أرجعت الأستاذ المساعد بقسم العلوم في كلية التربية الاساسية الدكتورة جنان الحربي، غزو الذباب للبيوت بشكل غير طبيعي، في الفترة الأخيرة، إلى موجة الأمطار التي جرفت التربة وجرفت معها المخلفات العضوية الموجودة بمحتوياتها من شرانق الذباب الكامنة، والمفترض أن تكون في مرحلة الكمون بسبب بداية فصل الشتاء في الكويت.وقالت الحربي، الحاصلة على الدكتوراه من الكلية الملكية البريطانية، في تصريح لـ«الراي»، إن «الأمطار التي جرفت الشرانق عملت على تجمعها في أماكن معينة ومناطق محدودة بأعداد كبيرة جداً وغير طبيعية أو متوقعة، وبسبب ارتفاع الرطوبة والاعتدال البسيط في درجات الحرارة مباشرة بعد فترة الأمطار، خرجت الشرنقة من فترة الكمون وتحولت إلى حشرة كاملة فانتشرت بكثافة»، مشيرة إلى أن «وجود هذا العدد الهائل المتجمع من الحشرات تزامن مع موسم الصفري وهو موسم التكاثر».واضافت ان «هناك سبباً آخر لانتشار الذباب، هو تعفّن وتحلل الكثير من المخلفات البشرية من أطعمة ونفايات بسبب الأمطار والرطوبة العالية المصاحبة لها، الأمر الذي رفع من مستوى المواد العضوية المتكونة، وهي عنصر مهم في تغذية جميع مراحل هذه الحشرة. فالغذاء الوافر، مع الارتفاع اللاحق في درجة الحرارة بعد نزول الأمطار، وفّر بيئة خصبة غير اعتيادية لتكاثر ونمو هذه الحشرة بسرعة أكبر، وهذا باعتقادي التفسير العلمي لهذه الظاهرة».وحذرت الحربي «من هذه الحشرة ومحاولة التخلص منها عن طريق أجهزة الصواعق الكهربائية والمبيدات وتغطية الأطعمة. فقد أثبتت الدراسات العلمية - وأنا أعمل على أحد الأبحاث حالياً المتعلقة بها - أن هذه الحشرة ضارة جداً بالرغم من فائدتها كغذاء لبعض الكائنات، لأنها تنقل ميكانيكياً الميكروبات والجراثيم بسبب طبيعة حياتها ووجودها في القمامة والمخلفات البشرية، وممكن أن تتسبب في العدوى فيجب ألا نتهاون بالتعامل مع هذه الحشرة».وبيّنت أن «هذه الذبابة المنتشرة في الكويت تسمى ذبابة المنزل، وتتميز بدورة حياة قصيرة من 15 الى 25 يوماً، وبإمكانها أن تعيش 28 يوماً (نحو 4 أسابيع) أو أكثر بقليل حسب المؤثرات الخارجية خصوصاً المناخية، كما أنها تستطيع أن تعيش من دون غذاء لمدة لا تزيد على 3 أيام». وأشارت إلى ان «ذبابة المنزل تمتاز بدورة حياة كاملة تبدأ بالبيض ثم اليرقة ثم الشرنقة. وتضع خلالها ما بين 5 و6 أكياس بيض في كل منها 100-150 بيضة. أما الفترة الزمنية التي تستغرقها من الشرنقة إلى ذبابة كاملة هي ما بين 4 و6 أيام، وترتكز هذه الفترة على الطقس والأمطار ودرجة الحرارة، فالحرارة هي الترمومتر المنظم والأساسي في توقيت مراحل دورة حياة هذه الحشرة». وأوضحت أن «درجات الحرارة العالية تقتل الذبابة المنزلية والبرودة العالية تدخلها في فترة البيات الشتوي. وأنثى الذبابة لها قدرة على وضع البيض بعد ساعة من خروجها»، مبينة ان «ذبابة المنزل من الكائنات ذات الدم البارد فدرجة الحرارة التي تزيد على 35 درجة مئوية، ممكن أن تقلل من تكاثرها وتحد من نموها. ففي فترة الصيف وتحت درجات الحرارة العالية تتوقف هذه الحشرة عن النمو، ومع بداية الشتاء تتوقف عن النمو وتدخل في مرحلة البيات الشتوي وتكون على هيئة شرنقة كامنة. وخلال فترة الكمون يقل نشاط الأعضاء الداخلية (معدل الحرق) وتكتفي بمستوى منخفض من التنفس إلى أن ترتفع درجات الحرارة ويدخل الربيع فتنشط وتتحول إلى حشرة كاملة».
محليات
لا تعيش أكثر من 4 أسابيع وتنقل ميكانيكياً الميكروبات والجراثيم
ذبابة المنزل «الغازية» حياتها قصيرة... لكنها خطيرة!
جنان الحربي
08:43 م