أكد القائم بأعمال سفارة إريتريا لدى البلاد حمد يحيى حالي، وجود تقدير كبير من الشعب الإريتري للكويت، التي أيدت وساندت القضية العادلة للشعب الإريتري، حينما كانت المؤامرات ضد الشعب الإريتري في أوجها على مستوى العالم، مستذكراً وقوف صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، عندما كان وزيراً للخارجية، وكان يردد سموه بكلمات مدوية في أروقة الأمم المتحدة «القضية الإريترية هذه قضية عادلة ولا بد أن ينال الشعب الإريتري حريته واستقلاله».وقال حالي في حوار مع «الراي»، إن هذا الموقف الكويتي الأصيل دوّن في سجل تاريخ إريتريا، حتى حصلت على الاستقلال في العام 1991، لافتا إلى أن الكويت لعبت دوراً مهما في دفع استثمارات الصندوق الكويتي والخليجي للتنمية في اريتريا، إلا أن هذه الاستثمارات لم ترقَ إلى المستوى المطلوب، موجهاً خطاباً للمستثمرين «أن إريتريا على مرمى حجر من الكويت وفي قلب الشرق الأوسط».وفيما لفت إلى أن استتباب الأمن والهدوء والاستقرار في اريتريا يعتمد بالأساس على وحدة وتماسك الشعب، أشار إلى أن المياه الإقليمية الإريترية في البحر الأحمر تحتضن زهاء 360 جزيرة تشكل أرضية مغرية للاستثمار، كما أن أرضها غنية بالمعادن بمختلف أنواعها ومنها الذهب والفضة والنحاس والزنك والفوسفات وغيرها. وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
? كيف تصفون العلاقات الكويتية ـ الإريترية ديبلوماسياً؟- حينما نتحدث عن العلاقة الإريترية ـ الكويتية، يجب أن أؤكد أننا نتحدث عن مراحل تاريخية بدءاً من مراحل مسيرة النضال المسلح للشعب الإريتري، الذي امتد من العام 1961 حتى تحقيق الحرية والاستقلال في العام 1991، وصولاً إلى المرحلة الحالية التي سيحتفل فيها الشعب الإريتري في 24 مايو بعيد الاستقلال الـ 28. ففي المراحل النضالية كانت الكويت المؤيد والسند الحقيقي للقضية العادلة للشعب الإريتري حينها، وكانت المؤامرات والدسائس ضد الشعب الإريتري في أوجها على مستوى العالم، وكان الصوت الكويتي يصدح وسط صمت مطبق في العالم أجمع، مؤيداً حق الشعب الإريتري في تقرير مصيره بنفسه، حيث كان وزير خارجية الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد يردد بكلمات مدوية في أروقة الأمم المتحدة، أن القضية الإريترية هذه قضية عادلة ولابد أن ينال الشعب الإريتري حريته واستقلاله. هذا هو الموقف الكويتي الأصيل الذي دون في سجل التاريخ الإريتري. وبعد نضالات وتضحيات جسام استطاع الشعب الإريتري أن ينتصر برفع راية الاستقلال في العام 1991.وبعد الاستقلال استمرت العلاقة الإريترية ـ الكويتية بوتيرة عالية تخللتها زيارات كبار المسؤولين في البلدين، ولعبت الكويت دوراً مهما في دفع استثمارات الصندوق الكويتي والخليجي للتنمية في اريتريا.? ما أهم الاتفاقيات الموقعة بين البلدين؟