ليست صدمة... أن تقرأ خبر وفاة ناصر الظفيريوأنت تهيئ نفسك لموت جديد.وليست دهشة... رؤيتك الموت ملاصقاً لحلمك الذي لا يزال هشاًيتراخى كلما التمعت في نفسك فلسفة جديدةفلسفة الروح التي تتعلق دائماً بأشياء عصية على الفهم...كوطنٍ يغيب في صراخك المرهفوكابتسامة شيّقة يجرحها الخوفوكلمة تقولهامن غير أن تنغرس حروفها في أصابعك الرخوة وأحاديث تمر عليك من دون أن تضع في مسارها أسماعك المرهقة... قليلاً من الفهم أحتاجه كي أمارس الطقوسوأعبر - كغيري - من ثقب الوقتأنفذ بشدة إلى مساحة تتسع لجسدي من دون أن تكون لي قدرة على البكاءالبكاء... الذي يحتاج رفاهية بازخةتجعلك تتملص من مشاغلك الخانقةومخاوفك التي تحصي الحافلات المسرعةعلى أرصفة العمر أنت تموت يا ناصر الظفيري!تموت... كأنك لم تكن شارةعلى ملامحنا المأخوذة منّا غصباًوكأنك لم تكن نورساً تموت بإطلالة سخيةونظرات طيبةوضحكة ساخرةولمعة في الجبينتمتحن بها عمرك الذي لم يضع - بعد - كراستهعلى طاولة الدرسولم يشرع في قراءة نصوص المعزينوكتابات الأصدقاء على صفحاتهم الخاصة!