يومان قضيتهما متنورا تحت ضؤ «اللمبات» والفكر، بعيدا عن ظلمة الوضع السياسي، والاجتماعي، وبعيدا عن حملة الفرش السوداء، الذين يهوون صبغ وجه الشمس!
يومين في مقر الجمعية الثقافية النسائية، أقام «مركز الحوار للثقافة» احتفالية رائعة وجميلة مع حضور لافت للنظر، متعطش للفكر، ولمساحات من النور في وسط ظلام مخيف يسيطر على عقول بني البشر في بلادي، باحثا عمن يشعل شمعة، لينير بها طريق قوافل الفكر التائهة، وسط ظلمة الصحراء الممتدة من خليجها الى محيطها!
صحيحي ان شمعة واحدة لا تضيء، ولكنها قد تغري من يلعنون الظلام، ومن تعودوا على لبس النظارات الشمسية في ظلمة الكهوف، أن يشعلوا شموعاً أخرى!
انتهيت من شموع الفكر، في المساء تجولت على رسائلي الالكترونية التي لم افتحها، أو بالأصح امسحها، واذا برسالة تحذير «انتبه، من الباي»، فتحت الرسالة، واذا بالايميل محذرا الجماهير العربية قائلا: أنت تقول «باي» هل تعرف ماذا تعني؟ ثم يجيب، المواطن العربي لا يعرف لو عرفت لأرجعت ما في جوفك، ولكرهت الكلمات، ولندمت على قولك هذا ندم اخوة يوسف، ولغسلت لسانك سبع مرات... وأكمل، «باي تعني الله يحفظ البابا» في الفاتيكان، وانها دعاؤهم له... أغلقت الايميل وقلت لنفسي، «يا لسذاجتي- فكرت باللغة الفصحى متاثرا بالايميل - وهول نفسي» وأنا طوال هذه المدة كنت أتصور -goodby- تعني «صحبتك السلامة»، واكشتفت ان «باي» تعني البابا، مع ان من يقولها الانكليز والأميركان وهم «بروتستانت» ولاعلاقة لهم بالفاتيكان و«بابا» ها، وقلت في نفسي الأمارة بالسوء اذا كانت «باي» تعني الدعاء للبابا، فماذا تعني «هاي»؟ طيب ماذا تعني المرأة عندما تشاهد شيئا جميلا وتقول «واي» وعندما تستغرب تقول «وي» أكيد ان لها علاقة بالبابا في الفاتيكان، لأنهم وكما تعرفون الغرب الصليبي «قاعد لنا قعدة» وينفث بسمومه- تخيل الصليبي وهو قاعد ينفث- في جسد الأمة، عن طريق «الباي، والواي والهاي، والواي، والواو...» و«آخ» من هكذا تفكير!
هنا تنوير وهنا تعتيم، هنا نور، وهنا ظلمة... حالتان مستمرتان في صراع دائم، تتغير أشكالهما، والصراع مستمر... وفي النهاية لابد أن ينتصر «اهورا مازدا» - إله النور - على الظلمات!


جعفر رجب
jjaaffar@hotmail.com