قال وزير التجارة والصناعة، وزير الدولة لشؤون الخدمات، خالد الروضان «نحن في أجواء سياسية صعبة وساخنة، لذلك سأكون حذراً قدر الإمكان».وفي كلمته ضمن ملتقى «شراكة» للمسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة، الذي تنظمه شركة مشاريع الكويت بالشراكة الإستراتيجية مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، كشف الروضان أن عدد الرخص التي أصدرتها «التجارة» تضاعف خلال 2018 إلى أكثر من 24 ألفاً، مقارنة مع 12 ألفا خلال 2017.وأوضح أن هذا الارتفاع يعكس جهود «التجارة» في تسهيل العديد من الإجراءات المتعلقة بتحسين بيئة الأعمال، وإزالة العوائق التي كانت تواجه أصحاب الشركات، ما انعكس على أعداد الرخص التي كان عددها لا يتجاوز 4 آلاف رخصة سنوياً.وأشار إلى أن المشروعات الصغيرة كان لها نوع واحد من الرخص سابقاً، إلا أنها واكبت التغييرات برخص فردية، ومهنية، ومتناهية الصغر (منزلية)، ما فتح الباب أمام شريحة كبيرة من المبادرين لبدء نشاطهم، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن عدد الرخص متناهية الصغر يتراوح بين 1000 و1200، ناهيك عن رخص العربات المتنقلة التي بلغ عددها 1600.وذكر أن «الوزارة ما زالت في بداية الطريق، وأن الطموح أكبر، إلا أنه ما زالت هناك عوائق تتمثل في بعض التشريعات والقرارات»، لافتاً إلى أن تحول الكويت إلى مركز مالي وتجاري له مؤشرات واضحة، من بينها تحسين بيئة الأعمال، إذ استطاعت وقف نزيف مؤشرها والتحول إلى التقدم بقفزة بلغت 7 مراكز، مبينا أن مؤشر بدء الأعمال التجارية والمعني به «التجارة» قفز 27 مركزاً.وقال الروضان إننا ما زلنا بحاجة إلى العمل بشكل أكبر، وإيمان من القطاع الخاص، بتحول الكويت إلى مركز مالي وتجاري، إذ إن الأمر يحتاج أكثر من الربط الإلكتروني، وأن تلك العملية طويلة تبدأ من اليوم وتستمر مستقبلا، مبيناً أن الكويت لديها العديد من المقومات التي تشكل عوامل دعم، وتبدأ بموقعها الجغرافي، مروراً ببيئتها التشريعية، وصولاً إلى سياستها الخارجية المتزنة التي تعطي الأمان للمستثمر في منطقتنا الملتهبة.العيارمن ناحيته، قال نائب رئيس مجلس الإدارة (التنفيذي) في «كيبكو» فيصل العيار «إننا كقطاع خاص نسمع عن دورنا الكبير في رؤية كويت جديدة 2035، ولكن ليست لدينا التفاصيل الكاملة، ولا نعرف نوعية الدور، وبكل تأكيد سيستفيد القطاع الخاص من مختلف المشاريع التي ستطرح ضمن تلك الإستراتيجية، ولكن (شنو المشاريع... وشنو تفكر فيه الدولة)».وذكر أن أسهل قطاعين للتخصيص، ويلعب القطاع الخاص دور بهما، هما قطاعا التعليم والصحة، مبيّناً في الوقت ذاته أن الخطوات الحكومية الخاصة بهما عكست توجهات التخصيص، ففي الصحة نجد أن هناك 8 إلى 9 مستشفيات حكومية جاهزة للتشغيل، وهذا ضد التخصيص، وكذلك التعليم هناك جامعة تستعد لاستقطاب 50 ألف طالب، في حين أن الجامعات الخاصة احتوت الطلبة في الفترة الماضية، وذلك في الوقت الذي لم تستطع فيه جامعة الكويت أن تحتويهم.وقال العيّار «مؤمنون بأن الكويت قادرة على أن تكون مركزاً لوجيستياً ومالياً وتجارياً، إذ تقع حولها أكبر 3 دول في المنطقة، وهي السعودية، والعراق، وإيران، ومركزنا دائماً نفكر فيه كمركز تهديد وخوف، لكنه فرصة لأن لدينا الإمكانيات والقدرات والعقول». وأكد أن القطاع الخاص القادر لم يوقف استثماراته في الكويت، ومنها «كيبكو» التي استطاعت إنجاز العديد من مشاريع التنمية منها مشروع «المارينا»، والمطار القديم، ومطار الشيخ سعد العبدالله، مبيناً أنها تعمل اليوم على تطوير مشروع «حصة المبارك»، وكذلك مشروع «خباري» ولم نتوقف أبداً عن المشاركة في تنمية الكويت.