غريب أمر هذه الفتاة التي أعرفها... ما ذهبنا يوماً الى التسوق، حتى اشترت وبطريقة استعراضية أغلى ما في السوق!وما ذهبنا يوماً إلى مطعم، حتى بدأت الشكوى من كل شيء، ابتداء من الكراسي التي تسبب لها أمراض المفاصل والتهاب العمود الفقري، مروراً بالطعام الذي يرفع الضغط لزيادة الملح فيه، أو الحلويات التي قد تؤدي الى غيبوبة سكر، فيشتري مدير المطعم راحته من تذمرها ويدفع فاتورتها لتأكل بالمجان!ازدواجية غريبة: مبذرة وبخيلة!هي ليست بخيلة، كثيرة الدعوات والهدايا والولائم وشديدة الإصرار على الدفع!تدفع لشراء ولاء الأصدقاء، ليلتفوا حولها فأينما جلست، مكانها مزدحم لكنهم يتندرون بها وعنها، فعيونهم لا تستحي مهما أطعمت فمهم!وبعيداً عن السلوك الأخير - الذي يفسر نفسه بنفسه - حاولت جاهدة تفسير الازدواجية في السلوكين المتناقضين... هل توفر طعامها لتشتري ثيابها؟لم يكن الجواب يوافق المنطق، فما تصرفه على ثيابها أضعاف أضعاف، ما تتهرب من دفعه في المطاعم التي تحرص على الشكوى عليها حتى بعد إعفائها من الفاتورة!وبعد فترة استنفدت بها كل محاولات الاستعانة بالجمهور - وحذف إجابتين - اضطررت إلى الاستعانة بصديق فسر لي ما ليس يفسر فإذا عرف السبب بطل العجب!الأمر يبدأ وينتهي عند الرغبة بالفوز، في كل شيء، في المقتنيات ومن بينهم الأصدقاء، وفي كل الصفات العبقرية التي تجعل منها سوبر وومن، وبالمناسبة نظرية الفوز أو متلازمة فايزة - كما أسماها صاحبنا - يسهل إصابة الرجال بها أكثر من الإناث، فيحسب الشخص نفسه سوبر مان جونكر!رسالتها: يمكنني أن أمتلك ما تعجزون عن امتلاكه بأموالي التي تفوق أموالكم، وفي الوقت نفسه ما تدفعون أموالكم للحصول عليه يمكنني أن أحصل عليه بالمجان لذكائي الخارق!وغايتنا: التفاف الناس حولها وانبهارهم بها، وهم يلتفون فعلاً للطماشة وحمد ربهم وشكره على نعمة العقل وعلى معافاتهم مما ابتلاها به.المرضى النفسانيون حولنا أكثر من المرضى في المصحات العقلية، والمصاب بالمرض النفسي يشفى إذا اعترف بمرضه وعالجه، أما إنكار المرض فلا يؤدي إلا إلى تفاقمه للدرجة التي يعرف به القاصي والداني، إلا أن الشخص نفسه لا يعرف أنهم يعرفون!كل الأمراض النفسية تبدأ وتنتهي عند النرجسية، وجنون العظمة، التي تدفع صاحبها ألا يسمع إلا صوته، ولا يرى الا ظله وشكله في المرآة، ويتجاهل الآخرين، للدرجة التي تجعلهم يستمتعون بالطماشة عليه، فيحسب نفسه محبوباً مرغوباً فائزاً.لا أحد يفوز بكل شيء، حتى الأمثال الشعبية تقول: «من بغى شي خلى شي ومن بغى كل شي فاته كل شي»!ومع ذلك يتهافت الكثيرون حولنا على الفوز: فكم فايزة تعرفون؟ملاحظة: إذا كان اسمك فايزة لا تتوجسي أو تقلقي، فالاسم الوارد هنا لا يدل على صاحبه، وبالمناسبة فايزة أحمد من أجمل الأصوات، وأجمل من تغنى «القمر عالباب»!