إلى «بتايا» وإن عزّ السفر...لؤلؤة تايلند، والوجهة المفضلة عند الكثيرين من الكويتيين والعرب الذين اتخذها البعض منهم محل إقامة دائمة أو شبهها، وبعضهم استثمر هناك وافتتح محلات متنوعة تؤمن لهم سبيل المعيشة ويزيد.والزائر الى «بتايا» تطالعه الوجوه الشرق أوسطية، ولا يستعصي عليه معرفة مواطن هؤلاء حتى قبل أن يتكلموا وتفصح اللهجة عن الموطن. وبين وجه وآخر تقلّب في العيون حكايات، قبل أن تسرد على مسمعيك. هذا هارب من مشكلة عائلية، وآخر طلّق زوجته أو انها طلقته، فحوّل راتبه التقاعدي الى «بتايا» واتخذ منها مستقرا، يقول انه يؤمن له الراحة النفسية، حتى أنه ودّع بعض الأمراض واستغنى عن عصاه التي كان يتوكأ عليها.تطل على «حي العرب» فتطل عليك حكايات وروايات، يقصها عليك أصحابها، ومن الكويت تحديدا من أطلق عليه لقب «عمدة بتايا»، لكثرة معرفته بها وبالقوانين التايلندية، حتى انه بات مرشدا لمن يزورها من العرب، خصوصا للمرة الاولى، يقدم له النصح والإرشاد والمشورة، ليجنبه مخالفة القانون او الوقوع فريسة للمبتزين.هناك، تعددت أسباب «الهجرة» إلى ذلك المكان، وتنوعت روايات الحياة فيها، كل يدلي بها كما يحب أو كما يعيش، وربما بلا رتوش.«بومحمد» مواطن متقاعد شارف على الـ65 عاما، اكد ان «أم العيال» طلبت الطلاق واستولت على نصف البيت مع الاولاد، واقتسمت الراتب معه، حيث حولت حياته الى «جحيم لا يطاق» من خلال اشغاله بالمحاكم والتردد على المخافر بين الحين والاخر لدفع النفقة، مشيرا انه سافر الى تايلند منذ 10 سنوات وسكن في «بتايا» حيث وجد الحياة جميلة والجو مناسبا وصحيا، لدرجة انه استغنى عن العصا التي كان يتكئ عليها بعد ان أصبح بصحة جيدة، نتيجة الغذاء البسيط والمفيد، وممارسة رياضة المشي. واضاف «ابومحمد» أنه اشترى شقة في «بتايا» وحول راتبه الى هناك وعاش مرتاح البال، فلا محاكم ولا مخافر ولا صرف على أم العيال، داعيا من يعيش حياة كحياته السابقة ان يبادر الى الحجز فورا إلى «بتايا» وسيجد حياة جديدة لم يعهدها في السابق، وسيجد الراحة النفسية والجسدية.وقال المواطن يوسف العلي، انه يزور تايلند منذ منتصف السبعينات ومستمر في عادته هذه الى اليوم، مؤكداً انه زار معظم بلدان العالم، ولكن لم يجد راحته الا في «بتايا».وأوضح العلي انه يوجد في المنطقة حي اسمه «حي العرب» حيث لا تحس هناك بالغربة أبدا، بل إنك تشعر بالامان والاحترام، وكل ما تريده متوافر، المحلات والمطاعم العربية والكويتية موجودة، بالاضافة الى العلاج الصحي والنفسي، حيث الرياضة والطعام «الخفيف» والمشي، ما يجعل كل الامراض في خبر كان، مطالباً ان تضم «بتايا» الى بطاقة «عافية» وخاصة بالنسبة الى كبار السن.وقال العلي انه متقاعد ويقيم ستة اشهر من السنة في «بتايا» وفي بعض الأحيان يصادف وجوده هناك مع شهر رمضان الكريم، حيث يجتمع الكويتيون وأشقاؤهم الخليجيون في مكان واحد لتناول طعام الإفطار والسحور وتبادل الاحاديث الودية، وسط اجواء جميلة ومفعمة قد لا يجدها في مكان آخر.