ولنغتون - وكالات - وعدت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، أمس، بألا تلفظ أبداً اسم مرتكب المجزرة التي استهدفت الجمعة مسجدين في مدينة كرايست تشيرش، مؤكّدة في جلسة طارئة للبرلمان افتتحتها بعبارة «السلام عليكم»، أنّه «سيواجه كل قوة القانون» في وقت بدأ تسليم جثث الضحايا الـ50 إلى ذويهم.  وأضافت أنّ المتطرّف الاسترالي الذي ألقت قوات الأمن القبض عليه عقب تنفيذه أسوأ مجزرة في تاريخ بلدها المسالم «سعى من عمله الإرهابي إلى الحصول على أشياء كثيرة، أحدها الشهرة، ولهذا السبب لن تسمعوني أبداً أذكر اسمه».  وأضافت «إنّه إرهابي. إنّه مجرم. إنّه متطرّف. لكنّه، عندما أتكلّم، سيكون بلا اسم»!  وقالت أرديرن التي حضرت إلى البرلمان مرتدية ملابس سوداء، «أناشدكم أن تلفظوا اسماء الذي قضوا وليس اسم الرجل الذي قتلهم». ومع بدء التحضيرات لدفن الضحايا الخمسين، أشارت أرديرن بوجه خاص إلى ثلاثة مصلين بينهم واحد من أوائل ضحايا الهجوم. وقالت إن حاجي محمد داود نبي (71 عاما)، فتح باب مسجد النور «وقال أهلا يا أخي. مرحبا. كانت هذه هي كلماته الأخيرة». وأضافت: «لم تخطر على باله بالطبع الكراهية التي كانت تنتظر وراء الباب لكن ترحيبه يخبرنا بالكثير، يخبرنا بأنه كان يؤمن بعقيدة ترحب بكل أفرادها وتتسم بالانفتاح والاهتمام».  وأشارت رئيسة الوزراء، إلى أن «يوم الجمعة سيصادف أسبوعاً على الهجوم، وسيتجمع المسلمون لأداء الصلاة في ذلك اليوم. فلنقر بحزنهم». وأنهت أرديرن كلمتها بعبارة «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته» التي نطقتها أيضا بالعربية، مضيفة «فليكن سلام الله ورحمته وبركاته معكم أيضا». ووعدت رئيسة الوزراء بإصلاح قانون حيازة الأسلحة الذي سمح للمسلح بشراء الأسلحة التي استخدمها في الهجومين على المسجدين ومنها بندقيتين شبه آليتين. وبدأ المواطنون بالاستجابة لنداء الحكومة تسليم أسلحتهم. لكن الشرطة أكدت انها لا تملك بيانات حول عدد الأسلحة التي تم تسليمها منذ الجمعة. وكان البرلمان استهل جلسته الأولى بعد مجرزة المسجدين، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تضامناً مع الضحايا وتكريماً لهم. وظهر الإمام نظام الحق ثانوي، وهو يتلو آيات من سورة البقرة، داخل البرلمان، قبل أن تلقي رئيسة الوزراء كلمة مؤثرة حول الحادث الذي هز العالم ببشاعته. وذكر التلفزيون، أن البرلمان استهل أول جلسة له منذ الهجوم الإرهابي، بتلاوة عربية لآيات من القرآن. وأوضح أن تلك الآيات تلاها بالعربية الإمام «ثانوي»، أعقبها ترجمة للغة الإنكليزية قرأها الإمام طاهر نواز. ونص الآيات التي تليت: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)».