غالباً الناس يرفضون التعميم في إصدار الأحكام على الأشخاص والمواقف والأحداث، إلا أن البشرية بأكملها تتفق في البحث عن طريق السعادة والأمن والاستقرار، والبحث عن الفهم والوضوح وتعمم الطرق والأساليب التي توصلهم لمبتغاهم.والسبب الجوهري عن بحث البشرية لما تقدمنا به هو طموح الإنسان بالتقدم والرقي على الصعيد النفسي والأخلاقي والإنساني عامة، ومنها توفير وسائل الراحة والرفاهية على وضعهم الروحي والنفسي والاجتماعي. والسؤال الذي يفرض نفسه ما آليات وأساليب وسبل الوصول للفهم والوضوح والسعادة والأمن والاستقرار؟!يقول الله تعالى: «وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ»، تقرر هذه الآية المباركة أن سبيل الهداية هو السبيل الوحيد الذي على البشرية أن تسلكه للنجاة والفوز والنجاح، ومنها الوصول للسعادة والأمن والاستقرار، ومعنى الآية أن من يضلله الله فليس له طريق يصل به إلى الحق في الدنيا، وإلى الجنة في الآخرة، لأنه قد سُدَّت عليه سبل النجاة. إن الضال يجد سبلاً كثيرة، لكنها جميعاً توصله إلى غير ما يؤمّله، وإلى غير ما يحقق من خلاله ذاتيته ووجوده، لأن هناك الكثير من إمكانات الحركة، والكثير من اتجاهات السير للبحث والوصول للسعادة والأمن والاستقرار والفهم والوضوح، لكن عدم وجود الهداية الربانية يجعل تلك الإمكانات وبالاً على البشرية، وهذا هو الحاصل الآن.لاحظوا حين أعرض البعض عن سبيل الله، سبيل الهداية، أخذوا يبحثون عن السبل البديلة التي يمكن أن توصلهم إلى كل أمنياتهم، وتحقق لهم كل رغباتهم، فانتهى بهم الأمر إلى الاعتقاد بالتضاد بين العلم والإيمان، فإما أن تكون عالماً غير مؤمن، أو مؤمناً غير عالم! (أي عالماً بالشيء وليس عالماً متخصصا في مجال ما).يقول (بيير كارلي).. العلم يهدف إلى تمكيننا من معرفة أفضل بالعالم وعلاقتنا به، كما أن العلم ينير لنا الطريق في صدد ما يمكن فعله، وبخصوص الوسائل والإمكانات المتاحة، أو الرهانات والمخاطر. أما (الإيمان) فيقول لما ما ينبغي فعله لكي نعطي لحياتنا معنى، إنه يقدّم لنا الغاية من الوجود والقيم وأسباب الأمل والعمل. هذه الأفكار صارت معتقدات بعض علماء ومفكري الغرب، لاعتقادهم بأنها خطوات توصلهم إلى السعادة والأمن والاستقرار وهم في طريق البحث.إذاً الهداية هي المحور والمرتكز للوصول إلى السعادة والأمن والاستقرار والفهم والوضوح، نسأل الله الهداية إلى سبيل الرشاد، السبيل الذي يوصلنا إلى السرور والسكنى والطمأنينة والفهم والوضوح، لنعيش حياة هانئة، قليلة المشاكل والخلافات، كثيرة التواؤم والانسجامات، واضحة لا يشوبها غبش ولا غسق، سهلة الفهم غير معقدة ولا متوترة، حياة ترتقي بأوضاعنا الروحية والنفسية والاجتماعية.m.alwohib@gmail.commona_alwohaib@
مقالات
رأي قلمي
نبحث عنها..!
01:40 ص