استطاع الصهاينة - بمكرهم ودهائهم - أن يقنعوا الشريف حسين - الجد الأكبر لملك الأردن الحالي - لكي يقوم بثورته ضد الاتراك، وأن يحرك الشارع العربي، في ما أسماه بالثورة العربية الكبرى، بأن ينضم إلى الإنكليز والفرنسيين، ويحارب إلى جانبهم ضد الأتراك، خلال الحرب العالمية الأولى، وقاد تلك الثورة عميل المخابرات الانكليزي لورانس!وقد تحقق للانكليز ما أرادوه، وسقطت الدولة العثمانية التي حاربت مع الألمان، وقد كانت الجائزة الموعودة للشريف حسين هي تسليم حكم الدول العربية له!نفذ الانكليز وعودهم للشريف حسين، بأن سلّموا اثنين من أبنائه الحكم في العراق والأردن ثم نفوه إلى قبرص، كما تآمروا على العرب فيما سمي باتفاقية (سايكس - بيكو)، التي قسمت الدول العربية بين بريطانيا وفرنسا وروسيا وانشأوا الكيان الصهيوني المغتصب في فلسطين!واكمل الانكليز مخططهم باغتيال جد ملك الأردن - الملك عبدالله - اليوم ها هو مخطط التآمر على فلسطين يوشك أن يكتمل بما يسمى بصفقة القرن، التي تقوم على تحويل أجزاء من شبه الجزيرة سيناء والأردن إلى مناطق لاستقبال الفلسطينيين، وتحويلهم من الضفة الغربية وغزة إلى تلك الأجزاء، وبالتالي تفريغ المناطق الفلسطينية - بما فيها مدينة القدس وغيرها - من سكانها واستيطان اليهود الغاصبين فيها، بل وقد وعد القائمون على ذلك المخطط الخبيث بإغلاق المساعدات على ذلك الكيان الجديد، وإمداده بكل ما يحتاجه لكي يعيش الفلسطينيون فيه عيشة كريمة، ومنها أن يكون لهم موانئهم الخاصة ومطاراتهم، ومساكنهم الكبيرة بدلاً من ضيق العيش الذي يعيشون فيه الآن!

ملك الأردن يرفض الصفقة!بالطبع فقد رفض جميع الشرفاء ذلك المخطط الماكر، وحذروا منه ومنهم ملك الأردن عبدالله الثاني، وأبومازن رئيس السلطة الفلسطينية، والملك سلمان بن عبدالعزيز عاهل السعودية وغيرهم الكثير، وحاول الأعداء الضغط على ملك الأردن بكل وسيلة ممكنة، والذي صرح بأن عليه ضغوطا كثيرة، لكنه لن يغير موقفه من القدس ومن رفض صفقة القرن أو الوطن البديل!بالأمس نشرت جريدة «القبس» خبراً منقولاً عن مصادر أمنية وسياسية موثوقة، بأن الاردن قد نجا من مخطط خطير، كان يهدف إلى زعزعة الاستقرار عبر الترويج بشخصية معروفة قريبة من الملك عبدالله الثاني، بهدف استمالة الرأي العام وتأجيج الشارع، ووفق التقرير فإن المخطط استهدف أفراداً من الصف الأول في البلاد!وبحسب خبر «القبس» فإن آخر ما كشفه موقع إكسيوس الأميركي من داخل الغرف المغلقة عن غضب العاهل الأردني واستيائه، بسبب عدم إفصاح الإدارة الأميركية له عن تفاصيل صفقة القرن، ولفت التقرير إلى تفكير المتآمرين باستغلال فترات غياب الملك عبدالله الثاني، في اجازة الصيف أو في زياراته الخارجية!لا شك أن الأوساط الصهيونية الحاقدة، ستبذل جهدها في تمرير صفقة القرن، وتصفية كل من يتصدى لذلك المخطط الشيطاني الجهنمي، فالحمدلله الذي كشفهم وأبطل مؤامراتهم، لكنهم لن يسكتوا بل سيبذلون جهدهم لإزاحة كل من يقف في طريقهم، ليستكملوا تدمير فلسطين والهيمنة على مقدسات المسلمين، ولكن نحن على يقين بأن الله تعالى سيبطل حقدهم وتآمرهم، والمطلوب هو الانتباه الى تلك المخططات وفضحها!