آفاق الحياة متعددة في ألوانها وصورها وأشكالها ونماينها، فمنها طيب يبعث على الأمل ويشير إلى الاستقرار ويهدي إلى السكينة، ويحقق هدف الخير، وأخرى قاتمة في أشكالها حالكة في نماينها، تبعث على الاشمئزاز والقلق والارتباك، منها ظاهرة العنف صفة ممقوتة تجعل المجتمع قلقا إذا ظهرت فيه، غير مستقر لا يطمئن على نفسه وماله واستقرار حياته، والعنف يشمل الكلام باللسان أو التعدي باستخدام اليد أو أي شيء آخر.ومن كلمات العنف السب والشتم والسخرية والتحقير، وكذلك استخدام اليد بالضرب، أو حتى استخدام حركة معينة في اليد المقصود بها تحقير الطرف الآخر أو السخرية منه.وللأسف الشديد كثيراً ما نسمع أو نرى أحياناً بعض النماين من هذه المعاني من حولنا، وفي مناطق الدنيا بأسرها لماذا؟ وما أسباب ذلك؟ وما الدواعي له؟أسئلة كثيرة محيرة تحتاج إلى تحليل من المتخصصين والمهتمين والمشتغلين في القضايا الاجتماعية والنفسية، وللأسف الشديد أن ظاهرة العنف زادت في هذا المجتمع الطيب، الذي يتمتع بأصالة جذوره الغائرة، ورثها الآباء عن الأجداد وورثوها لأبنائهم.فالجدير بهم أن يتشربوها ويعملوا بها ويسيروا على أثرها.عجيب؟! ما قرأناه من أرقام مرتفعة عن ظاهرة العنف حدثت على أرض هذه الديرة الطيبة، حيث جرائم القتل 260 جريمة قتل واعتداء على النفس، في ما بلغ عدد قضايا الجنايات - من حالات خطف وقبض وحجز - 124 قضية، أما حالات الاعتداء على العرض والسمعة فبلغت 93 حالة، والاعتداء على مال الغير 762 حالة، وسجلت حالات سرقة البنوك 204 قضايا و907 قضايا مخدرات وخمور، كل ذلك في النصف الأول من العام المنصرم.نماين تعذب القلب من أشكال العنف وأنواعه وصنوفه، تحدث بيننا ونشاهدها ونقرأ عنها ترى ما أسبابها؟ومن هم الذين تتلوث أيديهم باغترافها؟ ولماذا يقومون بذلك؟وإلى متى نقرأ ونسمع ونرى من دون أن نفكر في دراسة عملية، تفسر الأسباب وتشير إلى الدواعي، التي تعمل على تفشي هذه الظاهرة، وتضع حلولاً عملية تحد منها، بل تقضي عليها وأين المؤسسات المتخصصة الاجتماعية والعلمية والنفسية والثقافية، التي يهمها هذا الأمر، لأن القضايا تتفاقم وآثارها سيئة تنخر في المجتمع، وتسبب آثارا لا تحمد عقباها، ناهيك عن العنف المؤلم الذي نراه ونسمعه عبر مقاطع الفيديو المختلفة لـ«السوشيل ميديا»، وظاهرة التوحد الإلكتروني، الذي يعتبر مرضاً شديد الخطورة، قد يدمر النواحي النفسية والاجتماعية وينشر ثقافات دخيلة وعادات بعيدة وسمات خبيثة.العنف هو ألم شديد، يحس الذي يفكر في ماهيته بالألم واللوعة والخوف، إذا فكر في مظاهره التي تترى في أفق الدنيا من خطف وتحرش واعتداء وصنوف لا يمكن لليراع أن يخطها حفاظاً على الخلق، وعنف يتعرض له الأطفال في كثير من أصقاع الدنيا، من حرمان للغذاء والدواء والتعليم، ولم يزل المناضلون يناضلون من أجل القضاء على العنف.الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني الصامد والمجاهد يتعرضون إلى العنف والقتل والتشريد، وهم سائرون في نضالهم في جمعتهم الثانية والأربعين في قطاع غزة، في إطار مسيرات العودة، لن يهمهم العنف والقتل والترويع والتنكيل، يبرهنون للدنيا بأنهم سيحققون آمالهم، ويصلون إلى بغيتهم وتستقر أعينهم بإذن الله بالصمود والعمل من أجل بلوغ الغاية.ولسان حالهم:هذه أرضي أناوأبي ضحى هناوأبي قال لنامزقوا أعداءنا
مقالات
حروف باسمة
نماين
06:10 ص