عواصم - وكالات - كثفت الولايات المتحدة، أمس، حملتها ضد ايران في إطار فرض «أقصى الضغوط» عليها، فأعلنت إنهاء كل الاعفاءات التي كانت منحتها لثماني دول لمواصلة شراء النفط الايراني.وجاء في بيان للبيت الأبيض، أن الرئيس دونالد ترامب ينوي بذلك التأكد من أن «صادرات النفط الايراني ستصبح صفراً» وبالتالي «حرمان النظام من مصدر دخله الأساسي».وابتداء من الثاني من مايو المقبل، بات على الدول السبع، وهي الهند وتركيا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وايطاليا واليونان، التوقف تماما عن شراء نفط ايراني. وقال وزير الخارجية مايك بومبيو بلهجة تحذيرية «في حال لم تتقيدوا فستكون هناك عقوبات»، مضيفا «نحن عازمون على تطبيق هذه العقوبات». وصرح للصحافيين: «سنصل إلى الصفر. سنصل إلى الصفر مع الجميع. لن تكون هناك إعفاءات (نفطية) تمتد بعد تلك الفترة. انتهى النقاش». وأضاف بومبيو إن أرباح النفط تمثل «المصدر الأول» لتمويل أنشطة طهران التي تصفها واشنطن بـ«الخبيثة». وأوضح أن صادرات النفط تعطي النظام الإيراني نحو 40 في المئة من أرباحه، مضيفا أن العقوبات منعت إيران، إلى حد الآن، من الحصول على أرباح تزيد على 10 مليارات دولار كان سيخصصها النظام «لدعم مجموعات إرهابية مثل حماس وحزب الله»، وكذلك لمواصلة تطوير برنامجها الصاروخي رغم صدور قرارات مجلس الأمن حول تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن. ويعتبر منع شراء النفط الايراني أهم بنود العقوبات الاميركية التي أرادتها واشنطن أن تكون «الأقسى في التاريخ».وكانت الولايات المتحدة وافقت على منح الدول السبع استثناءات لمدة ستة اشهر، باعتبار أن السوق النفطية يمكن أن تتأثر في حال تقرر بشكل فوري وقف شراء النفط الايراني.

تعويض النقص وأعلن البيت الابيض، أن «الولايات المتحدة والعربية السعودية والامارات العربية المتحدة، وهي من كبرى الدول المنتجة للنفط في العالم، بالتعاون مع أصدقائنا وحلفائنا، ستلتزم العمل بما يتيح بقاء الأسواق النفطية العالمية مزودة بما يكفي من كميات من النفط».وأعقب ترامب هذا البيان بتغريدة وعد فيها بأن تعمل الرياض مع دول أخرى من منظمة «أوبك»، «على القيام بما هو أكثر من تعويض» النقص في النفط المعروض للبيع لدى وقف شراء النفط من ايران.وصرح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، بأن المملكة ملتزمة ضمان «توازن» سوق النقط العالمية. ونقل بيان نشرته «وكالة الانباء السعودية» الرسمية عن الفالح: «تؤكد المملكة مجدداً على مواصلة سياستها الراسخة، والتي تسعى من خلالها إلى تحقيق الاستقرار بالأسواق في كل الأوقات، وعدم خروجها من نطاق التوازن».

تركيا لن تلتزموأعلنت تركيا، أنها لن تحترم العقوبات المفروضة على واردات النفط من إيران. ونقلت «وكالة الأناضول للأنباء» عن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو ان بلاده «لا تقبل العقوبات الأحادية الجانب ولا الإملاءات المتعلقة بطبيعة العلاقات التي نقيمها مع جيراننا».وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان إن «قرار الرئيس ترامب وإدارة الولايات المتحدة له أهمية كبيرة لتكثيف الضغط على النظام الإرهابي الإيراني».

اعفاءات في المقابل، قال ثلاثة مسؤولين أميركيين حاليين وثلاثة سابقين، إن الولايات المتحدة منحت استثناءات لحكومات وشركات ومنظمات غير حكومية أجنبية، كي لا تتعرض تلقائياً لعقوبات بسبب التعامل مع الحرس الثوري الإيراني، وذلك بعد أن صنفت واشنطن الحرس منظمة إرهابية أجنبية.وتعني الاستثناءات التي منحها بومبيو وشرحها ناطق باسم الخارجية رداً على تساؤلات لـ «رويترز»، أن المسؤولين من دول مثل العراق، الذين قد تكون لهم تعاملات مع الحرس الثوري، لن يكونوا عرضة بالضرورة للحرمان من الحصول على تأشيرات سفر أميركية.وستتيح الإعفاءات من العقوبات أيضاً لمؤسسات أجنبية لديها تعاملات في إيران، حيث يمثل الحرس الثوري قوة اقتصادية كبرى، ومنظمات إنسانية تعمل في مناطق مثل شمال سورية والعراق واليمن، بأن تمارس مهامها من دون خوف من الوقوع بشكل تلقائي تحت طائل القوانين الأميركية بشأن التعامل مع منظمة إرهابية أجنبية.

