«البلبل» استثنائي دائماً أينما حلّ.والاستثنائية التي يرسيها الفنان نبيل شعيل، حلّت هذه المرة مساء أول من أمس في ستوديو برنامج «عشر إلا عشر» الذي يبث على شاشة «الراي» ويقدمه الزميل وليد الجاسم، حين تم كسر الروتين هذا الأسبوع، والابتعاد عن السياسة بشكلها الثقيل، وأبحر الجاسم مع «بلبل الخليج» في حلقة طعّمها الضيف بعفويته ومرحه وصراحته التامة.وأظهرت الحلقة جوانب كثيرة في شخصية نبيل شعيل، فإلى جانب الفنان والإنسان، رأينا «بوشعيل» الضليع بالسياسة ومتاهاتها وشؤون الحياة. في البداية، أكد الجاسم أن حلقة اليوم غير، لأن نبيل شعيل غير. ومن بعد ترحيبه بضيفه، واسترجاع الذكريات في أغنية «سكة سفر» التي قدمها «بلبل الخليج» قبل 38 عاماً، انطلقت العفوية في أرجاء البرنامج، بعد أن تحدث «بوشعيل» عن آخر إصدار له، وهو ألبوم «فرق السما» قائلا: «العمل تم بجهود شباب لم يقصروا، والنجاح يُنسب إليهم جميعاً من دون تحديد اسم معين، أما الأصداء فقد كانت جيدة وفوق التوقعات وأكثر».وحول الاختلاف بين الماضي والحاضر، وتأثر الألبومات الغنائية في الغزو الإلكتروني حالياً، قال «بلبل الخليج»: «أيام الكاسيت كانت متعة، لكن لا يمكن أن نغفل عن أهمية التكنولوجيا في حياتنا، فلو لم تتابع التطور تصبح جاهلاً، وأنا أعتب على البعض كونه لا يفقه شيئاً بالتكنولوجيا رغم أهميتها، فهناك (آبديت) في الحياة لا بد من مواكبته باستمرار».وسأل الجاسم: «لماذا اسمك نبيل»، فرّد شعيل مازحاً: «ولماذا اسمك وليد»، ومن ثم نوه قائلاً: «خلال فترة معينة في تاريخ الكويت، كان الأهل يطلقون على الأبناء أسماء ثقيلة نوعاً ما، وحدثت مواكبة في زمن تم فيه تسمية سمير ووليد ونبيل، وحتى البنات في فترة تم تسميتهن بأسماء جديدة وثقيلة».وتناول الجاسم خيطاً رفيعاً من خيوط السياسة، حين سأله عن الفن والسياسة ومدى الانعكاس بينهما، وهنا تحدث بو شعيل: «في كل شيء تتواجد السياسة، حتى مع أبنائك ومع الموظفين هناك سياسة، لأنها تعني فن التعامل مع الآخرين بطريقة سلسة. ومن السياسة ألا أتعدى على حدود الآخرين، حتى الذي - أمون عليه - ينبغي ألا أتعدى حدودي معه»، مضيفاً: «نحمد الله على نعمة الديموقراطية في بلادنا، والتي منحتنا فرصة اختيار النواب بأصواتنا، لكن البعض يُفضل التصويت للمرشحين من أبناء القبيلة أو من الأصدقاء والأقرباء، والحقيقة أنه لا بد أن نختار الأفضل أياً كان». واستطرد: «التكتل شيء جميل، ولكن ينبغي عدم اختيار مرشحينا لأجل تخليص المعاملات». ولفت إلى أنه مع الصوت الواحد، مشدداً على أنه دأب في يوم الاقتراع على الدخول إلى مقر الانتخابات من الباب الخلفي، متابعاً: «هل تعلم أنني أذهب منذ الصباح الباكر وأنا أحمل جنسيتي وأعرف من سأختار! ويلفتون نظري الذين يراقبون يدك وقت التصويت وأنت تضع العلامة عند الاسم الذي تختاره، وكل شخص هنا يخمن من سأختار، وأنا اتظاهر بوضع علامة (صح) على أول اسم، حتى أصل إلى الاسم الذي أريده، علماً أنني أنتخب في الدائرة الثالثة».وحين أكمل معه الجاسم عن الانتخابات والدائرة الثالثة، وإن كان مع التصويت للمرأة أو ضدها، أجاب بوشعيل ممازحاً: «قد تكون المرأة أفضل من الرجل برلمانياً، عدا أن البعض منهن، فيهن (عسارة)، ولا بد أن يكون من في هذا المجال سلساً». واستطرد «أقول وأنصح، في الانتخابات التكميلية اختاروا الصح».