شعرت بالدم يغلي في عروقي، عندما شاهدت ما يشبه لعبة «الأتاري»، التي بثها المجرم الأسترالي برينتون، وهو يتنقل بين المسجدين في نيوزيلندا، ويطلق الرصاص على المصلين الأبرياء حيث حصد خمسين روحاً بريئة خلال 18 دقيقة، وسلم نفسه إلى السلطات مفتخراً بما فعله، وهدفه هو تصفية المسلمين في جميع البلاد الغربية واستعلاء الجنس الأبيض، أو ما يطلق عليه «white Supremay» أو «استعلاء البيض»!لقد شعرت حينها بحجم المهانة التي وصل إليها المسلمون وكيف تسلط عليهم كل من هب ودب، بحجة أن المسلمين يشكلون خطراً على الدول الغربية والدين المسيحي، وأن موجات الهجرة القسرية - التي اجتاحت الدول الغربية خلال السنوات الماضية - تمثل خطراً داهماً على النصارى والبيض!وقد هممت بالكتابة عن تلك الاوضاع المخزية، ومحنة المسلمين في كل مكان، لكن عندما فكرت ملياً في الأمر، وجدت أن الأمر لا يستحق كل ذلك الغضب والحزن، مهما كانت قسوة ذلك الحدث، وذلك لأسباب:الأول: أن الإسلام أكبر من أن يؤثر فيه أو يهزه حدث إجرامي، يرتكبه إنسان حاقد مصداقاً لقوله تعالى: «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم».ثانياً: أن ذلك الحدث قد فتح أعين الكثيرين، لا سيما في الدول الغربية إلى الظلم الواقع على المسلمين، وحقد بعض الجماعات العنصرية ضدهم، وقد نشرت وسائل الإعلام الغربية إحصائيات تبين أن الجرائم المرعبة، التي تحدث في العالم: 70 في المئة منها على أيدي المتطرفين البيض، بينما لا يزيد على 27 في المئة على أيدي إرهابيين مسلمين، ونحن نعلم أن تلك الجماعات المتطرفة - التي تنتسب إلى الإسلام - هي في حقيقة الأمر صناعة غربية مخابراتية في معظمها، تتلبس بأسماء إسلامية لتشويه سمعة المسلمين والتحريض عليهم.ثالثاً: لقد شاهدنا حجم التفاعل العالمي والتعاطف مع المسلمين، الذي حدث بعد حادث نيوزيلندا، وشعور الكثيرين بحجم الظلم الذي وقع عليهم، لا سيما بعد الموقف المشرف لرئيسة الوزراء النيوزيلندية، التي تعاطفت معهم واعتذرت عن تلك الأعمال الإجرامية، التي جرت لهم، ووعدت بمواجهة ذلك المد المتطرف، الذي يسعى لبترهم وإخراجهم من الديار التي استوطونها، هذا التعاطف لا شك بأنه يشجع الناس على الاطلاع على حقيقة الإسلام وأنه دين السلام، ويدفع الكثيرين لاعتناقه، ولنا مثل بالمخرج الهولندي ارنولد فاندرون، الذي بلغ فيه الحقد على الإسلام إلى أن أنتج فيلماً يطعن فيه بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ينوي إنتاج أعظم فيلم يطعن في الاسلام، إلى أن هداه الله تعالى ليعرف حقيقة دين الإسلامي، ثم جاب الدنيا ليدافع عن الإسلام ويرد على الشبهات التي تطعن في هذا الدين العظيم، وهكذا نرى رحمة الله تتنزل لتدافع عن دينه: «إن الله يدافع عن الذين آمنوا، إن الله لا يحب كل خوان كفور».رابعاً: لا شك أن تقصير المسلمين في توضيح حقيقة دينهم للناس، هو من أهم أسباب معاداة البعض لهذا الدين وكراهيتهم للإسلام، ولكن لنكن على يقين أن الله تعالى يدافع عن دينه وأن المستقبل لهذا الدين!
مقالات
نسمات
لا تحزنوا على الإسلام!
11:38 م