أوجزت دراسة تربوية عوامل ومسببات التطرف في المدارس الثانوية، وتبلغ 33 سبباً، أعلاها نسبة التأثر بالأصدقاء، حيث جاء في المرتبة الأولى بنسبة 77.6 في المئة، ثم قلة المؤتمرات والمحاضرات التوعوية، يليه تدني الدور التربوي لبعض المعلمين، وضعف تنفيذ البرامج والمشروعات المدرسية، والشدة في تنفيذ اللوائح والقوانين في المدرسة، وتدني دور المساجد في تناول موضوع التطرف، وعدم إشباع الأنشطة المدرسية لاحتياجات الطلبة، وغياب أسلوب الحوار بين المعلم والطالب، وقلة تنفيذ البرامج التي تدعم النشاط الوطني.وذكرت الدراسة، التي أعدها فريق الخدمات الاجتماعية في منطقة الجهراء التعليمية برئاسة مراقب الخدمات الاجتماعية والنفسية يوسف مريخان، وشملت عينة عشوائية من مدارس الجهراء الثانوية بواقع 689 طالباً و225 تربوياً و208 أولياء أمر، بعض الأسباب الأخرى للتطرف في المدارس الثانوية، ومنها وقت الفراغ، ثم تواجد بعض الدعاة الجدد غير الرسميين، والتشدد في الرأي، وعدم تلبية الجماعات الاجتماعية لاحتياجات الطلبة، والانبهار بالثقافات الأخرى، والدلال الزائد، وغياب الحوار الإيجابي داخل الأسرة، وعدم القدرة على تحديد الأهداف والفهم الخاطئ لتعاليم الدين.وأشارت الدراسة، التي بلغت نسبة الطلبة الذكور فيها 44.4 في المئة، فيما بلغت نسبة الإناث 55.56 في المئة، وبواقع 67.77 في المئة للطلبة الكويتيين و32.22 في المئة لغير الكويتيين، إلى بعض الأسباب الإضافية التي تؤدي إلى نشوء التطرف، ومنها قلة تناول البرامج التعليمية للوسطية والاعتدال، ووجود الخلافات الأسرية وسهولة الانقياد للآخرين، وعدم التكيف مع المجتمع المدرسي، والشعور بالنقص والعزلة عن الآخرين، وعدم القدرة على التوافق مع المتغيرات الجديدة، وبالنسبة للأسرة عدم إشباع الاحتياجات المادية للأبناء، والشعور بالظلم، ثم الشعور بالنقص وتدني المستوى الثقافي، ثم تدني المستوى التعليمي لها، إضافة إلى الشعور بالعزلة عن الآخرين، وتدني المستوى المادي. وتطرقت الدراسة خلال المقابلات شبه المقننة، التي أجريت مع مجموعة من التربويين، إلى أهم النتائج التي قد تترتب على ظهور مشكلة التطرف بين طلبة المرحلة الثانوية، ومنها انتشار العنف والانحرافات الاجتماعية، وتدمير وتخريب المنشآت الحكومية، والتشدد في الآراء وعدم قبول الرأي الآخر والتكفير، وانتشار الرعب وعدم الأمان في المجتمع، والعزلة عن الآخرين والانسحاب من المجتمع، وعدم الإلتزام بتعاليم الدين واحترام العادات والتقاليد، وزيادة المشكلات الاجتماعية والمشكلات النفسية، وعلى رأسها الاكتئاب.كما أثبتت الدراسة وجود مجموعة من الآثار التي قد تترتب على حدوث مشكلة التطرف، وأهمها: رفض الفكر المخالف ومحاولة فرض الرأي، وانتشار الأفكار المتطرفة وتعظيم الذات، وسوء علاقة الطلبة بالمعلمين ونبذ الآخرين للطالب المتطرف، ورفض بعض المناهج الدراسية المقررة، وتعظيم الفكر المتطرف الذي يتبناه، وإعاقة مسيرة التنمية واستحداث قوانين جديدة قد تحد من الحريات، إضافة إلى حدوث خلل وتوتر في العلاقات داخل الأسرة ورفض المشاركة في الأنشطة المدرسية وجذب آخرين إلى الفكر المتطرف، والانسحاب من المجتمع الطلابي، وعدم الاستقرار الأمني، والخروج عن اللوائح والنظم المدرسية.وتوصلت الدراسة إلى بعض المقترحات التي يكون لها دور في مواجهة مشكلة تطرف بعض طلبة المرحلة الثانوية، وهي استثمار طاقات الشباب في الاعمال المفيدة، وتفعيل دور المساجد في نشر فكر الوسطية والاعتدال، واهتمام الأسرة بمتابعة الابناء، واستخدام أساليب الحوار الهادف داخل الاسرة، وتنشيط دور وسائل الاعلام في نشر منهج الوسطية والاعتدال، وتفعيل دور مراكز الشباب والنوادي في التصدي للمشكلة، إضافة الى إتاحة مساحة كافية للحوار بين الطالب والمعلم، وتجنب وسائل الاعلام نشر الاعمال الهابطة التي تؤدي الى العنف، وإشباع الحاجة المادية والمعنوية للأبناء، والتركيز على علاج الحالات السلوكية للطلبة، وتفعيل دور التنظيمات المدرسية في تدعيم الانتماء والولاء الوطني، والاستفادة من الطلبة الفائقين والموهوبين في تنفيذ الانشطة المدرسية (79.72 في المئة)، وإقامة برامج مدرسية توعوية توجه الفكر المتطرف، واللجوء الى المؤسسات المتخصصة لمناقشة الافكار، والاستفادة من الديوانيات في نشر فكر الوسطية والاعتدال، وإقامة برامج تنمي الاعتدال والوسطية، واستخدام أساليب التنشئة الاجتماعية السوية القائمة على الاعتدال والوسطية، واستحداث جماعات اجتماعية تهدف الى نشر فكر الوسطية والاعتدال، وتضمين المناهج الدراسية موضوعات عن الوسطية والاعتدال.وأكدت الدراسة أن مشكلة التطرف في المجتمع الكويتي ذات معدل بسيط ولم تصبح بعد في عداد الظاهرة، وليس معنى ذلك الوقوف موقف المتفرج منها، وإنما السعي نحو تقليل معدلات وقوع هذه المشكلة إلى أقل درجة ممكنة.وشددت على ضرورة إكساب المعلمين فنون ومهارات الحوار مع الطلبة، وغرس مفاهيم وأفكار الوسطية والاعتدال في نفوس الهيئة التربوية والطلاب، في مقابل نبذ أفكار ومفاهيم وعواقب التطرف، وإكساب الطالب المعارف والخبرات والمهارات التي تحدد ضوابط اختيار الأصدقاء، وإكساب الطالب الخبرة والمهارة اللازمة لاستثمار وقت الفراغ في ما هو نافع، وتفعيل دور التنظيمات والجماعات الاجتماعية داخل المدرسة، والاكتشاف المبكر للافكار والسلوكيات المتطرفة او التي تميل الى التطرف وتحويلها الى جهات الاختصاص للعمل معها كحالات.وبينت بعض الأهداف التي تتعلق بالمؤسسات المجتمعية، ومنها نشر فكر الوسطية والاعتدال كمنهج حياة، والتحذير من الوقوع في براثن التطرف، وعلاج الفكر والسلوك المتطرف بغير تطرف وانما بحكمة وصبر وتعقل، ووضع وتنفيذ البرامج الهادفة التي من شأنها الاستثمار الامثل لطاقات الشباب خلال أوقات الفراغ، واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة تجاه الجوانب السلبية لوسائل الاعلام والاتصالات، وذلك بوجود برامج إيجابية تكون بديلا عن تلك السلبية.واقترحت الدراسة استصدار مشروع قرار من وزارة التربية لإنشاء جماعة اجتماعية بكل مدرسة تحمل اسم وشعار الوسطية والاعتدال، والانتماء والولاء، وفي المقابل استصدار قرار أيضاً لانشاء جماعة التوعية بمخاطر الفكر والسلوك المتطرف، اضافة الى تشكيل لجنة على مستوى المدرسة لاكتشاف والعمل مع حالات الفكر والسلوك المنحرف، تتكون من مدير المدرسة والباحث الاجتماعي والباحث النفسي ورئيس قسم التربية الاسلامية واحد المديرين المساعدين، وتشكيل لجنة على مستوى المنطقة التعليمية لمتابعة اعمال اللجان التي يتم تشكيلها على مستوى المدارس، والعمل مع الحالات إذا عجزت لجان المدارس عن مساعدتها على العلاج، وتشكيل لجنة عليا على مستوى الوزارة، وتكون مهمتها المتابعة والرقابة على لجان المناطق التعليمية.

