المجتمع الكويتي عُرف منذ القدم بصلابته وتكاتفه وتعاضده، فالأسرة الكويتية جزء من المجتمع الكويتي الكبير والذي عرف عنه متكاتفا منذ القدم، حيث يتميز بتقارب الأهل والأصدقاء والجيران معا.والمشاركة في جميع المناسبات الاجتماعية، ومواجهة التحديات والحفاظ على استقلالية وحرية الوطن كبناء الأسوار العالية قديماً... فكم من غزوة ومعركة دارت رحاها حول الكويت من البر ومن البحر، ولكن بفضل تكاتف وترابط الأسر استطاعت ردع كل معتد طامع... ومن المعارك معركة الرقة والرقعي والصريف وفيلكا والجهراء والرقعي... الخ، وانتهت بالغزو الصدامي.في جميع الحروب ومجريات الأحداث... الشعوب تعاني الفقد والاعتداء والحرمان وانتهاك الحرمات والخسائر،ماذا لو جعلنا جل اهتمامنا احتياجات الناس واستقرارهم وطمأنينة أحوالهم بإسقاط ما عليهم من قروض وديون، والتي أثقل بسببها كاهل كل مواطن ومواطنة، تلك فرحة عامرة تخرجهم من ضيق إلى فرج.وهل تعلمون جزيل ما تقدمونه؟ هي غرس يقطف ثماره في الآخرة، فمن ثابر للقيام به نجا ومن أغلق عنه ندم، فنحن نعمل لنتحد ونشارك لنبقى دوما الشعب الأقوى.حتما ستكون إرادتنا قوية وكلمتنا واحدة وجمعنا مترابط وأيدينا متشابكة... وبسبب موقعنا وثروات أراضينا، جميعهم يدعون بأننا جزء منهم، ولكن تبقى أسوارنا سداً منيعاً لجميع الأطماع.وتبقى إسقاط القروض والديون من أماني الناس فهي أساس استقرارهم، والمدين لا يهنأ في حياته أو في إجازته السنوية بسبب القروض والديون، فالجميع يعاني بلا شك، واستجابة الجهات المعنية لتلك المطالبات... قد تعزز فينا السيكولوجية الصامتة أو الفرحة المتوفاة، فتصبح أكثر شفافية ومرونة، فالشعب الكويتي عانى الكثير بسبب الغلاء والفساد والسرقات وتراجع عجلة التقدم والرفاهية في حياتنا، فنحن شعب عانى ما لم تعانيه شعوب أخرى يقدم لها أموالنا على طبق من الفضة.قال تعالى في كتابه الكريم: «وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا».وهناك ثغرة مهمة يجب تداركها والعناية بها... فكثير من الشعوب تعمل في الكويت وتتمتع بأموالنا، بينما أبناء الكويتيات لا تقبل الحكومة توظيفهم في الوزارات، وليست لهم درجة ثابتة في التعيين الوزاري منذ فترة طويلة، وهناك بعض الأسس يجب مراعاتها وعدم الاستهانة بها، فتوزيع الأرزاق والثروات بالعدل من قوائم ديننا الإسلامي والإنسانية عنوان مجتمعنا.يجب أن نعمل على إحياء العقل والعاطفة معا، لكي نكون من أسعد المجتمعات، بعيداً عن إقصاء ذوي الحق... فلم لا نكون؟الإسلام دين عبادة وعمل وإنتاج... فكل إنسان يرزق بما كتبه الله له، ولن يستطيع أي إنسان أن يأخذ مالاً لم يكتبه الله له.إرادة الشعب وكرامته بحاجة الى جميع مكونات المجتمع الكويتي، من أبناء المواطن المواطنات، بغض النظر عن الأصول والفروع.فاحرصوا على الاستفادة من ذوي الخبرات وتوظيف الأبناء، فمن واجبنا الاهتمام بهم، فالسماء لا تمطر لهم ذهباً ولا فضة. Twitter:@H_ALHASHEMMI ALhashimi636@hotmail.com
متفرقات
السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة!
04:40 م