لم تشذ قرعة دور الـ16 لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للموسم الراهن عن سابقاتها، وذلك لجهة إيقاعها لعدد من «الضحايا المفترضين»، نتيجة كرات تخضع لاختيار «عابر» من هذا الضيف أو ذاك.صحيح أن القرعة تقضي على شكوك التلاعب إذ تخضع لعدسة مئات الكاميرات التي تبث تفاصيلها إلى دول العالم أجمع وتقام أمام ضيوف وممثلين للأندية، غير ان الاستسلام لهذا الواقع «الساذج» وعدم الإتيان باقتراح يكشف انتفاء العدالة في القرعة، يفرضان أكثر من سؤال على طاولة الاتحاد الاوروبي للعبة.من المسلّم به أن القرعة باتت تكتسي عباءة «أكبر» مما كان عليه الحال في الماضي، بمعنى أنها تحولت الى «مناسبة» أو فلنقل احتفالية، في وقت يتوجب أن يتم الاحتفال في الملاعب حصراً، أي في المباريات، أصل وفصل اللعبة.لا يجدر أن تأخذ القرعة أكثر من حقها، لدرجة أنه من الأفضل أن تُلغى ويجري الاستعاضة عنها بآلية أخرى لتحديد أطراف المباريات.وعندما تقع العينان على مواجهة بين بايرن ميونيخ الالماني وليفربول الانكليزي، وأخرى بين بورتو البرتغالي وروما الإيطالي، فإن انقساماً حاداً يفرض نفسه ما بين من يسلّم بالواقع ومن ينتفض عليه.إلى متى ستبقى الأندية الكبرى خاضعة لقرعة من شأنها أن تهدد استمرارها في بطولة ضخمة مثل دوري أبطال أوروبا؟ وهل سيسعد بايرن ميونيخ أو ليفربول بالخروج «مبكراً» من مسابقة تعتبر بمثابة المعيار لتحديد قدرات النادي ومستواه؟ وهل يعني خروج ليفربول مثلاً واستمرار بورتو بأن الفريق البرتغالي أقوى وأفضل من الفريق الإنكليزي؟ ثمة حاجة إلى «صرخة» تطلقها الأندية الكبرى لـ«فرض منطق ما» على الأدوار الإقصائية.هناك تصنيف للأندية صادر عن الاتحاد الأوروبي. هذا التصنيف مبني على بيانات وأرقام ونتائج مباريات، وهو من في ضوئه توزَّع الأندية على مستويات.والسؤال الذي يفرض نفسه: لمِ لا يُصار الى اعتماد التصنيف في قرعة الأدوار الإقصائية مضافاً إليه نتائج الفرق في دور المجموعات؟ثمة 16 فريقاً في الدور ثمن النهائي، ولكل فريق تصنيف. وبناءً عليه، يلعب الأعلى تصنيفاً مع الأقل تصنيفاً، وصاحب المركز الثاني في التصنيف مع صاحب المركز قبل الأخير فيه، وهكذا دوليك. هي آلية بسيطة جداً ومن شأنها أن تحفز الفرق أكثر وأكثر في دور المجموعات.ولمن يعتبر بأنّ المسألة تقتل المنافسة، ثمة إجابة جاهزة: ألا يعتبر خروج ليفربول أو بايرن ميونيخ «قاتلاً» للمنافسات أيضاً؟يوفنتوس الإيطالي يواجه أتلتيكو مدريد الإسباني. بالتأكيد، لا يستحق أي منهما الخروج مبكراً من المسابقة الأوروبية الأم. وإذا حصل وودع فريق «السيدة العجوز» من دور الـ16، هو من بذل الكثير في سبيل التتويج باللقب في المواسم القليلة الماضية، فما عليه سوى إلقاء اللوم على نفسه، وعلى قرعة غير عادلة تضع هذا في مواجهة ذاك من دون الأخذ في الاعتبار أي معيار مقنع.وإذا كان برشلونة الاسباني ينعم بقرعة أوقعته في مواجهة ليون الفرنسي، وكذلك الحال بالنسبة الى مانشستر سيتي الانكليزي الذي يلتقي شالكه الالماني، وريال مدريد الاسباني المرشح على الورق لتجاوز اياكس أمستردام الهولندي، وحتى باريس سان جرمان الفرنسي الذي يملك حظوظاً أكبر من مانشستر يونايتد الانكليزي الذي يعيش موسماً للنسيان، فأين العدل والمنطق في مباراتي بايرن مع ليفربول، ويوفنتوس مع أتلتيكو مدريد؟قد يكون اللقاء الوحيد «العادل» ذاك الذي يجمع بين بوروسيا دورتموند الالماني وتوتنهام الانكليزي.بعيداً عن دوري الأبطال، حظي تعيين مانشستر يونايتد للنروجي أولي غونار سولسكاير، مدرباً للفريق خلفاً للبرتغالي المقال جوزيه مورينيو، باهتمام بالغ.صحيح أن سولسكاير يعتبر أحد نجوم الحقبة الذهبية لمدربه السابق الاسكتلندي أليكس فيرغوسون، غير أن قرار تعيينه يفتقد الى بعد نظر، إذ لا يعتبر بمثابة تخطيط لـ «انطلاقة جديدة» ولا حتى يمنح «طمأنينة آنية» نظراً الى السجل المتواضع للنروجي على دكة المدربين.ويحتل «الشياطين الحمر»، اليوم، المركز السادس في الدوري الممتاز، بعيدا بفارق 19 نقطة عن ليفربول المتصدر بعد 17 مرحلة، وذلك في أسوأ بداية له في المسابقة منذ 1990.سولسكاير بدا عاطفياً في بيان لفريقه القديم-الجديد عندما قال: «مانشستر يونايتد في قلبي والعودة بهذا الدور أمر رائع. أتطلع قدما للعمل مع التشكيلة الموهوبة التي لدينا، الجهاز الفني، وكل من في النادي»، بيد أن «يونايتد»، اليوم، لا يحتاج الى عاطفة بل الى صرامة لوضع الأمور في نصابها داخل كيان تزعزع بفعل الصراعات الداخلية بين المدرب ومعظم اللاعبين، وأبرزهم الفرنسي بول بوغبا.وماذا يعني أن يتغنى نائب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي إد وودوورد عندما يعتبر سولسكاير «أسطورة في النادي ويتمتع بخبرة هائلة، أكان على أرض الملعب أو في المهام التدريبية»؟«يونايتد» يحتاج الى مدرب «متطرف ومجنون» مثل الإيطالي أنتوني كونتي الذي لا يرحم، خصوصاً وأن الفريق بات في منتصف موسم المنافسات، ويحتاج الى «صاعق» وليس الى مضمّد جراح.أبرز محطة في مسيرة سولسكاير تمثلت في تسجيله هدف الفوز على بايرن ميونيخ (2-1) في الوقت بدل الضائع من المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا للموسم 1998-1999، وهو يعتبر على نطاق واسع من أبرز اللاعبين البدلاء في تاريخ كرة القدم نظراً الى مردوده الإيجابي في كل مرة كان يجري الزج به، وتحديداً في عهد فيرغوسون.ويبقى سؤال: هل ينجح سولسكاير في نقل نجاحه كـ «لاعب بديل» في مانشستر يونايتد الى نجاح كـ «مدرب بديل» في النادي ذاته؟
رياضة - رياضة أجنبية
لمَ يتوجّب على بايرن ميونيخ وليفربول دفع الثمن؟ ... «والبديل الناجح» تطارد سولسكاير
03:29 م