نَظَـمْتُ هـذِهِ الْقَصيـدَةَ عَـلى بَحْـرِ (فاعِلُـنْ فَعـولُنْ فاعِلُنْ فَعولْ)، وَهـذا الْبَحرُ لَيْـسَ مِنَ الْبُحورِ الْخَليلِيَّةِ، وَقَدْ جاءَتِ الْقَصيدَةُ بِأَكْمَلِها بِلا زِحافاتٍ.ما لَهُ سِوى الْأَخْلاقِ مِنْ أُصولْمَنْ بِها تَحَلّى دونَ أَنْ يَحولْوَاسْتَوى بِإيـقـاعـاتِها عَلى«فـاعِلُنْ فَعولُنْ فـاعِلُنْ فَعولْ»فَهْوَ فاعِلٌ لِلْخيْرِ... وَهْوَ مِنْخَيْرِهِ فَعولٌ عِـنْـدَما يَقولْ قَوْلُهُ كَساهُ بِائْتِـلاقِـهِما أَدَقَّهُ مِنْ قائِلٍ مَقولْنالَ ما يَراهُ الْعَقْلُ صـالِحًافَهْوَ نائِلٌ وَالصّالِحُ الْمَنولْبِالصُّعودِ مَشْغولٌ.. وَغَيْرُهُبِالصُّعودِ مَشْغولٌ وَبِالنُّزولْوَالْخُمولُ مَـدْعـاةٌ لِقَتْلِهِلَيْسَ مِنْ طِباعِ النّاشِطِ الْخُمولْوَالْحُـلـولُ مَـوْضـوعِيَّةٌ إذاما أَعـانَهُ الْمَوْضوعُ فـي الْحُـلـولْبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحُبِّ صُحْـبَـةٌإنْ تَـقَـدَّمَـتْ فَالْكُـرْهُ لا يَصولْوَانْتِهاؤُهُ مِنْهُ ابْتِداؤُهُهكَذا النَّهارُ الدّائِمُ الْحُصولْلَمْ يَـطُلْ نَداهُ السَّمْحُ لِلدُّجـىبَيْدَ أَنَّهُ لِلنّورِ كَمْ يَـطـولْخَيْرُهُ يُميلُ النَّفْـسَ دائِـمًامَنْ لَها بِمِثْلِ الْخَيْرِ مِنْ مُيولْجَـوْهَـرِيَّةٌ لا مَـظْهَـرِيَّةٌمُشْـرِقاتُهُ الْمَفْتـوحَةُ الْقُفولْمِنْ خِـلالِها الْعَقْلِـيَّةُ ارْتَقَتْوَارْتِـقاؤُها يَحْمي مِنَ الْخُبولْإنَّهُ مُـضيءٌ... وَالضِّياءُ مِنْعَقْلِهِ انْبَرى لِلْعارِضِ الْجَهولْوَاسْتَقامَ بِالْأَخْلاقِ... يا لَهامُسْتَقيمَةً أَخْــــلاقُهُ الْبَتولْإنَّما سَناهُ اسْتَوْطَنَ الْمُنىمِثْلَما الْمَضاءُ اسْتَوْطَنَ الْحَمولْمُشْـرَئِبَّةٌ آمالُهُ إلىما اشْـرَأَبَّ مِنْ إشْـراقَةِ الْكُمولْوَالْمَكارِمُ الْوَضّاءَةُ ازْدَهَتْفـي فُؤادِهِ نَجْـمًا بِلا أُفولْلا هُوَ الْمُـصافـي مَنْ يَضُـرُّهالا وَلا هِـيَ الْمَـنْزوعَـةُ النُّصولْكَمْ بِها رَأى الْأَحْداثَ وَانْتَـقىما يَراهُ مَـجْـبـولاً عَلى الصُّمولْفـي اعْتِقادِهِ أَنَّ النُّفوسَ لاتَرْتَـقي بِلا حُبٍّ وَلا قَبولْما لِقاؤُهُ إلّا ابْتِسامَةٌلِلشَّبابِ قَدْ لاحَتْ وَلِلْكُهولْوَالصَّباحُ مَرْسومٌ عَلى الْمَدىنِعْمَ راسِـمًا إشْـراقُهُ الْبَذولْوَالشُّموسُ فـي الْأُفْقِ ازْدَهَتْ... ولاسِيَّما مُناهُ حينَما تَجولْوَهْوَ مُسْـرِجٌ مِنْها انْطِلاقَهُوَانْطِلاقُهُ تَشْتاقُهُ الْخُيولْفـي مَجالِ نَشْـرِ الدَّعْوَةِ ابْـتَـهىوَابْـتِهـاؤُهُ مِنْ طَبْعِهِ الرُّفولْقالَ إنَّ ما يَبْنيهِ شامِخٌنِعْمَ ما يَقولُ الصّادِقُ الْعَمولْسَوْفَ تَحْـتَـويهِ ذُرْوَةُ الْعُلاطالَما اجْـتَـوَتْهُ ظُلْمَةُ الدُّحولْما سِوى