كشف مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية العميد بدر الغضوري، عن أن 18.6 في المئة من طلبة المدارس جرّبوا المخدرات، حسب عينة دراسة شملت 22434 طالبا وطالبة في المدارس الحكومية والخاصة، مبيناً أن «تشديد الرقابة في المنافذ دفعت التجار إلى تهريب المواد الخام للمخدرات وتصنيعها محلياً، ما رفع وفيات الجرعة الزائدة من 68 حالة سجلت في العام 2017 إلى 116 في العام 2018 حيث إن معظم المواد المنتشرة محلياً هي مخدرات كيماوية مصنعة تضرب في المخ مباشرة».وعرض الغضوري، في محاضرة ألقاها أمس في ثانوية صالح الشهاب بمنطقة حولي التعليمية، ضمن حملة «وياكم» التوعوية للوقاية من المخدرات، أفلاماً وثائقية بالصوت والصورة لجرائم مروعة قام بها متعاطون من الجنسين، منها قتل أب وأم فلذة كبدهم وتجميد الجثة في الثلاجة، وآخرون يحرقون أبناءهم بالماء الساخن والمكواة الكهربائية، وأعقاب السجائر وهي تصرفات يقوم بها المتعاطي دون وعي أو إدراك.وأوضح أن الدراسة كشفت عن أن 58 في المئة من الطلبة، قالوا إن وسائل التكنولوجيا الحديثة ساهمت في ممارسة الشباب للعنف، و67.7 في المئة أكدوا أن لوسائل التكنولوجيا الحديثة دورا في التعرف على المخدرات، وأضاف «مصادر المخدرات كثيرة ومتنوعة، سواء من الأصدقاء أو المروجين أو حتى المراكز الطبية كالصيدليات والمستشفى. والصدمة أن السواد الأعظم من المتعاطين هم من النخبة المتعلمة، سواء في المدارس المتوسطة أو الثانوية أو من حملة الدبلوم وحتى الشهادات الجامعية». وتطرق إلى أسباب التعاطي، وقال إنها كثيرة ومتنوعة، ولكن أهمها ضعف الوازع الديني وقسوة الوالدين وأصدقاء السوء، وعرض صوراً لمتعاطين تغيرت أشكالهم كثيراً بعد فترة زمنية وجيزة، مؤكداً أن «جثث المتوفين بالجرعة الزائدة عادة ما يلقي بها أصدقاء السوء في الحاويات وفي الأماكن المشبوهة، فانتبهوا يا أبنائي وأحبائي، وتذكروا أن الله يراكم دائماً في كل مكان، فأحسنوا تصرفاتكم وإياكم وأصدقاء السوء».في سياق متصل، دق مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية الأجراس في ملف المخدرات في الكويت، مشددا على انه «لا بد من تحرك الدولة بصورة شاملة وعاجلة، من خلال مؤسساتها المختلفة ليس في الملاحقة فقط ولكن في التثقيف بالمخاطر، حيث هناك 18 ألف ملف لمتعاطين في الكويت وسجلت الإحصائيات وجود 1650 قضية مخدرات 60 منها لأحداث أعمارهم دون الـ18». وبينت حلقة نقاشية للمركز أن المواد التي يتعاطونها الطلبة هي المؤثرات العقلية، مثل حبوب الترامادول «الفراولة» والكبتاغون «الكبتي» والروش والشبو وعقار ليريكا، وهو دواء لعلاج أمراض الديسك والصرع وهو غير مجرم. وبينوا أن الطلبة تعاطوا أيضاً الحشيش وجروث ودرايف والماريجوانا والزاناكس وخلط ماء الاستحمام مع مواد كيميائية أخرى، وكذلك تعاطوا مادة الكيميكال والذي جرم في 4 سبتمبر 2016 إضافة إلى حبوب الصراصير «الباركينول» والمنشطات والعقاقير النفسية.وأوضحوا أن علاج المشكلة يكمن في 3 مسارات أمني (الداخلية) ووقائي (الأسرة والمجتمع والتربية والإعلام) وعلاجي (وزارة الصحة)، مؤكدين عدم وجود إحصائيات حقيقية ودقيقة لحجم المشكلة في الكويت، ولكن حين الاتجاه إلى مركز الطب النفسي وجدنا ان الإحصائيات تفيد انه في كل سنة يزيد عدد حالات الإدمان من 700 إلى 1000 حالة و70 في المئة من المدمنين لا يراجعون المراكز الصحية خوفاً من العار الاجتماعي.
محليات
«الداخلية»: تشديد الرقابة على المنافذ دفعت التجار إلى تهريب المواد الخام
ارتفاع عدد وفيات «الجرعة الزائدة» إلى 116 حالة في 2018
الغضوري يتحدث مع أحد الطلاب في حملة «وياكم» للوقاية من المخدرات
05:12 ص