ضمن فعالية «حديث الإثنين» التي تقام أسبوعياً في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، احتضنت القاعة المستديرة - أول من أمس - خريج المعهد العالي للفنون المسرحية الناقد المسرحي بدر محارب، ومؤسس فرقة الجيل الواعي الفنان والمخرج المسرحي عصام الكاظمي، في حين أدار الندوة جاسم المقامس. ودار الحديث حول وظيفة المسرح في الكويت من العصر الذهبي وحتى يومنا هذا، وما شكله من قيمة تاريخية تجتاز الترفيه، حيث قدمت لنا الأعمال المسرحية وقتذاك نظرة ثاقبة في السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. ورغم عودة ظهور الإنتاج الثقافي من قبل المؤسسات والمنشآت الجديدة في الكويت، غير أن المسرح ظل محصوراً في عالم الماضي والحنين إليه. وقد تناول ضيفا الندوة النقاشية، طبيعة العلاقات بين المخرج والمنتج، وبين الجمهور والنجوم، ومدى تأثيرها على النص. أيضاً، تطرق محارب والكاظمي إلى دعم المسرح والعلاقة بين المسرح الوطني والإعلام، والقطاعات الخاصة والحكومية، إلى جانب الوعي المسرحي على المستويين الفني والاجتماعي، بالإضافة إلى دور المسرح في بناء المجتمع.بدوره، أضاء محارب على تاريخ نشأة المسرح في الكويت منذ نشأته على يد المخرج المصري زكي طليمات الذي وضع النواة المسرحية الكويتية، لافتاً إلى نمو هذه النواة لتثمر حركة مسرحية فنية خلاقة ومبدعة، ومهتمة بقضايا مجتمعها والمجتمعات المحيطة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، مروراً بتغير المسرح عبر الثمانينات والتسعينات، وصولاً إلى ما يسمى المسرح التجاري.كما استعرض بعض الظواهر التي مر بها المسرح الكويتي من تغير الأهداف ونوعية الجمهور وغيرها، مشدداً على أهمية وجود شخصيات متخصصة بالمسرح في الجهات المعنية، تعي ما يحتاجه المسرح وتشجع رسالته السامية في المجتمع.من ناحيته، تناول مؤسس فرقة الجيل الواعي المسرحية الفنان عصام الكاظمي قضية دعم المسرح والعلاقة بين المسرح والجهات المعنية والقطاعات الخاصة والحكومية.وكشف الكاظمي عن كفاءات شبابية تقدم كل ما يحتاجه المسرح من نص أو إخراج أو تمثيل أو جوانب فنية، موضحاً أن الدعم المادي للإنتاج المسرحي يقف عائقاً أمام كفاءاتهم وقدراتهم، خصوصاً مع ارتفاع سقف ذائقة الجمهور الذي أصبح مطلعاً على كل جديد في عالم المسرح خارج الكويت.