في غمرة التحذيرات من احتمال انهيار الوضع المالي- الاقتصادي في لبنان وتَحَوُّل أزمته إلى نقدية في ظلّ استمرار تَعثُّر ولادة الحكومة الجديدة، طمْأن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى أن المصرف المركزي يقوم "بكل ما يلزم من أجل الحفاظ على سلامة الليرة"، كاشفاً أن "احتياطي مصرف لبنان يبلغ 40 مليار دولار ويمكن للمصارف أن تغطي 80 في المئة من التحويلات من الليرة للدولار في حال قرّر 80 في المئة من المودعين تحويل أموالهم من العملة اللبنانية الى الدولار"، ومعلناً تاليا "لستُ خائفاً على الليرة او الوضع النقدي في لبنان".

وأكد سلامة في حديث تلفزيوني "المضي في سياسة المحافظة على استقرار سعر صرف الليرة، لأن هذا من مصلحة لبنان وشعبه ومن أجل المحافظة على الاستقرار التسليفي لأن العملة إذا هوت كل الأموال تصبح قابلة للانسحاب".

وعن الهندسات المالية التي قام بها في العام 2016، لفت الى أنه "لولا هذه الهندسات لما واجهنا الأزمة الحكومية والفراغ الرئاسي وهذه العملية أتت بـ 15 مليار دولار الى المصرف المركزي"، جازما أن "المصارف لم تحقق أرباحاً كبيرة من هذه الهندسات".

وأكد ردا على سؤال "أن مصلحة شركة طيران الشرق الأوسط (ميدل ايست) تهمنا ومصلحة مصرف لبنان كمساهِم أيضاً، و(رئيس مجلس إدارتها) محمد الحوت استطاع النهوض بالشركة لتبلغ قيمتها اليوم مليار دولار".

وأوضح في سياق آخر أن "الفوائد العالمية ارتفعت في العالم 3 بالمئة وأكثر. وهي تبلغ في مصر 17 بالمئة وفي تركيا 30 بالمئة على العملات المحلية. لكن في لبنان لا تتعدى الفوائد على الليرة اللبنانية 9.25 بالمئة، ومعدّل الفوائد على الدولار على الودائع في لبنان 5.5 بالمئة ولا نأخذ في الاعتبار بعض الحالات الاستثنائية للمنافسة، فيما معدّل الحسابات المدينة 10.5 بالمئة (بالليرة) و8 بالمئة بالدولار في لبنان، ولا يوجد بلد في العالم بوضعنا والفوائد فيه بهذا المستوى".

وإذ أشار الى أن لا علاقة لمصرف لبنان بالدين العام الذي يبلغ نحو 84 مليار دولار، لفت إلى أن "المركزي" سلّف الدولة اللبنانية ما قيمته 8800 مليار دولار العام 2018، مشيراً الى أن التحويلات من الخارج بلغت 7 مليارات دولار.

وفيما اعتبر لبنان في طليعة الدول في العالم التي وظفّت أموالاً في الـ Start ups "وهذا قطاع استراتيجي للبنان"، تطرّق الى العملة الرقمية الجديدة متحدثاً عن تطور ملحوظ في مجال البحث في هذه العملة، ومتمنياً تنفيذ المرحلة الأخيرة منها في الـ2019 "كما أنه جارٍ تطوير آليات إلكترونية لموضوع "المقاصة" للشيكات في المصرف المركزي".

وإذ شدّد على أن لبنان هو الأفضل من ناحية الامتثال للمتطلّبات الأميركية وغيرها في "ملف العقوبات"، أكد سلامة أن لا خشية من تحويل أموال مؤتمر "سيدر" الى دول أخرى، وقال: "أهميّة المؤتمر كانت الإصلاحات التي وعد بها لبنان، وتخفيض العجز لا يتم بقرارات لها علاقة بترشيد النفقات إنما بتطوير الاقتصاد والنمو، وهذا ما لم يحدث في الـ2018".