- في العام 2004 وقع مسؤولون في وزارتي خارجية اريتريا والكويت مذكرة تفاهم، تحوي بنوداً عدة جرى التفاهم بشأنها، وشملت مجالات التعاون الثقافي والتربوي والتعليمي والاعلامي، وأيضا مجال الشباب والرياضة. واستمر العمل بالمذكرة وتجديدها حتى عام 2009، وهو العام الذي أقر فيه مجلس الأمن الدولي فرض الحظر على اريتريا بغير حق، واستمر 9 أعوام، حيث تم رفع الحظر عن إريتريا بقرار اتخذه مجلس الأمن الدولي بتاريخ 14 / 11 / 2018. فمنذ وصولي إلى الكويت قبل ستة أشهر حاولت ولا أزال أن أنقل علاقة البلدين إلى مستوى أفضل، يتمثل في فتح سفارة لدولة الكويت في اريتريا وتبادل زيارات المسؤولين في مختلف المستويات.? كيف تصف تعاون «الخارجية» الكويتية معكم؟- في المرحلة الحالية وفي ظل اتفاق السلام بين إريتريا وإثيوبيا، ورفع الحظر الجائر عن إريتريا، والدور الريادي للدولتين في تكتل دول القرن الافريقي وشرق افريقيا، في العمل على تعاون شعوب وقادة دول المنطقة للنهوض في تحقيق النماء والازدهار، أعتقد أن الظروف مواتية لتعاون البلدين.ففي هذه الفترة قام وفد من «الخارجية» الكويتية بزيارة إريتريا ولقاء المسؤولين، والتوصل لتفاهم مشترك لتطوير علاقات البلدين في مختلف المجالات.? ما موارد الدخل القومي في اريتريا؟- تعتمد اريتريا على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل القومي، حيث يعتمد زهاء 80 في المئة من سكانها على الزراعة، ولديها بعض المصانع التي يعتمد عليها في تغطية منتجاتها للاكتفاء الذاتي للأسواق المحلية، مثل صناعة معلبات الطماطم والخضروات بأنواعها ومطاحن الدقيق وصناعة الغزل والنسيج وصناعات الأحذية والبلاستيك بأنواعها والأواني والأدوات المنزلية. وأيضا صناعة الإسمنت وصناعة بعض أنواع الأدوية وغيرها. وتشير دراسات المسح الجيولوجي، إلى أن اريتريا غنية بالمعادن بمختلف أنواعها ومنها الذهب والفضة والنحاس والزنك والفوسفات وغيرها، كما أن لديها مواقع سياحية مهمة تحتضن المناطق الأثرية والشواطئ البحرية والغوص في الأعماق.? كيف تصف الحالة الأمنية في بلدكم حالياً؟- تتميز اريتريا باستقرار أمني حسب انطباعات المراقبين والزوار من مختلف أرجاء العالم، فاستتباب الأمن والهدوء والاستقرار يعتمد بالأساس على وحدة وتماسك الشعب الإريتري بمختلف معتقداته الدينية الإسلام والمسيحية، وانتماءاته القومية، نظراً للإرث النضالي للشعب الإريتري بكل فئاته وانتماءاته من أجل رفع راية الحرية والاستقلال، والآن الكل معني بضرورة الحفاظ على هذه الراية مرفوعة عالية خفاقة، وإبقاء الأمن مستتباً إيفاء لعهد أولئك الشهداء الذين وهبوا حياتهم من أجل الوطن.? هل هناك استثمارات كويتية في إريتريا؟- من المعلوم أن الاستثمار الأجنبي بشكل عام والعربي والكويتي بشكل خاص، لم يرق إلى المستوى المطلوب حتى هذه المرحلة، لسبب الحظر وأسباب أخرى ذات صلة ربما أو أقل أهمية عن ذلك. والمرحلة الحالية تقتضي من اريتريا طي صفحة الماضي، وبدء مرحلة جديدة سمتها تضافر جهود اريتريا وكل الأشقاء والأصدقاء، بالعمل على الاستفادة من الظروف المواتية للاستثمار والإسهام في تحقيق النهضة الاقتصادية في اريتريا، بما يعود بالفائدة على شعوب منطقتنا والعالم أجمع.? ما الرسالة التي توجهونها للمستثمرين الكويتيين؟ وما الفرص المتاحة لهم في بلدكم؟- اريتريا على مرمى حجر من الكويت وفي قلب منطقة الشرق الأوسط، فقد آن لنا أن ننطلق من رؤيتنا الخاصة ومصلحة شعوب منطقتنا، ونعمل معا من أجل خلق جيل الشباب الواعد المؤهل والمستنير لتبوؤ مكانته في بناء مستقبل شعوبنا، علماً أن إمكانية التكامل الاقتصادي متوافرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وإن الظروف الراهنة بالإمكان أن نجعلها مُهيأة لتكريس قدراتنا وإمكاناتنا للاستثمار في مجالات تؤدي إلى النهوض بثرواتنا المادية والبشرية من أجل النماء والازدهار.? كيف تصف علاقاتكم مع دول الجوار حالياً؟- منذ إعلان اتفاق السلام بين اريتريا وإثيوبيا في العام الماضي، أخذت قيادتا البلدين تلعبان دوراً ريادياً في خلق تكتل دول القرن الافريقي وشرق أفريقيا، وتعاون شعوب وقادة دول المنطقة في إزالة الضبابية عن العلاقات في ما بينهم، والتنسيق من أجل مضاعفة الجهود، لدفع عجلة النماء والازدهار في المنطقة بشكل عام.
خريج جامعة الكويت ... وحنين إلى السبعيناتتحدث القائم بالأعمال عن حضوره في 13 من مارس الماضي، تلبية لدعوة من الديوان الأميري، «حفل المشروع الوطني للشباب ـ الكويت تفخر» برعاية سمو الأمير، قائلاً: «حينها شاهدت وسمعت تأدية فرقة فنية احدى الفقرات الفنية لمقطع من أغنية تقول (يا كويتنا يا حبيبة من عندنا غيرك في حضنه يرعانا)، ومن دون شعور رددت مع الفرقة هذا المقطع الذي أعادني إلى ذكريات أربعة عقود وأكثر، عندما كنت طالبا في جامعة الكويت في الفترة من 1973 إلى 1979».وأضاف: «عملت في مجال الإعلام سنوات، ثم التحقت بالعمل الديبلوماسي بداية العام 2001، قنصلاً عاماً في لبنان، ثم قائماً بالأعمال في سورية والأردن حتى العام 2009، بعدها عدت إلى وزارة الخارجية. وفي منتصف سبتمبر العام 2018 تم تعييني كقائم بأعمال السفارة في الكويت».ألف إريتري في الكويتتشير الإحصاءات الحالية إلى أن عدد أفراد الجالية الإريترية في الكويت يصل إلى نحو ألف نسمة، من بينهم 100 عاملة ومربية، ومعظم الإريتريين في الكويت هم ممن مكثوا أكثر من عقدين أو ثلاثة، ويعيشون في حالة استقرار أسري، ويرعون أطفالهم الذين ولدوا وترعرعوا في الكويت.5 ملايين نسمةعدد سكان إريتريا خمسة ملايين نسمة. ومساحتها نحو 124 ألف كم مربع، وتطل على جنوب الشاطئ الغربي لحوض البحر الأحمر، ولها امتداد ساحلي طوله 1200 كيلومتر، بدءاً من رأس قيصار شمالاً، وصولاً إلى رأس دميرا جنوبا وتحتضن المياه الإقليمية في البحر الأحمر زهاء 360 جزيرة تشكل أرضية مغرية للاستثمار. أسمرا ترتفع 1800 متريتميز مناخ المناطق الساحلية على شواطئ البحر الأحمر بكونه حاراً جافاً صيفاً، ودافئا وممطرا شتاءً، بينما العاصمة أسمرا تقع على هضبة مرتفعة بنحو 1800 متر عن سطح البحر، فهذه المنطقة تتميز بمناخ بارد على امتداد العام، حيث لا تتعدى درجة الحرارة 25، بينما تصل في الشتاء إلى درجة قريبة من 10 درجات مئوية.