بدوره، قال بدر السلطان ان تايلند بلد مضياف وشعبها ودود واسعارها مناسبة، بالنسبة الى السكن أو الطعام، بالاضافة الى توافر الامن والامان، طالما ان الشخص يحترم القانون.واوضح السلطان ان المقيمين العرب يعيشون في «بتايا» في حي يجمعهم حي سمي بـ«حي العرب» تتوافر فيه المحلات التجارية وكل الخدمات، التي تدفعهم الى البقاء هناك والاقامة وكأنهم في بلدانهم.وأوضح السلطان ان الكثيرين من الكويتيين يستثمرون في «بتايا» من خلال المطاعم والصالونات والوسائل الترفيهية والمقاهي والعيادات الصحية ومحلات الصيرفة والملابس والاتصالات والعطور وخاصة منها «دهن العود» بالاضافة الى الاستثمار في الشقق والفنادق بما يوفر لهم عيشة كريمة ورزقا وفيرا، يشجعهم على ذلك توافر الأمن والأمان وقوة القانون الذي يكفل الحقوق.وتمنى السلطان ان تكون للكويتيين في «بتايا» ديوانية لكبار السن تحت إشراف سفارة الكويت في تايلند، وتأمين الرعاية الكاملة لهم، لافتا إلى أن بعض الشباب الكويتي وخاصة صغار السن يتعرضون من خلال سرعة غضبهم وانفعالهم الى مخالفة القانون ويجدون أنفسهم في مشاكل، وقد تفرض عليهم عقوبات تصل الى السجن والغرامة ومنع دخول البلاد.وكشف المواطن بندر عبدالرحمن، وهو متقاعد، وجود العشرات من الكويتيين الذين يقيمون في «بتايا» منذ سنوات، بعضهم متزوج من تايلنديات، وآخرون يستثمرون في مطاعم ومحلات تجارية واماكن ترفيهية، والبعض الاخر هارب من المشاكل العائلية طلبا للراحة والاستجمام، وسط شعب ودود، وحياة معيشية في متناول اليد، إضافة الى توافر الأماكن السياحية الرائعة.بدوره، قال المواطن «بوعبدالله» ان الحرية التي يجدها المقيم في «بتايا» تغريه على الإقامة هناك، بالاضافة إلى ان الاجواء جميلة طوال السنة، وتوفر الرحلات والراحة النفسية وخاصة لكبار السن، ما جعل الكثيرين من الكويتيين يفضلونها على ما سواها للسفر اليها وحتى الإقامة هناك. ودعا «بوعبدالله» الذي يلقب بـ «عمدة بتايا» نظراً لتردده الدائم عليها وتقديمه للخدمات والارشادات التي يحتاجها المسافر من فنادق واماكن سياحية ورحلات بصفة مجانية عن طريق خدمة «عمدة بتايا» لارشاد من يسافر اليها للمرة الأولى، دعا الى الالتزام بقانون تايلند والبعد عن الاماكن المشبوهة والتواصل مع رجال الامن في حال حدوث اي مشكلة. وطالب «بوعبدالله» الشباب التزام قانون المرور لدى قيادتهم الدراجات النارية، وحيازتهم إجازات القيادة الخاصة بذلك، حتى لا يعرضوا أنفسهم للمساءلة، كما دعا من يسافر الى هناك للمرة الأولى خصوصا، الى فهم قوانين البلاد، حتى لا يعرضوا أنفسهم للمساءلة، أو أن يتعرضوا الى الابتزاز من قبل أصحاب النفوس الضعيفة.
محليات
«حي العرب» يجمعك بعشرات من المواطنين فيمطرون مسمعيك بقصص عن «هجرتهم الطوعية»
حكايات كويتية من... «بتايا»
08:39 م