احتفاءً بأعياد الربيع ورأس السنة الصينية الجديدة، أحيت فرقة «نانجينغ» للفنون الاستعراضية، أول من أمس، حفلاً مبهجاً على مسرح الفنان عبدالحسين عبدالرضا، بعد أن تخضبت خشبة المسرح بلوحات فنية زاهية الألوان، وتألقت جوقة الراقصات بالأداء المُبهر لعدد من الرقصات البهلوانية والتقليدية، المستلهمة من معقل التنين وبلاد العجائب!وقد شهد الحفل، حضور حشد جماهيري غفير، تقدمته قيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إلى جانب عدد من ديبلوماسيي سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى الكويت، فضلاً عن حضور كوكبة كبيرة من أبناء الجاليات الآسيوية، ومحبي التراث والفنون، من أجيال شتى.قبيل انطلاق الحفل، تم عرض مقتطفات متنوعة على الشاشة العملاقة داخل المسرح، لتسليط الضوء على تاريخ الصين وحضارتها وأهم معالمها السياحية والأثرية، فضلاً عن المناظر الطبيعية والحياة الشعبية إلى جانب العادات والتقاليد هناك، وغيرها من المعلومات التي لاقت استحساناً كبيراً من جانب الجمهور، الذي ملأ المدرجات بأكملها.بعدها، قدمت فرقة «نانجينغ» إحدى عشرة لوحة مختلفة، من الموسيقى والأغاني والفنون الاستعراضية، بالإضافة إلى الرقصات التي أشاعت أجواء ممتعة للغاية في قاعة المسرح، والتي بدت كمجرة سحرية تلقي بألوانها المستمدة من الأزياء الشعبية في العاصمة بكين وغيرها من المدن المترامية الأطراف. كما أهدت الفرقة الجمهور الكويتي أغنية شعبية، كانت قد اشتهرت في بلاد الرافدين وبمنطقة الخليج بشكل عام، خلال منتصف الستينات من القرن الماضي، وهي أغنية «طالعة من بيت أبوها» التي شدا بها الفنان العراقي الراحل ناظم الغزالي، ثم توارثتها الأجيال الفنية بعد ذلك. في حين أبدع أعضاء الفرقة من عازفين وراقصين، بأداء لوحة موسيقية بعنوان «موسيقى فولكلورية»، ليقدموا من بعدها بعض المقطوعات الموسيقية، بينها «guo feng»، إلى جانب العزف المنفرد لبعض المقطوعات، لتختتم الفرقة حفلها بأغان عدة، بينها أغنيتا «safer» و«ode to joy». يُذكر أن فرقة «نانجينغ»، قدمت حفلها تحت مظلة المجلس للثقافة والفنون والآداب وبالتعاون مع السفارة الصينية لدى الكويت، وذلك من باب التبادل الثقافي بين البلدين الصديقين، كما تعد احتفالات الربيع من أبرز المناسبات التي تحظى باهتمام بالغ جداً في جمهورية الصين الشعبية، إذ ينطلق الاحتفال مع بداية أول شهر قمري في السنة الصينية، وينتهي في الخامس عشر من الشهر نفسه.