تعيش محلات استبدال الإطارات، وتصليح هيئات السيارات الأمامية، المنتشرة في مناطق الكويت الصناعية نشاطاً غير مسبوق، نتيجة تزايد حالات اهتراء وانفجار إطارات السيارات بسبب تهالك الطرق السريعة والشوارع الجانبية وامتلائها بالحفر والمطبات. ومن يمر في شارع كندا دراي بمنطقة الشويخ الصناعية، ويشاهد حركة العمل في تلك المحلات المتلاصقة المتخصصة في استبدال اطارات السيارات وتصليح هيئاتها الأمامية، سيجد ان تلك المحلات تعيش عصرها الذهبي.«الراي» تجولت في قسم كبير من تلك المحلات، وتحدثت إلى أصحابها الذين يمنون أنفسهم بأن تطول فترة إصلاح وصيانة الطرق لجني المزيد من المكاسب، كما استطلعت آراء الزبائن لنقل معاناتهم إلى من يهمهم الأمر، لعلهم يجدون من يحنو عليهم ويخلصهم من عذاب الطرقات المتهالكة التي حولت سياراتهم إلى خردة، وفق آراء الكثير من هؤلاء الزبائن.نزار محمد، أحد أصحاب محلات الإطارات، يقول ان «حجم العمل في محلي تضاعف في الأشهر الستة الاخيرة ثلاث مرات مقارنة بالفترة التي سبقت هطول الأمطار الغزيرة في منتصف نوفمبر الفائت، بسبب تضرر شبكة الطرق والشوارع بشكل كبير جداً، فما بالك بالشركات الكبيرة المنافسة لمحلاتنا الصغيرة؟».ويضيف محمد «قبل أزمة الأمطار كنا نقوم باستبدال وإصلاح ما بين 30 إلى 40 إطارا يومياً، أما الآن ولله الحمد نستبدل ونصلح ما بين 120 إلى 130 إطارا، لذا نحن ينطبق علينا المثل القائل (مصائب قوم عند قوم فوائد) ونتمنى أن تطول الأزمة».«الرزق مقسوم» هكذا بادرنا أبو فراس، وهو صاحب المحل الملاصق لصديقه نزار محمد، ويضيف «في بداية الأزمة انتعشت محلات زجاج السيارات كثيرا لدرجة كنا نحسدهم على وضعهم، واليوم سوق محلاتنا يشهد انتعاشة أكبر». ابوفراس كان يتحدث إلينا ثم استأذن فجأة بعد أن طلب منه أحد الزبائن فحص إطارات سيارته، ليودعنا بالقول «ابعت يللي بتبعت».ولم تقف حركة النشاط الملحوظ التي طرأت على سوق الإطارات، بل شملت أيضا محلات تصليح هيئات السيارات الأمامية من ميزان وسحقية وغيرها من ملحقات لها علاقة بهيئة السيارات الأمامية. ويقول يوسف بادو، الهندي الذي يعمل في أحد تلك المحلات، «إن كل السيارت أصابها الضرر، فالطرق الخربانة ستؤدي إلى خراب السيارات».من جانبه، يوضح حاتم المصري الذي يعمل في محل ميزان سيارات، ان «الحفر التي ملأت الطرق والشوارع لم تترك سيارة سليمة، فالسيارة التي لم يصب زجاجها بالكسر، ستصاب إطاراتها أو رنقاتها، وإن لم تصب في الاثنين فحتماً سيصاب صبغها وهيئتها الأمامية». ويؤكد ان «حجم العمل لدينا في المحل زاد بشكل كبير، والفضل كله يرجع إلى سوء الطرق، لذا نتمنى أن يظل الوضع على ما هو عليه».على النقيض، تمنى المواطن فهد العنزي، ان تتم محاسبة المسؤولين عن صيانة الطرق والشوارع قبل الشركات المنفذة حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر. ويقول «جيوبنا اكتوت بسبب الدنانير التي ندفعها مقابل إصلاح سياراتنا ومع ذلك ننتظر حتى نهاية العام الحالي لنرى مدى التزام وزيرة الأشغال جنان رمضان بالوعد الذي قطعته على نفسها وتأكيدها بأن عمليات صيانة الطرق سيتم انجازها في نهاية العام الحالي».كثير من المواطنين والمقيمن الذين التقيناهم، كانوا يعبرون عن فقدان الثقة في القائمين على عمليات صيانة الطرق، مدللين على ذلك بأن الحديث عن صيانة الطرق والشوارع ما هو إلا جعجة من دون طحين.