حذّر تقرير أعده قطاع الأمن الجنائي في وزارة الداخلية من خطر وسائل التواصل الاجتماعي حيث إنها «نافذة لنشر الإشاعات والفتن وتهديد الوحدة الوطنية وتعزيز التعصب الطائفي والقبلي»، إضافة إلى أنها «أصبحت واحة لنشر الفاحشة والانحرافات السلوكية والاستغلال الجنسي، ولا سيما لدى الأطفال الذين يتم استغلالهم بغرف الدردشة، حين تتساهل بعض الأسر بتوفير الهواتف الذكية والآيباد لأطفالها دون توعية أو رقابة أسرية مما يوقع الطفل بكثير من المشكلات التي تؤثر على نموه العقلي والنفسي والاجتماعي».وبين التقرير، الذي أعده استشاري العلاج النفسي الدكتور عزيز الظفيري، تحت إشراف مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات العميد بدر الغضوري، أن تطبيق الفيسبوك يحظى بقاعدة مستخدمين هي الأكبر في العالم والوطن العربي، حيث تجاوز في الكويت وحدها المليوني شخص يليه في المركز الثاني «تويتر» وبلغ عدد مستخدميه في الكويت أكثر من 500 ألف مستخدم وتتصدر فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين الـ15 إلى الـ35 عاماً مستخدمي تلك الشبكات.واستعرض التقرير الآثار السلبية لهذه التطبيقات، وأهمها التفكك الأسري وارتفاع نسبة الطلاق وقطيعة الأرحام، إذ ساهم الانتشار الواسع لهذه الوسائل في ضعف العلاقات والروابط الأسرية، فأصبح لكل فرد من الأسرة عالمه الافتراضي بل في بعض الأسر يكون التواصل بين أفرادها عن طريق الرسائل، مما عزز من العزلة والانطوائية، مؤكداً في الوقت نفسه أنها ساهمت في زيادة حدة الخلافات بين الأزواج وبرود العلاقات العاطفية واشتعال نار الغيرة والشك بسبب الانشغال بالأجهزة، فضلاً عن الخيانات الإلكترونية والعيش في ظل علاقات رومانسية واهمة وخيالية.وأوضح أنها سبب أيضاً في التباعد العاطفي والفجوة بين الآباء والأبناء، حيث نقص الحب والاهتمام أصبح السمة السائدة في العلاقة بيين الأبناء والآباء، فكل منهم مشغول بجهازه الخاص، الأمر الذي يدفع الأبناء للبحث عن علاقات وهمية كاذبة لإشباع حاجاتهم النفسية لدى الآخرين، أو التوجه نحو المؤثرات العقلية والارتماء في أحضان المجرمين والمروجين والمنحرفين لغياب الرعاية والاهتمام من الوالدين.وأشار إلى أن هذه التطبيقات باتت سبباً في السخرية والاستهزاء وعدم احترام الآخرين، إذ أصبحت ساحة لدى بعض المستخدمين لإضاعة الوقت والتناحر واستعراض مهارات السخرية والاستهزاء، والتقليل من قيمة الآخرين واتهامهم بالباطل، وتتبع عورات الناس ونشر أسرارهم دون رادع من دين أو قيم أو أخلاق.وأكد التقرير أن هذه التطبيقات أصبحت منبراً لنشر الإشاعات من دون تثبت أو تدقيق بما يتناقله الأفراد أو ما قد يترتب عليه من آثار سلبية، وهناك من ضعاف النفوس من يستخدم اسلوب الإيحاء والتلميح لإثارة الفتن إضافة إلى أنها أصبحت نافذة مفتوحة لتهديد الوحدة الوطنية وتعزيز التعصب الطائفي والقبلي وبث السموم والفرقة بين أفراد المجتمع على حساب الوطن، كما أن المتتبع لهذه الوسائل يدرك مدى الانحطاط الفكري والسلوكي والنفس الطائفي والقبلي الذي تعالج به بعض القضايا الاجتماعية والسياسية لدى بعض مستخدمي هذه الوسائل.وبيّن أنه «ظهرت ثقافة حديثة يمكن تسميتها بالفزعة الإلكترونية كل يدافع عن طائفته أو قبيلته من دون اعتبار لما يترتب على ذلك من شق للوحدة الوطنية مع أن الأمر قد يكون حادثة فردية هذا ولا شك إن دل فإنما يدل على ضعف قيم الولاء والانتماء للوطن».وأوضح أنها أصبحت نافذة أيضاً لشيوع ثقافة البذخ والتفاخر والتباهي، فلا يجلس أفراد الأسرة على طاولة الطعام إلا بعد تصويرها ونشرها، وكأنها أسلوب من أساليب شكر الله على نعمه، وهذا الدافع يكون إما لإغاظة بعض المقربين وإما لكسب عدد أكبر من المتابعين، إلا أنها في الحقيقة محاولة لترميم الذات ولفت الانتباه وصاحب هذه الشخصية في الغالب يكون من الشخصيات الهستيرية غير الناضجة انفعالياً وبالتالي يستخدم هذا الأسلوب من العرض، ليس بهدف الشكر على نعم الله وإنما بهدف معالجة الجروح النرجسية.وتطرق التقرير إلى أبرز سلبيات هذه التطبيقات، حيث انها أصبحت متنفساً للشواذ والمنحرفين والباحثين عن اللذة سواء بنشر ثقافة الشذوذ والانحراف أو بتكوين الجماعات والقروبات وتبادل الأفكار المنحرفة والتعارف أو بنشر صور ومقاطع الفيديو، مؤكداً أنها أصبحت مصدر تهديد لبعض الأسر وابتزازها مادياً وجنسياً، كما أنها ساحة لاستقطاب صغار السن واستغلالهم جنسياً وهي من الأمور التي ذاقت ويلاتها بعض الأسر واطلع عليها رجال الأمن والمختصون في العيادات الطبية والنفسية.وتطرق التقرير إلى الوجه الإيجابي لهذه التطبيقات، حيث إنها قربت المسافات وسهلت التواصل بين الناس بفضل تكنولوجيا الاتصال الصوتي والمرئي، مما جعل الحياة أسهل للجميع إضافة إلى سرعة الحصول على المعلومات واكتساب الخبرات وتكوين الصداقات على مستوى العالم والتعلم عن بعد والالتحاق بالجامعات والمعاهد، لافتاً إلى أنها عامل إيجابي في التجارة الإلكترونية.
محليات
تقرير لقطاع الأمن الجنائي في وزارة الداخلية أكد أنها متنفس للشواذ والمنحرفين وواحة لنشر صور وفيديوهات «ابتزازية»
وسائل التواصل... بوابة الإشاعات والفتن والاستغلال الجنسي
تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي السلبية تطغى على إيجابياتها
05:07 ص