الأمل فسحة جميلة يجعل الحياة ناظرة ممتلئة بالإقدام، ولولا فسحة الأمل لكانت الحياة ضيّقة، فالأمل هو الذي يجعل الانسان يعمل ويكد ويسعى ويفكر من أجل بلوغه، وإن الذين يساعدون الآخرين على بلوغ آمالهم سينالون خيراً كثيراً، وكلما قلت القدرة وضعف الاستعداد فإن الانسان الذي يعاني من ذلك يحتاج الى مزيد من العناية لفسح المجال أمامه، من أجل تحقيق الأمل، لذلك فقد عنيت الأمم المتحدة بالاهتمام بأصحاب الاعاقة، وأقرت يوماً عالمياً للعناية بهم، وهو الثالث من ديسمبر من كل عام منذ عام 1992، لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، يهدف هذا اليوم إلى زيادة الفهم لقضايا الإعاقة ودعم التصاميم الصديقة للجميع، من أجل ضمان حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة.وقد وضعت المنظمة العالمية شعاراً لهذا العام... هو تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في مجتمعاتهم، حقاً إنه لعنوان جميل يفتح مجالات عديدة في مضمار الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة، رغم ما يعاني بعضهم من صعوبات وعقبات وحواجز في مجالات متعددة في أصقاع مختلفة من العالم، إلا أن هذه الديرة الطيبة اهتمت بأبنائها من ذوي الاحتياجات الخاصة منذ الخمسينات من القرن الماضي، حيث افتتح معهد النور لتعليم المبصرين وشمّر الأستاذ عبدالعزيز الشاهين - يرحمه الله - عن سواعد الجد في شحذ الهمم من أجل رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى تطورت أساليب التعليم، لتمكين أصحاب الإعاقة وفتح الأمل أمامهم، ففتح مجمع التربية الخاصة بمدارسه المختلفة، لإعانة أصحاب الإعاقة في تنشئتهم وتعليمهم وتأهيلهم، حتى يشقوا مضمار الحياة بقوة واقتدار، ثم أتى ميلاد ثان للتربية الخاصة، حيث استكمل هذه المسيرة الاستاذ محمد حمد الحميدي - أمد الله في عمره - الذي تولى إدارة التربية الخاصة بعد ذلك، فشمّر عن ساعدي الجد ونظمت كثير من القضايا التربوية لأصحاب الإعاقة، وشكلت اللجان ونظم قبول الطلاب، ووضعت اللوائح الخاصة بذلك، وشكلت اللجان الخاصة بتطوير المناهج وتحديد القدرات المهنية، واختيار المهن التي تتفق مع سوق العمل ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع.طرق كثيرة وسبل مختلفة لتمكين أصحاب الاعاقة في هذه الديرة الطيبة، وإني لأتذكر الجهد الكبير الذي قامت به الاستاذة سعاد إبراهيم الفارس مديرة إدارة التربية الخاصة سابقاً. اللجنة التي أسستها لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع. ولم تزل أم محمد تبذل جهوداً مخلصة إلى يومنا هذا من أجل السعي في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع.ومما يؤكد على ان هذه الديرة تهتم بإيجاد الأمل أمام هؤلاء الأحبة، هو صدور قانونين في هذا المجال أولهما: قانون رقم (49) لسنة 1996 بشأن رعاية المعاقين.والآخر: قانون رقم (8) لسنة 2010 بشأن حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة، ولم تزل الجهود تبذل والأنشطة تتوالى في مجال القطاعين الحكومي والخاص، من أجل الاهتمام بأصحاب الإعاقة في المجالات التعليمية والاجتماعية والنفسية والصحية، وفتح الأمل لهم وتنمية قدراتهم وإبراز استعداداتهم، وتوضيح مواهبهم حتى يشقوا طريقهم بأمل واقتدار.ولم نزل بحاجة الى جهود حثيثة وأفكار طيبة وأيادٍ خيّرة من أجل تنمية هذا المضمار، والعمل على تمكين أصحاب الإعاقة ودمجهم في المجتمع والاهتمام بنواحيهم التعليمية والتأهيلية.فليجتهد المجتهدون في وزارة التربية ولجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد في مجلس الأمة، من أجل الاهتمام بالقضايا التربوية والتعليمية لأصحاب الإعاقة.وليتأمل الذين يختطفون الأمل من أمام أصحاب الاعاقة، ويدّعون الإعاقة لينهبوا حقوقهم، ويتمنوا الإعاقة وهم أصحاء.فليتقوا الله وليبارك الكريم في قدرات جميع أصحاب الإعاقة، حتى يفتح الأمل أمامهم، ليحققوا كل ما يصبون إليه ويحصلوا على جوائز عالمية في مضامير مختلفة، ليثبتوا للعالم بأنهم متألقون دائماً، بما حباهم الله من خير وإمكانية وقدرة، قد يعجز عنها الكثيرون.أمل أنتم يا أملفاجتهدوا نحو العملالعيش مملوء أملفحققوه يا أمل