شمعة زاهرة لشعاعها وميض يشير إلى الخير، وينبئ عن الأمل، ويفضي إلى الرشاد، كلما اقترب منها المتأمل لها يزداد إشراقاً لما تفيض به من محبة ورأفة وحنان تلك هي الأمما أجملها من مفردةوما أحسنها من كلمةأماه... في كل عام - في الحادي والعشرين من مارس - يُحتفل بيومك الخالد، وإن الأيام كلها لك، فلا يمر على أبنائك يوم، إلا وهم يستذكرون نصائحك الطيبة وإشاراتك الرشيدة، ولا يستقبلون نهاراً إلا وفيه نفحات من عبق دلالاتك المفعمة بكل معاني التربية والرشاد.فماذا عسانا أن نذكر في هذا اليوم من جهود أمهات الزمن الجميل، وعسى أمهات هذا الزمن يقتبسن جذوات مما عملته أمهاتهن وجداتهن الأوائل.أماه كم من «بقشة» حملتِها على رأسك كي تغسليها في مياه البحر.سلمت تلك الرؤوس التي حملت «زبلان» السوق، كي تشتري حاجات البيت، لتعود إلى بيتها كي تعد سفرة الطعام والدخان المنبثق من «قصاميل» النخل، التي تطهى به لا يؤذيها... سلمت تلك الأعين التي تتحدى الدخان.اماه كم من كلمات طيبات تغنيتي بها لأبنائك، عندما يصحون من النوم.صباحك الصباحي والورد والتفاحيصباح يطرد الهمصباح يوفي الدينصباح يقول يا يمه ختمت اليوم جزوينهكذا أمي، وكذلك جميع أمهات هذه الديرة العزيزة.كلهن اصرار وعمل وتربية وبناء، أماه في هذا اليوم هل يكفي أن أقدم لك هدية، وكل هدايا الدنيا لا تساوي ساعة مما سهرتيه من أجلي.أماه هل أقدم لك ورداً، فجميع ورود الدنيا لا تساوي نضارتك، حينما تبتسمين في وجهي، إذا أديت عملاً طيباً أو تنصحينني عندما أخطئ، وأنت ممتلئة باللطف والحنان.أماه ما أجمل طهوك، فإن جميع طهاة الدنيا، لو اجتمعوا على أن يقدموا لنا وصفة من وصفات الطهو، لا يقدرون على أن يأتوا ولو بنزر قليل من وصفات طهو أمهات هذه الديرة الطيبة.أماه قد دلفت ليالي دون أن أهوىإلى التفكير فيك واغرقسلمت يداك فما طعام هزنيولغير طباخك لم أكن أتذوق في هذا اليوم، الذي خصص للاحتفال بالأم، نتضرع إلى الله العلي القدير أن يتغمد جميع الأمهات اللائي رحلن بواسع رحمته، وأن يلبس جميع الأمهات المرضى، بلباس الصحة والسلامة والعافية، وأن يرزق أمهات اليوم صبراً جميلاً، ليأخذن مما عملت أمهات الأمس كثيراً من الصفات والسمات، في التربية والتنشئة والإعداد والتوجيه والرعاية والعناية لأبنائهن وأسرهن.إن ربي هو ولي ذلك، والقادر عليه.أماه قد شاب رأسي وانطوى العمرولم يزل ملء سمعي صوتك العطرأماه لو أن الجنات موقعها من تحت رجليكفيما ينقل الخبرفما بصدرك من خير ومن كرميظل أكبر مما تحدس الفكر