فيما يحتفل العالم باليوم العالمي للطيور المهاجرة، حذرمختصون من الافراط باستخدام المبيدات الكيماوية لمكافحة أسراب الجراد، لما لها من انعكاسات خطيرة على تلك الطيور، وعلى مخزون المياه الجوفية.وتوجه وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري، إلى الوفرة يرافقه الاتحاد الكويتي للمزارعين، لمتابعة جهود فريق الطوارئ في مكافحة الجراد، وللوقوف على آخر المستجدات في ما يخص هجوم اسراب الجراد على المزارع. وقال الجبري، في تصريح صحافي، «تحركنا جاء للوقوف على آخر المستجدات لوضع الحلول لمشكلة انتشار الجراد، والتباحث مع القطاع الفني المختص في مدى نجاحهم، والمعوقات التي تواجههم والاحتياجات المطلوبة لاتمام عملية المكافحة.ووجه الوزير ببذل مزيد من الجهد والتعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية، مثمنا دورها واستعدادها للمشاركة مع هيئة الزراعة للقضاء على هذه الافة، مناشدا المزارعين والمواطنين والمقيمين «التعاون التام مع فرق الرش، وتوفير المساعدة وتقديم العون لهم، من أجل السيطرة على هجوم الجراد». ميدانيا، يتواصل زحف أسراب الجراد على المناطق الزراعية، مع الخشية أن تمتد إلى المناطق السكنية في غضون أيام قليلة. وفيما لم تتوصل الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية لحلول، لجأ المزراعون لطرق بدائية لمواجهة الجراد، منها فكرة انبعاث الدخان من خلال إشعال النيران لطرد الجراد، والتي من محاذيرها أن تتسبب بإشعال حرائق كبرى مع هبوب رياح سريعة، قد تصعب السيطرة عليها، وبالتالي يكون الضرر أكبر.وأفاد الباحث البيئي غالب مراد أن «هناك قصوراً واضحاً بالاستعداد لمثل هذه الحالة الطارئة، الكويت لها ممثل بمنظمة الزراعة والأغذية (الفاو)، كما أن التحذيرات لم تؤخذ بالحسبان، وخاصة في سنة وموسم الامطار المتوقع ظهور الجراد بعدها، وقبلها أنواع متعددة من الحشرات كالفراش وغيره، وقد نبه لذلك العم الدكتور صالح العجيري، والمشكلة المصاحبة للمواد الكيماوية المستخدمة للمكافحة أنها تتسرب إلى المياه الجوفية، وسامة للطيور والحيوانات وكذلك للبشر».وفي مناطق الوفرة الزراعية، قال المزراع بكر موسى البكر إن «أعداد الجراد تتزايد بشكل كبير في منطقة الوفرة الزراعية».من جانبه، قال المزارع عبدالله الملعبي إن المزارعين يشتكون من «قصور هيئة الزراعة (ماسوت شي) والجراد وصل لمنطقة كبد ومن المحتمل وصوله مزارع الصليبية والعبدلي».وطالب الملعبي بوضع حلول لهذه الكارثة التي «من المفترض أن كل قطاعات الدولة المعنية تتعامل معها لأنها كارثه طبيعية، ومن الصعب أن يتعامل قطاع واحد معها».وقال «الوعود كثيرة من الهيئة وبعض الوزارات في ما يخص مكافحة الجراد ولم يحصل شيء».من جانبه، أكد المؤرخ والباحث الفلكي عادل السعدون أن أكل الجراد في الكويت عادة تتجدد مع كل موجة جراد تأتي للبلاد، والتي كانت كمياتها تغطي الشمس آكلة الاخضر واليابس.وأوضح السعدون لـ «الراي» أمس «في فترة الخمسينات والستينات كان الجراد يأتي بالملايين ويأكل الخضراوات البسيطة التي كانت في مزارع الوفرة والفحيحيل والفنطاس والصبية وغيرها من المناطق الجنوبية»، لافتاً الى ان «الناس كانت تكافحه بردمه بالحفر أو الحرق أو جمعه وتجفيفه للاكل».وأشار السعدون الى أن الجراد نوعان منه «الموكنة» وهي انثى الجراد، وتتميز بحجمها الكبير والطعم اللذيذ أو الذكر «عصفور» وهو صغير الحجم، مبيناً ان الجراد في حال تجفيفه بشكل جيد يمكن حفظه لسنة تقريبا، كما انه كان هناك أسواق في تلك الفترة تبيع الجراد. ‏?