الحببعدها، أدار الجاسم دفة الحوار إلى مكان آخر وسأل ضيفه بطرافة «كم مرة عشقت»، ليرد «بلبل الخليج»: «القلب أخضر، وما زلت، ولكن الحب بشكل عام يختلف في الصغر، كحب بنت الجيران مثلاً أو من الأهل ومن المحيطين بك، وهذا شيء طبيعي. ثم هناك حب يختلف في وقت الشهرة»، لافتاً إلى أن «الحب في السابق كان عذرياً وفيه نظافة، لأن الهدف واحد. فالحب في السابق محترم وتخاف عليها وفي الأخير هذا لأجل أن تكون زوجتك. لكن الآن الله يستر علينا، وقد تكون هناك ثقافة جديدة في الحب لا أفهمها، وحدث مرة موقف أمامي، سألت زوجتي هذا هو الحب! وما حدث حصل أمام الناس».وحين عرجا نحو «السوشيال ميديا»، أكدا معا أن البعض أصبح مستعداً للظهور بأي طريقة لكسب المزيد من المتابعين، وهنا علّق «بوشعيل»: «لا بد من استغلال السوشيال ميديا بشيء جيد. التصوير من الخلف قلة حياء وعيب، ومثل هذه الصور تؤثر على عيالنا، وهي أمور دخيلة ليست من ديننا ولا من عاداتنا».وفي ما يتعلق بالانضباط الملحوظ عبر صفحته الشخصية بـ«السوشيال ميديا» - كما قال الجاسم - أجاب شعيل: «بل حتى إن (الفلورز) لديّ قليلون على عكس البعض، لأني أريد متابعين حقيقيين، ولا أطمح إلى الزيادة، لأن هذا شيء تكميلي وليس أساسياً». واستدرك قائلاً: «لكن عتبي على البعض الذين يشجعون أصحاب بعض المواقع في ما يقدمونه من أشياء لا تفيد المتلقي»، منوهاً إلى أنه لا يحب الاستثمار من خلال حسابه الشخصي، «وحتى صوري التي يتم تصميمها ويضعون عليها التعليقات لا أستثمرها. أما بالنسبة إلى الدعاية التي صورتها مع الغالي خالد الملا، فقد جاءت من باب الطرفة، وطبعاً كان يوماً جميلاً مع الملا (ملك الظرافة)». وبيّن أنه من بعد الإعلان السالف ذكره، تلقى عروضاً عدة لعمل إعلانات أخرى، لكنه لا يود فتح الباب في هذا المجال، وفقاً لتعبيره.وتحدث نبيل شعيل عن حبه لـ«الكابات» والقبعات بشكل عام والماركات التي يُفضلها، حيث قال: «أفضل نوعية معينة من القبعات لإحدى الماركات العالمية المعروفة التي تصدر لونين فقط من المنتج ذاته، وحدث أنني ارتديت ذات يوم قبعة تبلغ قيمتها قرابة 70 أو 80 ديناراً، إلا أن شاباً كان قد مرّ بجانبي بالصدفة وعلّق عن الكاب الذي ارتديه قائلاً: (أليس عندك غير هذا الكاب الذي تضعه على رأسك في كل مرة)، لكنني لم أعبأ بكلامه، والتفتّ إلى زوجتي فقلت لها (شعلي منه)، وبالمناسبة فقد جاءتني طلبية من أنور الخرافي عبارة خمسة ألوان جديدة من القبعات مع الحماية، وهي من الماركة نفسها».ولفت شعيل إلى مشروعاته التجارية في السابق، كاشفاً عن أنه كانت لديه شركة متخصصة بالمجال الفني، «ولكن صفينا الشركة، وكان لدي استديو، غير أن كثرة الاستوديوات حالياً أسهمت في هبوط أسعار الأجهزة والمعدات».وذهب الجاسم برفقة ضيفه إلى ما لذ وطاب في عالم الطبخ، إذ دارت بينهما أحاديث متنوعة عن كيفية الإعداد لبعض الأكلات، وهنا تحدث شعيل موجهاً كلامه للجاسم: «كنت أتابعك وأنت تطهو وأحياناً كنت أفكر بالاتصال بك حين أشاهد طبخاتك، فأنا أحب الطبخ خصوصاً إذا كنت خارج الكويت، حيث تعودت الطبخ بالشقة التي أسكنها في تركيا، أطبخ فيها كل أنواع العيوش، مثل عيش وطماط مع البطاط ثم أضع اللحم، وفي إحدى المرات قررت عمل مقلوبة بالقباقب، كما أجيد عمل دقوس الصبار إلى جانب الإجار (المخللات)».