تَصافيهِ ازْدَهـى لَناوَازْدِهاؤُهُ لا يَقْبَلُ الْخَذولْلَمْ يَزَلْ هَواهُ فـي قُلـوبِناكَمْ نَراهُ فـي عُرْضٍ جَرى وَطولْمَنْطِقِيَّةٌ آراؤُهُ الَّتيلا النُّفوسُ تَأْباها وَلا الْعُقولْيَزْدَهـي بِإنْسانِيَّةٍ يَرىخَـيْرَها لَهُ مِنْ رَبِّهِ يَؤولْما دَعا إلى ذاتِيَّةٍ بِهاذاتُ مَنْ تَبنّاها تَرى السُّفولْكَمْ مَـضَتْ مَساعيهِ.. وَإنْ مَـضَتْفَالْجَميلُ أَلّا تَقْبَلَ الْقُفولْمِـلْـؤُها الْأَحـاسيسُ الَّتي نَرىخَـيْرَها سَقى مَنْ يَشْتَكي الْمُحولْإنْ كَسَتْ رُؤانا بِاخْـضِـرارِهافَاخْـضِـرارُها اسْتَعْـصى عَلى الذُّبولْمُـزْهِـراتُها مَـفْتـوحَـةٌ لَناوَالْخُروجُ لا يَرْضى بِهِ الدُّخولْعـابِـرٌ شَذاها ما يُعيـقُـناحَـبَّـذا شَذاها عـابِـرُ الْوُحولْوَالْجَمالُ مِمْلوءٌ بِـسِـحْـرِهايا لَهُ جَمالاً يَمْلَأُ الْحُقولْلَمْ تَزَلْ بِحـاميها مَنيعَةًفَهْوَ مَنْ حَـماها مِنْ أَذى الْمَغولْوَهْوَ مِنْ تَساميهِ الْمُنى ازْدَهَتْوَارْتَـقَتْ مِنِ اسْتِـشْـرافِهِ التُّلولْيَكْـتَـسي بِنورِ الْفَجْرِ دائِـمًاحَسْبُهُ بِنورِ الْفَجْرِ مِنْ شُمولْلَمْ يَكُنْ بِناسٍ لا وَلا يَرىغَيْرَ ما يَراهُ الذّاكِرُ الْفَعولْما يَزالُ مَـحْـبـوبًا لِفِعْلِهِلا كَسولَ مَـحْـبـوبٌ وَلا مَلولْوَارْتِباطُهُ بِالْخَيْرِ زادَهُهِمَّةً نَرى مِنْ وَقْـعِـهـا الذُّهولْهِمَّةً سَما مِنْ بَعْدِ هِمَّةٍكَمْ تَـوالَتِ الْهِمّاتُ لِلْوُصولْمُـسْتَـضـيئَةٌ آراؤُهُ.. وَكَمْبِاسْـتِـضاءَةِ الْآراءِ مِنْ غَسولْمَنْ سِواهُ يُعْلي الرّايَةَ الَّتيمِنْ نِدائِها نَسْتَنْهِضُ الرَّحولْوَيْكَأَنَّهُ لا يَرْتَـضي سِوىما ارْتَـضى انْسِيابُ الْماءِ فـي السُّهولْهكَذا يَكونُ الْحُبُّ مُزْهِرًاوَالْحَـياةُ تَبْني أَجْمَلَ الْفُصولْوَاعْـتِـدالُهُ يُفْـضي إلى الْهُدىوَالْهُدى سَناهُ يَبْعَثُ الْفُؤولْحَلَّ فـي الْقُلوبِ الْبيضِ حُـبُّـهُلِيْسَ فـي سِواها يَزْدَهـي الْحُـلـولْبِالضِّياءِ يَرْضـى وَائْتِلاقِهِلَمْ يَكُنْ لِيَرْضـى بِالدُّجـى الْقَتولْما يَرى الشَّذا إلّا تَواصُلاًيَصْطَفيهِ لِلْأَعْمامِ وَالْخُؤولْنِعْمَ بُـرْقُـعًا إحْسانُهُ الَّذيما ارْتَـضَتْ سِواهُ الْغادَةُ الْخَجولْعالَ أَهْلَهُ مُسْتَرْشِدًا بِماقالَهُ النَّبِيُّ: (ابْدَأْ بِمَنْ تَعولْ)طَـوَّعَـتْ لَهُ النَّفْـسُ الْتِزامَهوَالْتِزامُهُ أَصْلٌ مِنَ الْأُصولظاهِـرٌ تَصافيهِ وَباطِنٌوَهْوَ فـي كِلا الْحالَيْنِ لا يَزولْأَصْبَحَ التَّـصافـي مَوْرِدًا لَهُمَنْ سِوى التَّـصافـي ماؤُهُ زَلولْكَمْ نَراهُ مَتْبـوعًا وَتابِـعًاغَيْرَ أَنَّهُ يَصْبو إلى الْكُمولْلا تَسَلْ إذا ما كُـنْتَ حـائِـرًافَهْوَ مَنْ أَطاعَ اللّـهَ وَالرَّسولْ