يتذمر البعض من خلو البلاد من أي مظاهر للأعياد والفرح وعدم وضع أي شجرة ميلاد في المجمعات والكافيهات والمطاعم بسبب سياسة المنع والقمع وإقصاء الآخر، وعدم تسامح الأديان التي ننتهجها. علماً بأن الكريسماس ليس مسيحياً بل إنساني... وكثير من الدول الإسلامية - كبعض دول الخليج ومصر وغيرها - تحتفل بالمناسبة وتضع الزينة وشجرة الميلاد، في الأماكن العامة وبعض المطاعم والمقاهي. وهناك حفلات رأس السنة الميلادية أيضا، وهو ليس ضد الدين الإسلامي، بل تعزيز له لمبادئه والأخلاق التي يدعو إليها كحب الآخر والمشاركة والتسامح. دين بلا تسامح ليس بدين.ويتساءل هؤلاء: لماذا علينا شراء تذكرة وحجز فنادق وإنفاق ميزانية لمعايشة جو احتفالي جميل، ومشاركة احتفالات الأعياد ورؤية بهجة الزينة وأضواء شجرة الميلاد؟لماذا لا يمكننا اختبار ذلك في بلادنا خصوصاً مع وجود ملايين الجاليات من أديان مخالفة أخرى؟أين الإنسانية والتسامح في بلد الإنسانية، أم أننا شعارات نظرية بلا تطبيق؟ وأي رسالة نرسلها لأولادنا حين نخبرهم بأمر ونفعل غيره... وحين ندرسهم ونعلمهم أموراً ونفعل غيرها. هل نعلمهم النفاق والازدواجية عمداً؟مَنْ الذي بيده هذه القرارات، ومَنْ الذي يملي علينا كيف نعيش وبماذا نحس ونفكر، ومَنْ الذي منحه صلاحية فرض مزاجه علينا واختياره لنا أعيادنا ومناسباتنا ومتى نحتفل وكيف نفرح؟مَنْ الذي يخبرنا كيف نعلم أولادنا القدوة والأخلاق، ومتى نقدم لهم نموذجا حيا للتسامح والمحبة.ومضة:حين تشم الغابة رائحة الصيادتنادي أشجارها. تجمع طيورها. السناجب والفراشاتتفتح ذراعيها للورد والغزلان وكافة النباتاتمسرعة وبحذر، على أطراف اصابعهاتجمع كل بحيرة وكهف ومغارة وبستانلكنها لا تعلم أنها بعد أن جمعت كل أولادهاكانت في فك الصياد. في فوهة بندقيتهوقد فات الأوان.