على أنغام الفنون الشعبية التي ما زال عبقها يفوح متجدداً، عاش جمهور مسرح عبدالحسين عبدالرضا أمسية ذات نكهة مختلفة ومتميزة، عندما نظّم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب جلسة شعبية غنائية أحياها كل من الفنانين عبدالعزيز الضويحي وسلمان العماري وسلطان المفتاح، بحضور الدكتور بدر الدويش الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس والدكتور عادل الزياني رئيس قطاع شؤون الإنسان والبيئة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى جانب حضور جماهيري غفير، وذلك على هامش أعمال الندوة الفكرية «لإعادة صياغة الاستراتيجية الثقافية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية» التي انطلقت صباح الثلاثاء الماضي والمستمرة حتى اليوم الخميس، مشاركاً فيها نخبة من مثقفي ومفكري دول الخليج العربي.الحفل الغنائي قدمته المذيعة سودابة علي التي رحبت بضيوف الكويت وقدمت نبذة عن الجلسة الشعبية التي قادها المايسترو الدكتور أيوب خضر وشارك بها أعضاء الفرقة الحضرمية للفنون الشعبية، فكانت الانطلاقة مع الفنان سلطان المفتاح الذي انتقى خمس أغان تلوّن بها، وأول ما قطفه من باقته أغنية «صوت يا ليل دانة»، ثم قدم بعدها أغنية «يا راحمين» وأتبعها بـ«اعويشق»، لينتقل إلى أغنية «اغزيلن فلة» وأغنية الختام كانت «إنت موت يا حاسد» والتي حصدت تصفيقاً حاراً من الجمهور كحال الأغاني السابقة.بعدها أطلّ الفنان سلمان العماري وجلس متوسطاً خشبة المسرح، حاضناً عوده منطلقاً في فضاء الفن الشعبي الذي تميز به على نطاق الخليج العربي، فأطرب وأسعد الحضور حتى «شعللهم من الوناسة» والتصفيق، حيث قدم لهم مجموعة من الأغاني القادمة من فن الصوت وكذلك اليماني، كما لم يغب عن باله أبداً أن يغني لهم أغنية «السمر والبيض» التي يطلبها منه الجمهور في كل لقاء يجمعهم معاً.وفي ختام تلك هذه الجلسة الشعبية التي مرّت كلمح البصر من دون ملل أو كلل بالنسبة إلى الجمهور، حيث كان التعطش لهذا اللون من الحفلات بادياً وواضحاً عليهم، أطلّ الفنان عبدالعزيز الضويحي وسط تصفيق حار، وبدوره لم يكن منه سوى أن «زاد اللهيب لهيباً» مع كل أغنية تغنّى بها، إذ كان واضحاً مدى حرصه في انتقاء الأغاني ذات الشعبية الكبيرة لدى المجتمع الكويتي والخليجي بشكل عام، حيث اختار أغنية «ولا راح الأمل» إلى جانب أغنية «شويّخ من أرض مكناس» وأيضاً أغنية «يا نور العين»، وأيضاً أغنيتي «ليلة لو بقية ليلة» و«ظبي اليمن» و«يا ليالي يا ليالي».