ورأى أن التحول الرقمي الذي يفرضه التطور التكنولوجي يعتبر أمر حياة أو موت بالنسبة للقطاع الخاص، خصوصاً وأن هناك الكثير من الأعمال التي يتوقع لها أن تندثر، إذا لم تسع إلى أن تكون ضمن ثورة التحول الرقمية، حيث سيواجه القطاع الخاص مشاكل كبيرة إذا لم يسع للتحول الرقمي، موضحاً أن الاستفادة من التحول الرقمي تنقسم ما بين استفادة متلقي الخدمة، وهو يحقق سهولة في التواصل وسرعة الخدمة، أما مقدم الخدمة فهناك عدة أمور تحقق له الاستفادة منها كفاءة الأداء وتقليص الدورة المستندية، وتقليل التكلفة، وتقليص أعداد العمالة.ونوه إلى أن الطريق لا يزال طويلاً في ما يتعلق بالتحول الرقمي، وهناك قطاعات خطت خطوات جيدة منها القطاع المصرفي من خلال الخدمات البنكية الإلكترونية، والتي يتم تشجيع العميل على التواصل من خلالها، خصوصا في ظل ارتفاع كلفة التعامل مع الفرع مباشرة.وبيّن أن التحول الرقمي كانت له انعكاسات إيجابية على العمل الخيري، وخدمة المجتمع والتي باتت تستعين بخدمات التواصل الاجتماعي لتحقيق أهدافها.ولفت إلى أن «كيبكو» دأبت على المشاركة والدعم في المبادرات المجتمعية والإنسانية في مختلف الجهات، سواء كانت حكومية أو خاصة، مشيراً إلى أن لها باعا طويلا وشركات استراتيجية في مشاريع الشباب ومثال على ذلك مبادرة تمكين الشباب.كما كشف عن افتتاح «كييكو» لمستشفى متكامل في أبريل أو مايو المقبل، إذ قامت الشركة بتجهيزة بالكامل، لافتاً إلى أن مشاركات «كيبكو» كثيرة ومتعددة، لكن يتركز الاهتمام على مشاريع الشباب وفق الميزانيات المرصودة. الحجرفبدوره، قال نائب المدير العام للشؤون العلمية في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الدكتور سالم الحجرف، إن «المؤسسة» وضعت ضمن إستراتيجيتها دعم القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني في التحول الرقمي الذي طغى بدوره على جميع الأعمال، مؤكدا أن الجمعيات غير الربحية يهمها التحول الرقمي كونه يحل لهم أبرز مشكلتين لديهم، وهما القدرات البشرية، ومصادر التمويل.ونوه إلى أنه يوفر على تلك الجمعيات الجهد والمال والقدرات البشرية، وذلك بالمقارنة مع الطرق التقليدية التي تحتاج إلى المال والعمالة، لافتا إلى أن المؤسسة قامت بتقديم 170 ورشة عمل ومؤتمرا وندوة ودورة تدريبية لمساعدة مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص على التحول الرقمي، حيث تقدم الدعم والتأهيل والتدريب على التقنيات الحديثة، خصوصا وأنها أمور تزحف على النظم التقليدية، وأن الشركات اذا لم تتواكب مع التحول الرقمي ستندثر.وقال «وضعنا منصة إلكترونية لتقديم طلبات الدعم لها، وبالفعل قفزت أعداد طلبات الدعم المقدمة لدينا من 50 إلى 170 طلباً سنويا».من جهتها، شدّدت الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، آمال المناعي، علي ضرورة الاهتمام بالتعليم ودعم وترسيخ مبادي التعليم لكافة شرائح المجتمعات، وذلك كونه ركيزة أساسية للنهوض والتميز في كافة الدول.وأوضحت أن البحث العلمي يعد رافداً موازياً للتعليم، وأن هناك عدداً من المراكز والجهات المتخصصة في قطر تدعم البحث العلمي والدراسات العلمية المتخصصة مثل واحة العلوم القطرية التي يتركز العمل فيها على العلم والإنسان والبحث العلمي، وذلك لكون التعليم والبحوث هي الأرضية التي يتطور عليها العمل الإنساني والعلمي.وأشارت المناعي إلى أن قطر عمدت للتركيز الشديد على التطور الرقمي من خلال استراتيجية متكاملة أدت الى تطور ملحوظ في كافة الإجراءات الحكومية الرقمية في الآونه الأخيرة، مؤكدة ضرورة التركيز على الاستثمار في العنصر البشري، لاسيما وأن الإنسان هو أصل التقدم والرقي، وأن تركيز الاستثمار عليه سيؤتي ثمارة بشكل سريع، وذكرت أن هناك قصص نجاح كبيرة تقف وراءها التكنولوجيا الرقمية، والتي تنعكس بأثر إيجابي خصوصا على أصحاب الاعاقة.