أصدرت الكاتبة جميلة سيد علي روايتها الجديدة «ساري» عن دار «نوفا بلس» للنشر والتوزيع، فساري - أو بطل الرواية - يجسد الإنسان الذي يمضي في هذه الحياة عابراً طريقاً موقتاً مهما طال، كما تختلف نهاية الطريق من إنسان إلى آخر.الرواية تتحدث عن عالمين منفصلين تربط بينهما منطقة مشتركة. تمكن ساري لسبب ما، من الولوج إلى هذه المنطقة لفترة زمنية قصيرة (هي الثلث الأخير) من ليلة واحدة. في هذه المنطقة، وجد ساري نفسه في مأزق خطير قد يفقد حياته بسببه ولكنه - بمصادفة بحتة - يلتقي بشخصيات لم يكن يعرف أي منها، فيستشف من أحاديثهم وخبراتهم بل وحتى من صراعاتهم سبيله إلى النجاة. الرواية - من خلال الفانتازيا - ترتحل بالقارئ إلى أحداث وأزمنة متشابكة متداخلة. يبرز فيها السؤال الأهم لدى ساري: (ما الذي أوجدني في هذا الموقف وكيف سينتهي بي الحال)؟الواقعية تفرض نفسها على العمل الروائي أيضاً، من حيث الشخصيات والأماكن، فهي عمل يمزج بين الواقع والفانتازيا في مشاهد تقف فيها النفس الإنسانية وجها لوجه مع كل ما قدمته للآخرين من خير، أو ما أنزلته بهم من شر. فالرواية تسلط الضوء على سؤال محوري: هل ينتهي الحب أو تنتهي الكراهية بموتنا، أم أن هذه المشاعر تستمر إلى ما لانهاية؟ فهي رواية تنبه القارئ إلى وجود عوالم خفية.