العين والحسدوعن خوفه من العين والحسد، علّق قائلاً: «لا شك أنني أخاف من فزة القلب، وهذا أمر بديهي للغاية، فأحياناً يفز قلبك على ابنك وأحبابك، لكنني لا أؤمن كثيراً بهذه الأمور لإيماني بالله سبحانه وتعالى، وبه أستعين في كل شؤون الحياة، فإذا كنت مواظباً على الصلاة والصدق فلا تخف من أي شيء، ونصيحتي لكل شخص أن يكون صادقاً في حياته».وبسؤاله عن عدم رغبته دائماً في تقديم الوصلة الأخيرة من الحفل، خصوصاً إذا شاركه مطربون آخرون، ردّ بوشعيل متسائلاً: «من قال إن آخر مطرب يغني هو الأهم؟». وأجاب: «لا أريد أن أكون آخر من يغني في الحفل لأسبابي الخاصة، لاسيما أنه يعتريني شعور بالملل إذا ما جلست طويلاً في قاعة الانتظار، كما لو أنني جالس على أعصابي. كما أن الجمهور نفسه قد ينال منه التعب خلال جلوسه بالمدرجات لفترات طويلة، فهناك فتيات لا يستطعن التأخر عن بيوتهن، فكلما تأخر الوقت زاد قلق الآباء والأمهات عليهن. لذلك، تجدونني أحاول الانتهاء في وقت مبكر، فلا أحب الاستمرار في الغناء حتى صلاة الفجر». واستذكر إحدى حفلاته السابقة في مصر، حيث أبلغ متعهد الحفل بألا تتأخر وصلته حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، إلا أن وصلته تأخرت بالفعل «ودخلت قبل الأذان بقليل، فقلت لأحدهم إذا حان موعد الصلاة (أشّر) لي بيدك لأخرج على الفور، وهذا ما حدث، إذ قدمت أغنيتين فقط ثم صعدت إلى غرفتي، ومن بعدها لم أحيِ حفلات في مصر».وحول مدى صدقه وتقربه إلى لله، قال: «الدين بالفطرة، أما الفن فليس له علاقة بالصلاة وعبادة الله، فأنا أعبد ربي لنفسي وليس للناس». وتابع: «شخصياً أقرأ الكتب الإسلامية باستمرار، وفي إحدى حملات الحج التي شاركت فيها، جرت مسابقات ونقاشات عدة، وكنت أجيب على كل سؤال، أما بعض الموجودين معنا في الحافلة كانت معلوماتهم (ميح) حتى إنه حين سأل الشيخ خلال المسابقة عن عدد الأنبياء الوارد ذكرهم في القرآن الكريم وهم 25 نبياً، لم يجب الكثير من - حديثي العهد - على هذا السؤال، إلى درجة أن أحدهم ذكر أن الصحابي مصعب بن عمير من ضمن الأنبياء! والله يهدي الجميع. غير أن الشيخ معنا قال لي ولشخص معي وإلى فتاة أنتم لا تجيبوا لأنكم (شطار)، وفي نهاية المسابقة حصلنا على الجوائز».تسجيل القرآنوتطرق «بلبل الخليج» خلال الحلقة إلى تسجيله للقرآن الكريم بصوته، وبالتحديد لسورة «الرحمن»، معلقاً: «تم ذلك من دون ترتيب مسبق، حيث كنت مدعواً على العشاء مع الصديق العزيز الشيخ مشاري العفاسي، وقد دعاني للجلوس في الاستديو، واخترت سورة (الرحمن) كي أقوم بترتيلها كونها تحمل معاني جميلة، ولم أغنِ بل سجلت بصوتي وبشكل طبيعي للغاية، إلا أنه حدثت ضجة وردود أفعال متباينة، فهناك من أثنوا عليّ ودعوا لي - جزاهم الله خيراً- وفي ناس هاجموني على بالهم الدين فقط لهم، حتى إن أحد شيوخ الدين أثنى عليّ فهاجموه». واسترسل: «أنا مسلم وأمي وأبوي مسلمان، وكتاب الله كتاب لكل مسلم، والله هو من يضع التوافيق في نهاية الأمر». وتساءل: «كيف تعرف أن الله راضٍ عنك؟»، ليجيب: «عندما يوفقك ويستر عليك، والله هو ييسر لك أمورك. مثلاً، وللمرة الأولى أقولها، خضعت لعملية صعبة جداً حيث ذهبت إلى الدكتور وكان بي شلل، بسبب عوار الوتر بظهري، إلا أن الله سخّر لي الدكاترة، عسى الله أن يُلطف بنا وبالجميع».