واستشهدت بحالة لشخص لا يستطيع التواصل إلا بعينيه، وهو ما دفع نحو تطوير «أيباد» لتلبية احتياجاته اليومية، ما شكل نقلة غير مسبوقة في حياته، بدلا من أن يكون حبيس غرفته وهو ما يشير إلى أن التكنولوجيا خلقت فرقا في حياة الكثيرين.العمر من جهتها، أكدت المدير التنفيذي للمسؤولية الاجتماعية في «كيبكو»، عبير العمر، أن الثقة والتواصل والمساهمة هي أسس الربح الحقيقي إلى جانب القناعة بأنك حين تخدم مجتمعك فإنما تخدم نفسك.ولفتت العمر إلى أن التنمية المستدامة باتت العنوان الأكثر أهمية في العقود الأخيرة، وذلك لما له صلة بتحديات تواجهها البشرية على مختلف الأصعدة، وتسليماً بأن الشأن التنموي أصبح مرتكزاً أساسياً للكويت، وأن القطاع الخاص يعد المصدر الأساسي للعمل التنموي والخيري على مستوى العالم.وزادت «انطلاقاً من أن الكويت مركز إنساني بقيادة سمو أمير الإنسانية، الشيخ صباح الأحمد، نعلن أن لدينا تصميماً مشتركاً على السعي بعزم ثابت لتلبية الحاجة إلى وضع خطة عملية واضحة من أجل تحقيق التنمية البشرية، وبناءً على ذلك، تقع على عاتقنا جميعاً مسؤولية جماعية لتعزيز وتقوية أركان التنمية المستدامة».ونوهت إلى أن «كيبكو» تولي دعم الأنشطة المجتمعية أهمية قصوى، وذلك من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية والتي تحرص على تطبيقها عملياً من خلال دمج مفهوم التنمية المستدامة في إستراتيجية الشركة الأم وأبرز شركاتها التابعة.ولفتت العمر إلى أن أهمية الملتقى تنبع من حقيقتين، الأولى هي التواصل المستمر لخلق شراكات مستدامة لمجتمع أفضل، والثانية تتعلق بإثراء المشاركين من خلال الاطلاع على آخر المستجدات في ما يخص القضايا التنموية، والخروج بحلول خلاقة وأفكار جديدة.وذكرت أن «كيبكو» استطاعت أن تلعب دوراً أكبر على خريطة المسؤولية الاجتماعية من خلال التزايد المستمر في حجم مساهمتها المجتمعية، لتعزيز التأثيرات الإيجابية في المجتمع.شيخة البحر: قبل «الأتمتة» علينا التفكير في رأس المال البشري قالت نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني، شيخة البحر «قبل الحديث عن الرقمنة والأتمتة، علينا أن نفكر في رأس المال البشري، ومن دون وجود جودة في التعليم لن نستطيع ذلك».وأضافت «نريد أن نستثمر بالعنصر البشري من خلال التعليم الجيد، وعلى وزارة التربية أن تقوم بإصلاح التعليم لتغيير المناهج، إذ إن هناك فجوة كبيرة ما بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق، ونحن نحتاج خريجين في التكنولوجيا ولديهم تفكير مختلف، فالحفظ والتلقين ليس هو الشيء الذي نريده».وبيّنت «نحن نتحدث عن أجيال، يجب علينا العمل الآن في الاستثمار بالتعليم، وكوني عضواً في المجلس الأعلى للتخطيط نعمل حالياً مع وزير التربية لعمل إصلاح للتعليم، وهذا جهد جبار ونحتاج من الكل يعمل عليها، المسألة تتعلق في تغيير أسلوب التفكير».إنفاق على المشروعات الصغيرة! نوه الروضان إلى وجود توجه نحو تخصيص جزء من الإنفاق الحكومي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وهو مشروع يتم العمل عليه، مبيّناً أن صندوق المشروعات بدأ متعثراً، ولكنه الآن يعالج الكثير من الاختلالات، خصوصاً وأن دوره ليس تمويلياً، فالمشروع الصغير ليس مرتبطاً بالتمويل، ولكن ارتباطه بالرعاية، كما أنه غير مرتبط بالشباب فحسب، بل أيضاً بالمتقاعدين.جمعيات عمومية ... إلكترونيةلفت الروضان إلى أن الفترة المقبلة ستشهد حزمة من التشريعات، مثل قانون التأمين، وقانون التمويل الجماعي، وتعديل قانون الشركات لجهة حضور الجمعية العمومية إلكترونياً، والتصويت إلكترونياً، إلى جانب قانون الإفلاس.