القنوات الفضائية المتشددةأكد تربويون لـ«الراي» أن من أهم أسباب التطرف والتعصب في الحوارات العقائدية والمذهبية، هو انتشار القنوات الفضائية المتشددة، التي تطلق فيها أسهم السباب والشتائم على الملأ، من دون سقف، ويُطلق فيها التكفير على كل من يخالف في الرأي، وقد ساهم في انتشار هذا الأمر كثرة الدعاة المتعصبين والمتشددين في أفكارهم السقيمة، التي قادت إلى انتشار هذا الفكر في المحيط الإقليمي، وكادت أن تصلنا شظاياه في تفجير مسجد الصادق، لولا رحمة الله وحكمة سمو الأمير في التعامل مع الحدث، وتكاتف الكويتيين جميعاً وحرصهم على إغلاق باب الفتنة.

الأسباب الـ 33 للتطرف

1 - التأثر بالأصدقاء2 - قلة المحاضرات التوعوية 3 - تدني الدور التربوي لبعض المعلمين4 - ضعف البرامج المدرسية5 - الشدة في تنفيذ اللوائح المدرسية6 - تدني دور المساجد في تناول الموضوع 7 - عدم إشباع الأنشطة المدرسية لاحتياجات الطلبة8 - غياب الحوار بين المعلم والطالب9 - قلة البرامج التي تدعم النشاط الوطني10 - وقت الفراغ11 - بعض الدعاة الجدد غير الرسميين12 - التشدد في الرأي13 - عدم تلبية الجماعات الاجتماعية لاحتياجات الطلبة14 - الانبهار بالثقافات الأخرى15 - الدلال الزائد 16 - غياب الحوار الإيجابي داخل الأسرة17 - عدم القدرة على تحديد الأهداف18 - الفهم الخاطئ لتعاليم الدين19 - قلة تناول البرامج التعليمية للوسطية والاعتدال20 - وجود الخلافات الأسرية21 - سهولة الانقياد للآخرين22 - عدم التكيف مع المجتمع المدرسي23 - الشعور بالنقص 24 - العزلة عن الآخرين25 - عدم القدرة على التوافق مع المتغيرات الجديدة26 - عدم إشباع الاحتياجات المادية للأبناء27 - الشعور بالظلم28 - تدني المستوى الثقافي للأسرة29 - تدني المستوى التعليمي للأسرة 30 - الشعور بالعزلة عن الآخرين31 - تدني المستوى المادي للأسرة32 - العنف33 - عدم تقبل الرأي الآخر