هناك طلبات غريبة يصعب تصديقها أحياناً... تسمعها فلا تصدقها... تقرؤها - وأيضاً - لا تستطيع أن تصدقها...!الجميع لهم طلبات.... الغني والفقير... المتعلم والجاهل... السيد والخادم... حتى الظالم له طلبات وطلباته أكثر من الجميع ولكي تتأكد عليك أن تنظر حولك وتتمعن... نعم الجميع لهم طلبات...لكن أغرب الطلبات دائماً تأتي من الأطفال... فطلبات الأطفال - غالباً - ما تكون مستغربة ويصعب تفسيرها... الأهم أن بعض الأطفال لهم إصرار غريب... فمن صفاتهم حبهم الحصول على كل شيء من دون بذل مجهود يذكر...لنأت لامتحانات المدارس...الأم بسبب حبها لأولادها، تتمنى ألّا تكون الامتحانات صعبة... تتمنى نجاح ابنها سواء كان مجتهداً او فاشلاً...الأب وخوفه على مستقبل أولاده يحلم بعدم صعوبة الامتحانات...الطالب الذي أضاع وقته في العب واللهو، يمني نفسه بامتحانات ليست صعبة...الخادمة ايضا تتمنى سهولة الامتحانات، لأنها أصبحت في بعض الأسر هي الأم الفعلية... فاصبح سقوط الطالب يعني سقوط الخادمة...!لكن أن يُطلب إدراج موضوع صعوبة الامتحانات على جدول أعمال اللجنة التعليمية لمجلس الأمة، فهذا الذي يصعب تفسيره...هل يعني إدراج موضوع كهذا، تهديد للهيئة التعليمية في المدارس... هل وصل الحال بنا إلى هذا المستوى؟هل الرسالة التي تود اللجنة التعليمية إيصالها لنا أنها ستتدخل في الامتحانات، وتسنّ قوانين لتسهيل الامتحانات؟هل تسعى اللجنة التعليمية لنجاحات زائفة، وحفلات لتكريم الناجحين وفي المقابل تدمير مخارج التعليم...؟ للعلم فإن جامعة الكويت ومعظم الجامعات - التي يلتحق بها الطلبة خريجو الثانوية في الكويت - تعاني من ضعف مخرجات التعليم في الكويت...لا تنظروا إلى المئة أو المئتي طالب و طالبة - الذين أبدعوا في الجامعة - إنما انظروا إلى الآلاف الذين يعاني منهم دكاترة الجامعة...!يبدوا أن القادم هو طلب إدراج تسهيل امتحانات القدرات في الجامعة، أو ربما إلغاء امتحانات القدرات...!