العلم للحياة، وحتى يخدم الحياة ويسخرها ويسهل مسيرتها للناس، ينبغي أن يلامس تطلعاتهم وحاجاتهم. وتُكتسب المعارف صلابتها ودرجة يقينها من تداول العقول والأفهام لها، ومن عرضها على محكات الخبرة والتجربة، وهذا هو الطريق الوحيد إلى نضجها واكتمالها، إنها تمر بعشرات العمليات الجراحية الصغرى والكبرى، من حذف وتعديل وإضافة وتحوير حتى تقوى جذورها وتستوي على سوقها.وحتى ننجح بعلاقاتنا سواءً مع ربنا أو أنفسنا أو مع الآخرين لا بد لنا من العلم بماهية وطبيعة العلاقات، وأسلوب وكيفية التعامل مع هذه العلاقات، كل منّا له علاقاته الخاصة مع ربه أو نفسه أو مع بعض الأشخاص المقربين له، وفي أحياناً كثيرة يصعب على الإنسان فهم تلك العلاقة، ويصعب على المرء إخضاعها لقواعد العلاقات المتعارف عليها، هنا تكمن قوة العلم والمعرفة بشتى العلاقات، لإضاءة الحياة بها.المشكلة الأساسية لقواعد العلاقات النظرية، في تطبيقها عندما تتعلق بالجوانب الروحية أو النفسية أو الاجتماعية، كثيراً ما نسمع التنظير والتفنيد في طرق وأساليب التعامل مع الله أو النفس أو مع الآخرين، إلا أنه عند التطبيق إما أن نجد صعوبة وإما نجهل التطبيقات العملية للعلاقة، وهذا ما يوصلنا إلى فشل العلاقة.العلم بالعلاقات لا يملك أخلاقية خاصة، تعصمه من أن يسلك مسالك تدمر العلاقات، فالعلم بالعلاقات هو أداة، يقبل درجات عالية من التحوير والاستغلال لأغراض شخصية ومصالح ذاتية، وخصوصا مع الأشخاص الذين لا يرون إلا أنفسهم!. لذا علينا العلم بالشيء قبل التنظير والتطبيق، فالعلم خادم مطيع للحياة كيفما وظفته يؤدي وظيفته.
m.alwohib@gmail.commona_alwohaib@