وفي فقرة الختام، تم عرض فيديو لنبيل مع المطربة شيرين عبدالوهاب خلال بروفات لإحدى الحفلات التي جمعتهما معاً، حيث وصفه مقدم البرنامج وليد الجاسم بأنه «سلطنة في الغناء»، في حين علّق نبيل على الفيديو أنه صادف شيرين قبل أن يبدأ بروفته وغنّى معها، مؤكداً أن عبدالوهاب تمتلك صوتاً فنياً.يُذكر أن برنامج «عشر إلا عشر» من تقديم وليد الجاسم إلى جانب مجموعة من المذيعين الشباب، بينهم راشد الهلفي وريم النجم، وهو من إعداد سعود النبهان وعلي شويطر وفوزي محمد ومروة رضا وإخراج فهد عبدالله، حيث يتناول أحداث الساعة في الشارع الكويتي.مداخلاتالبناي والمهناخلال الحلقة عُرض تقرير مسجل للشاعر القدير عبداللطيف البناي، بعد نيله جائزة الدولة التشجيعية، حيث قال: «أحيي الأستاذ وليد الجاسم وهو القريب مني دائماً، وأقرأ له مقالاته في الصحف، كما أمسي على رفيق دربي نبيل شعيل، وأدعو الله أن يمده بالصحة والعافية كي يمدنا بما يقدمه من فن جميل».ومضى البناي يقول: «طبعاً دُهشت وسُعدت حين كلمني الشاعر بندر المطيري ليزفّ لي خبر حصولي على جائزة الدولة التشجيعية، وأشكر كل من رشحني على ذلك، والشكر موصول إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب». وأردف: «أما نبيل، فلازلت أتذكر ما قاله لي صديقي الراحل راشد الخضر عن هذا الفنان الشاب في بداياته، بعد أن أعطاه أغنية (سكة سفر) وتوفق بها»، مؤكداً أن لصوت «بلبل الخليج» خامة طربية جميلة، وقد اعتمد منذ الاستهلال على موهبته واختياراته الجيدة، فلم يقدم إلا العمل الجميل.ولفت إلى أن العمل مع بوشعيل متعب «كونه يناقش كثيراً بأدق التفاصيل، وقد شاركني في عدد من الأغنيات، بينها (الحب الصدوقي) وغيرها، وهو إنسان خلوق للغاية، كما أن معظم الأغاني التي تغنى بها من أشعاري كانت في حب الوطن، ولا أنسى موقفه معي، حين كانت ابنتي تستعد لأمور الزواج ورآها في محل آلات موسيقية فتكفل بكل شيء بنفسه لأجل يوم عرسها»، مختتماً: «أتمنى تواجدك في يوم تكريمي في شهر مارس بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي».بعدها علّق شعيل على التقرير، بقوله: «الكلام الذي قلته كبير بحقي، وأنت من احتضنتني وعلمتني ووجهتني كما وجهت غيري، ووقف معي في أول المشوار، وسأحضر يوم تكريمك على مدار يومين، وأُشهّد الناس على كلامي». كما تلقى بوشعيل مداخلة هاتفية من الفنان القدير يوسف المهنا، الذي عبّر في مستهل كلامه عن حبه وإعجابه بنبيل الفنان والإنسان، قائلاً: «طبعاً الأخ نبيل من الأصوات المميزة في الكويت والخليج والوطن العربي بأسره، ويمتلك أداء مميزاً وإحساساً مرهفاً، وقد عملت معه في الجانب الوطني والديني وأغاني المناسبات، لكننا لم نتعاون في عمل عاطفي». وأضاف: «هو فنان مميز في اختياراته، فمنذ مطلع الثمانينات وحتى يومنا هذا ظل نجماً في سماء الأغنية الكويتية، وكذلك الفنانة نوال، إلى جانب أصوات أخرى من الجيل الحالي، إلا أن المشكلة التي تواجهها هذه الأصوات الجديدة تكمن في عدم تبنيها من ناحية الإنتاج»، ملمحاً إلى أصوات أخرى مميزة لكنها اختفت من دون أن يذكرها، مؤكداً أن وزارة الإعلام لا تزال تكلّف الفنان بخمس أغانٍ سنوياً.