ترامب للكونغرس: لا يمكنكم إقالتي

واشنطن - أ ف ب - قال الرئيس دونالد ترامب، أمس، إن الكونغرس «لا يستطيع أن يقيله» بسبب نتائج تقرير المحقق الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية ومحاولاته عرقلة التحقيق. وكتب ترامب في تغريدة: «فقط الجرائم الكبرى والجنح يمكن أن تؤدي إلى إجراءات العزل. لم تكن هناك جرائم من قبلي (لا تواطؤ ولا عرقلة) لذا، لا يمكنكم إقالتي». وأضاف أن «الديموقراطيين هم الذين ارتكبوا الجرائم، وليس رئيسكم الجمهوري. تنقلب الطاولة أخيرا على حملة المطاردة».

طهران: لا يمكن تصفير صادراتنا

مسؤول أميركي: غير مقبول أي تحرك لغلق مضيق هرمز

طهران، واشنطن - وكالات - نددت ايران بالعقوبات الاميركية الجديدة عليها واعتبرتها «غير قانونية». وأعلنت وزارة الخارجية في بيان، أمس، «ما دامت العقوبات التي نحن في صددها غير قانونية من حيث المبدأ، فان الجمهورية الاسلامية في ايران لم تعلق ولن تعلق أي اهمية على الاعفاءات المرتبطة بالعقوبات المزعومة، ولا تعتبر أنها تتمتع بأي صدقية».ونقلت «تسنيم الدولية» الإيرانية، أمس، عن مصدر مطلع في وزارة النفط إن الولايات المتحدة لا يمكنها أبداً «تصفير» صادرات النفط الإيرانية. وشدد على أن الولايات المتحدة «لم تحقق هدفها في 4 نوفمبر 2018 بتصفير الصادرات الإيرانية، ولن تحقق هذا الهدف ليس فقط خلال الأيام العشر القادمة بل خلال السنوات المقبلة أيضاً». من ناحيته، هدد الحرس الثوري مجدداً أمس، بإغلاق مضيق هرمز. وقال قائد القوة البحرية علي رضا تنكسيري، إن «مضيق هرمز هو ممر بحري وفق القوانين الدولية وسنغلقه إذا تم منعنا من استخدامه». وفي واشنطن، قال مسؤول كبير، إن أي تحرك لإغلاق المضيق الاستراتيجي «لن يكون مبرراً ولا مقبولاً».

اتفاق إيراني - باكستانيعلى تشكيل قوة حدودية مشتركة

طهران - أ ف ب - أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس عقب لقائه رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في طهران، تشكيل «قوة تدخل سريع مشتركة» بين البلدين لحراسة الحدود، وذلك بعدما تبادلت الدولتان الاتهامات بإيواء «إرهابيين» نفذوا هجمات على أراضي الدولة الأخرى.وفيما لم ترد أي تفاصيل ملموسة بعد حول مهام هذه القوة، قال خان، الذي وصل إلى إيران الأحد في زيارة رسمية لبحث قضايا تتعلق بالأمن والمنطقة، «آمل أن يؤدي ذلك إلى إحلال الثقة بيننا».

بغداد تستطيع رفع صادراتها

بغداد - أ ف ب - أعلن مسؤول عراقي، أن بإمكان بلاده زيادة صادراتها النفطية بربع مليون برميل يوميا لسد النقص «في حال تطلبت السوق ذلك»، بعد إعلان واشنطن إنهاء الإعفاءات التي تتيح لثماني دول شراء النفط من إيران.وقال المسؤول الحكومي، طالباً عدم كشف هويته، إنه «خلال الأيام المقبلة، ستتضح الصورة أكثر» بالنسبة إلى العراق الذي صدر ما يقارب 3.4 مليون برميل يوميا في مارس الماضي، وفقا لوزارة النفط.