بينما جموع الناخبين كانت تتأهب أمس لتتوجه لمراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتها في الانتخابات التكميلية لمجلس الأمة، كانت هناك جموع من نوع آخر تحلق فوق رؤوسهم وهي أسراب من الفراشات.الفراشات رغم كونها من الحشرات، لكنها ليست كالحشرات، فقد حباها الله بجمال ميزها عن مثيلاتها، ربما كان جمالها مستمدا من غذائها، فهي تتغذى من رحيق الأزهار، وسوائل النباتات مما جعلها فتنة للناظرين.وقال مدير إدارة المحافظة على التنوع الأحيائي في الهيئة العامة للبيئة الدكتور عبدالله الزيدان، ان «الفراشات المنتشرة حاليا في الكويت هي فراشة (السيدة الملونة)، وسميت كذلك لجاذبية ألوان أجنحتها حيث يبلغ طول أجنحتها وهي مفردة 5 سم»، مشيراً الى انها «تنتشر بكثرة في صحارى الجزيرة العربية عامة والكويت خاصة، حيث إنها تتكاثر بشكل كبير في السنوات المطيرة، ويُلاحظ كل من يرتاد البر هذه الأيام كثرة هذه الفراشات، وكثرة يرقاتها بشكل لافت للنظر ما بين شهر نوفمبر الى مايو». وفي ما يتعلق بمسار رحلتها، أوضح الزيدان أن «هجرتها مع كل ربيع، من شمال أفريقيا الى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، وتعود بعض الفراشات في رحلة عكسية إلى أفريقيا في أواخر الصيف، ولكن بعضها يموت في أوروبا أثناء الشتاء».وعن خصائصها، قال «تحتوي على بقع رخامية اللون، بينما تكتسي أجنحتها السفلية بألوان وردية صفراء وبرتقالية وبنية، أجنحتها العلوية بنية إلى برتقالية اللون بصفة رئيسية، وعادة ما تهبط هذه الفراشات الملونة على الأرض المكشوفة، وتهاجر فراشة السيدة الملونة مسافات بعيدة».من جهته، قال الفلكي والمؤرخ عادل السعدون في تصريح لـ«الراي»، ان «انتشار هذه الفراشات أمر طبيعي مع كثرة الأمطار والنباتات»، موضحاً أنها «غير مضرة ولها شكل جمالي خلاب للأنظار».