياً أمراً طيباً وعادة حميدة).الزبدة:يبقى أخي راكان بن حثلين وأعضاء جمعية الإخاء الوطني وغيرهم من أصحاب العقول النيرة، يلتقون ويعملون على نحو فردي وهذا لن ينفع.نريد من جمعية الإخاء الوطني، ومن ملتقى الثلاثاء التحرك وبفاعلية مؤثرة بحيث يتم تشكيل اتحاد وطني للطبقة المثقفة التي لم تجد من ينصفها.ومتى ما تحقق الحلم? فلن يحتمي أحد بالقبيلة? الطائفة? الفئة... ونصبح متحابين، نقول للصح «صح» وللخطأ «خطأ»، ونتفق على اختيار الأصلح لتمثيلنا وقيادة مؤسساتنا، وبهذا النهج سنقضي على الفساد والرويبضة.إنها نقلة نوعية إستراتيجية، أرى حاجتنا إليها وقد وضعتها من دون زخرفة أو مصلحة تذكر لأترك التقييم لكم... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi